كتاب مغامرات “هاكلبرى فن” – رواية لـ مارك توين
مغامرات “هاكلبرى فن” – رواية |
عنوان الكتاب: مغامرات “هاكلبرى فن” – رواية
المؤلف: مارك توين
المترجم : ماهر نسيم
الناشر: مكتبة مصر
الطبعة: غير واردة
عدد الصفحات: 352
حول الكتاب
ولئن كانت قصة ((توم سوير)) قد عالجت حياة غلامين صغيرين مغامرين لعب حب المغامرة بعقليهما فأشقاهما وأشقى ذويهما في بادئ الأمر، ثم أسعدهما وأسعد ذويهما فيما بعد، فان قصة ((مغامرات هاكلبرى فن)) تعالج حياة شابين يافعين تصطدم حياتهما بتقاليد المجتمع وأوضاعه، ثم لا يلبث الخير المتأصل في نفسيهما أن يطغى على شرور المجتمع بحكم ما جبلت عليه النفس البشرية من خير طبيعي.ولقد صور ((مارك توين)) البيئة التي تدور فيها القصة تصويرا رائعا كشف عن تقاليد البيئة وعاداتها، بكل ما تحفل به من أهواء ونوازع وخرافات وعادات موروثة.. فهناك مشكلة الزنجي الذي لم يكن يحظى بالتقدير الملائم؛ وهناك مشكلة الناس البسطاء الذين يؤمنون بالسحر والشعوذة والشياطين؛ وهناك مشكلة الأب الضائع غلبه الشر على أمره فراح يطارد ابنه ليسرق ماله وينفقه على ملذاته وشرابه؛ وهناك مشكلة الفتاة العانس التي تقضي حياتها بين الكتب والكنيسة؛ وهناك مشكلة الموظف البيروقراطي الكبير الذي يكتسب تقدير الناس له من طريق منصبه لا من طريق شخصيته وثقافته؛ وهناك مشكلة الرجل الذي يتخذ من منصبه وسيلة لبلوغ ما يطمح اليه من مهابة ومجد؛ وهناك مشكلة الفني الضائع الذي يضيق بالنظام والنظافة والحضارة ويحن إلى البدائية الأولى حرصا منه على الاستمتاع بحريته البدائية؛ وهناك مشكلة الآباء والأمهات الذين يشقون بحياة أبنائهم الصغار ولا يملكون إلا أن يستطيبوا هذه الحياة لأنها تجري على هذا النحو دائما؛ وهناك مشكلة الشبان الصغار الذين يشبون على تقاليد ومقاييس ومفاهيم فرضت عليهم فرضا، ولم يعد في وسعهم إلا أن يرضخوا لها كما يرضخون للقدر دون أن يفهموا لها معنى في بادئ الأمر … وهناك عشرات من المشاكل الاجتماعية الأخرى التي عالجها ((مارك توين)) معالجة صادقة عامرة بالدعابة الحلوة التي لا تهدف إلى مجرد التسلية بقدر ما تهدف إلى الإصلاح الاجتماعي.ولما كان ((مارك توين)) قد حرص على أن يكتب هذه القصة باللغة ((الدارجة)) لا الفصحى، فقد قام بذهننا في بادئ الأمر أن ننقلها باللغة العربية ((الدارجة)) أيضا حتى لا تفقد شيئا من روعتها، ولكننا عدلنا عن ذلك حتى لا نهبط بمستواها الأدبي، وإن كنا قد تعمدنا أن تكون اللغة الفصحى التي نقلنا بها القصة إلى العربية سهلة بسيطة لا هي بالمتحذلقة ولا هي بالعامية !!