كتاب مفهوم الحقيقة عند مارتن هيدجر لـ حياة خلفاوي
عنوان الكتاب: مفهوم الحقيقة عند مارتن هيدجر
المؤلف: حياة خلفاوي
إشراف: غيوة حيرش فريدة
جامعة: منتوري – قسنطينة
السنة الجامعية: 2005 – 2006 م
عدد الصفحات: 195
حول الكتاب:
“التمهيد: يتعرض التمهيد إلى تبيين أن الحقيقة التي ينصب عليها السؤال هي الحقيقة الكلي أي الحقيقة كمفهوم شامل ومطلق، كما يتعرض إلى توضيح عداء الحس المشترك للروح الفلسفي، وضرورة تجاوز المشتغلين بالفلسفة للحس المشترك.
الفصل الأول: يتعرض الفصل الأول إلى تحديد الفكر الشائع للحقيقة بمعنى التطابق، تطابق العقل مع الشيء وتطابق الشيء مع العقل، هذا التحديد يقوم على تحديد أسبق منه تكون لدى المدرسين في العصور الوسطى، يرى أن الحقيقة هي تطابق الشيء مع العقل،فليس التصور الشائع للحقيقة نتاج الفكر الحديث بل هو نتيجة تمخضت عن التفسيراللاهوتي لوجود الموجود، الذي يعتبر أن الأشياء في ماهيتها ووجودها لا توجد إلا من حيث أنها كموجودات مخلوقة تتناسق مع الفكرة المتصورة عنها سلفا من قبل العقل الإلهي، هذا التحديد المدرسي للحقيقة يرد بدوره إلى تقليد فكري قديم يرى أن الحقيقة هي تطابق المنطوق مع الشيء.وتحديد الحقيقة كتطابق بين العقل والشيء هو التحديد الذي سيطبع الفكر الغربي كله، ابتداء من توما الإكويني وحتى نيتشه، هوسرل، وفلاسفة الوضعية المنطقية، ولكن هذا لا يعني أن تحديد الحقيقة كتطابق هو التحديد الوحيد الذي عرفه الفكر الغربي، بل هناك تحديد آخر تكون لدى الفلاسفة السابقين على سقراط يحدد الحقيقة بمعنى اللاتحجب والانكشاف.كما يتعرض الفصل إلى تبيين عدم كفاية المطابقة كتحديد أصيل للحقيقة وذلك بالتعرض إلى الأساس الذي يقوم عليه تطابق العقل مع الشيء، إن التطابق بين العقل والشيء هو نوع من التكافؤ يعني أن يتخذ بالقياس إلى الشيء علاقة من نوع خاص يعبر عنها بالقول “كما هو عليه”، جوهر هذه العلاقة حسب تفسير “في ماهية الحقيقة” هو الاستحضار، (الذي يعني استحضار الشيء ووضعه أمام النظر بوصفه موجود قائم هناك) والشرط الذي يعتمد عليه الاستحضار هو الإنفتاح، فالمطابقة تتطلب الإنفتاح، والإنفتاح هو الإمكانية الباطنية للتطابق، ولأن المطابقة لا تكون ممكنة إلا من خلال الانفتاح، لا تعتبر تحديدا أصيلا للحقيقة، والحقيقة كتطابق هي في النهاية هي حقيقة مشتقة وليست أصيلة.الفصل الثاني: يتعرض الفصل الثاني إلى تبيين أن للإنسان حقيقة خاصة هي التي تجعل منه موجودا قادرا على إدراك الأشياء وكشف الحقيقة. كما يتعرض الفصل إلى تبيين الأساس الذي يقوم عليه انفتاح السلوك، هذا الأساس حسب تفسير “الوجود والزمان” هو الوجود في العالم، وهو الحرية حسب تفسير في ماهية الحقيقة وعليه تتحدد الحقيقة حسب تفسير “الوجود والزمان” على أنها كشف وانفتاح، وهي على وجه الدقة السلوك الكاشف (سلوك الآنية حين تكشف الموجود)، كما هي في نفس الوقت انكشاف الموجود. أما تبعا لتفسير “في ماهية الحقيقة” فتتحدد على نحو أقل أصالة على أنها حرية وعلى نحو أصيل على أنها لاتحجب الموجود الذي يتحقق معه منوع من اللاتحجب للموجود في كليته، والحرية هي ترك الموجود يوجد أي أنها تواجد أو تخارج، وهي القدرة التي بواسطتها ينكشف الموجود فيما هو عليه وعلى ما هو عليه داخل نور الوجود، غير أن الحرية ليست أساسا مطلقا وذلك من حيث أنها تستند إلى أساس غيرها،هذا الأساس هو الحقيقة الأصيلة أو الماهية الأصيلة للحقيقة أي اللاتحجب،.كما يتعرض إلى علاقة الإنسان مع الموجود في مجموعه وكليته، والتي تتأسس انطلاقا من الحرية، فالحرية هي التي تمكن الإنسان من إيجاد علاقة مع الموجود في مجموعه وكليته، وبالتالي تمكنه من أن ينشئ لنفسه تاريخا، والحرية في النهاية هي التي تجعل الإنسان يتوافق توافقا وجدانيا مع الموجود في مجموعه وكليته، والتوافق الوجداني هو الذي يخلع على السلوك الإمكانية التي تخول له تحقيق الحقيقة.الفصل الثالث: يتعرض الفصل الثالث إلى تبيين طبيعة العلاقة القائمة بين الحقيقة واللاحقيقة، حيث يتبين أنها علاقة جدلية وليست عكسية، والإنسان يوجد في الحقيقة واللاحقيقة على حد سواء. كما يتعرض إلى مفهوم اللاحقيقة، واللاحقيقة حسب تفسير “الوجود والزمان” هي حجب وإخفاء بمعنى إنتفاء كشف الأشياء في ذاتها وهي حالة أساسية للسقوط، أما اللاحقيقة حسب تفسير “في ماهية الحقيقة” هي تحجب الموجود في مجموعه وكلته أو السر، وهي أيضا تيهان أي حجب تحجب الموجود في مجموعه وكليته (أي نسيان السر)،وهي تنشأ نتيجة لاستغراق الإنسان من قبل الموجود الجزئي، وانشغاله بواقعه الجاري، والإنسان لا يوجد إلا من حيث ما هو خاضع لتهديد التيه، كما أنه يخضع لسيادة السر.والتقبل الحاسم هو الذي يحرر الإنسان لإدراك السر ولإدراك حقيقة الوجود.كما يتعرض إلى تبيين معنى ماهية الحقيقة التي يتضح أنها هي حقيقة الماهية أي الانحجاب المنير. والانحجاب المنير هو الذي يفتح المجال للظهور الذي يفكر في الوجود من خلاله وتتحدد وفقا له حقيقة الموجود ويتأسس من خلاله التاريخ، حيث يوصف التاريخ بأنه تاريخ الوجود وتاريخ الحقيقة. كما يتعرض أيضا إلى طبيعة العلاقة الكائنة بين الحقيقة والفلسفة التي تتحدد على أنها استجابة لنداء الوجود الذي تعود التقليد الفلسفي على التفكير فيه على أنه الموجود في مجموعه وكليته، ولهذا فإن الفلسفة هي وحدها التي تتعرض لتحجب الوجود وتظهره فيما هو عليه وعلى ما هو عليه.“