كتاب معاني الفروسية في الشعر الجاهلي لـ دياري محمد عطا رشيد

وصف الكتاب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
يعد الشعر الجاهلي الركيزة الأساسية لكل من يريد أن يقتحم ميدان دراسة الأدب العربي في عصوره المختلفة والمتلاحقة، فعد بحق (ديوان العرب) وسجل مفاخرهم ومآثرهم، نظراً لأن الشاعر الجاهلي حريص كل الحرص على ذكر الحقائق كما هي في مختلف علاقاتها ومعانيها، وتمثل مرحلة الصفاء والنقاء في الرؤى والأفكار، وهو ذات لغة اقرب إلى الفطرة الإنسانية.
وكان دافعي لدراسة الشعر الجاهلي، هو أن الأدب العربي ينبع من الأدب الجاهلي، ويمثل الجذور الراسخة والأصول الثابتة لمسيرة الشعر العربي، فالجذور هي التي أنبتت الفروع العالية من السماء، والأدب العربي مدين في جوهره للأدب الجاهلي، وفكر الشاعر العربي وثقافته في أي عصر من العصور لا يمكن أن تتضح إتضاحاً معقولاً إلا إذا رجعنا إلى ثقافة الشعر الجاهلي.
وحين بدأت يجمع مادة بحثي هذا، وقد سبقني إليه الكثير من الباحثين، حتى خيل إلي أنهم أشبعوه دراسة وتمحيصاً، فوجدت نفسي ملزمة بتجنب تكرار ما سبق أن قاله غيري من الباحثين، وكانت مساعدة أستاذي خير عون لي في هذا الجانب، فقد هدتني إلى رؤية محددة لتناول هذا الموضوع، أتمنى ان ينال القبول والرضا.
وقد اعتمد في بحثي هذا على إستقصاء القصائد التي تلون فيها المعاني السامية للشعر الفروسي في دواوين الشعراء، ودواوين الحماسة، وأخذت الموثوق من الشعر الجاهلي وإستقرائه وتحليله، وإستعنت بالشروحات الموجودة في مناهج المعرفة المختلفة للوصول إلى تحديد واضح لمعاني الفروسية عند العرب في الشعر الجاهلي.