|

كتاب معذبتي – رواية لـ بنسالم حميش

حول الكتاب
“عزيزى حمودة, إذا شق عليك أن تصير خديم أعتاب الطغاة وخططهم الجهنمية, جاسوسا مخترقا, عميلا مزدوجا, قاتلا أجيرا, فعليك بمراودة حل قد ينجيك لو أتقنته: أن تتحامق وتتمارض.. دوخ مستنطقيك بأعتى كلام الحمقى والمجانين, هدد معذبيك بسعالك وعدوى مرضك, لعل وعسى أن ييأسوا منك, فيعيدوك إلى موطنك أو قريبا منه مخدرا بأفيون, تصحو منه وأنت مراقب بدمليج إلكترونى ومستهدف برصاصة فى الرأس, تصيبك ولاتخطئ, إذا ما رويت قصتك من حولك أو رفعت فى شأنها شكاية ضد مجهول…”
بطاقتك التي دسستها في جيبي خلسة وترجيتني أن أتلفها بعد قراءتها, بطاقتك الثمينة حفظتها عن ظهر قلب, وأطمعت أمعائي بورقها وحبرها, واشهد أني مدين لها بنجاتي حيا من غياهب معتقل رهيب, لولالها كنت سأقضي سنوات أخر تحت تعسفات حراسة نظرية لا محدودة وتوالي حصص التعذيب, السيئة الذكر والصيت, المسماة ماما غولة.

الآن وقد رجعت إلي مكتبتي- مسكني, التي عاثت الفئران والحشرات فيها فسادا طوال سنوات سجني, كيف لي أن أخرج غلي شوارع مدينة وجدة وساحاتها وأسواقها وجوامعها من دون أن ألقي الناس وأحادثهم, أن أبلسم جراحي بعونهم, وأتنسم حريتي المستعادة في وصلهم وعشرتهم, وذلك ريثما أستطيع السفر إلي بلدة واد زم لأبحث عن أمي, فأجدها حيه ترزق أو في قبرها وقد التحقت بجوار ربها الأكرم؛ لكن إذا ما فعلت, كيف أبرر لمن سيتذكرني من الناس- علي قلتهم- غيبتى الطويلة و نحولي البليغ واشتعال رأسي ولحيتي شيبا؟ وإذا حدث أن استدرجني أذكارهم إلي الإخبار عن وقائعي, فهل أرويها تحت شعار الصدق والصفاء, أم بشتي أفانين الاختلاف والتمويه, والمخاتلة والتزوير؟ في كلا الوجهين, أراني بين نارين, نار مصوبة إلي رأسي أو من دمليج إلكتروني إلي قلبي لن تخطئني إذا أطلقت, ونار الافتراء والكذب وما ينجم عنهما من ازدراء ذاتي وتبكيت الضمير.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *