كتاب منطق البحث العلمي لـ كارل بوبر
كتاب منطق البحث العلمي اللغة : العربية دار النشر :المنظمة العربية للترجمة سنة النشر : 2006 عدد الصفحات : 603 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
قرأ علميون كثيرون أيّاً كانت اختصاصاتهم في العلوم التجريبية لكارل بوبر وناقشوا نظرته للبحث العلمي، لمنطق هذا البحث وفلسفته ومنهجيته، وكذلك تكاد لا تجد فيزيائياً نظرياً واحداً على وجه الخصوص لم يطلع على كتابات بوبر، وعلى موقفه من الوضعيين، وعلى موقفه من المواضعاتيين خاصة وعلى رأسهم بوانكاريه، أو على مناقشاته لمشاكل الميكانيك الكمومي ولنظرية الاحتمالات الرياضية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بميكانيك الكم. وقد كان مترجم هذا الكتاب د.محمد البغدادي من بين هؤلاء الفيزيائيين النظريين الذين قرأوا بعض كتاباته قبل سنوات عديدة امتدت إلى عدة عقود. ثم جاء اقتراح المنظمة العربية للترجمة، ترجمة هذا الكتاب في طبعته العاشرة والأخيرة، المنقحة والمضافة الصادرة عام 1994، من الألمانية إلى العربية، وتمّ تكليفه بالقيام بهذا العمل الشاق والمجتمع في آن. ذلك أنه بغض النظر عن حجم الكتاب الكبير بفصوله العشرة وهوامشها المتعددة، المعدّلة والموسّعة على مدى ما ينوف عن نصف قرن، وبملحقاته التي ما فتئ يضيفها أو يعدل فيها وقد تجاوز الثمانين من العمر، فالكتاب مصوغ بلغات ثلاث إن صحّ التعبير؛ لغة الفلاسفة، ولغة المناطقة، ولغة العلوم البحتة، وتحديداً اللغة الرياضية-الفيزيائية، مما لا شك فيه أن بوبر من أشد أنصار الوضوح والبساطة في التعبير والكتابة، وأنه من ألدّ أعداء “التخصص” ولغة “المتخصصين” الجوفاء؛ ثم إنه أبعد ما يكون عندما يناقش عن الجدال في المصطلحات لأنه يرى كما كان الفيلسوف كانط يرى من قبله أن منشأ النزاع في الأمور، والفلسفية على نحو خاص، ليس نزاعاً حول الكلمات، إلا أنه إذا كان من مقتضيات البساطة الابتعاد عن اللغة “المتخصصة” المولعة بأكثر الكلمات غرابة وبعداً عن التداول؛ فإن من مقتضيات الوضوح أيضاً اختيار الكلمات بحيث لا تحمل أكثر مما يراد لها أن تقول وبحيث لا يدعو استعمالها إلى أي لبس. ينطلق بوبر في بناء نظريته في المعرفة وفهمه البحث العلمي من كون النظريات العلمية، التجريبية وغير التجريبية منها على حدٍّ سواء، ليست سوى مجموعة من الفرضيات والتخمينات، يقع على عاتق التجربة، على الوقائع المادية والقضايا المنطقية فحصها وتمحيصها ومراقبتها معززة لها تارة في حال صمودها أمامها أو على العكس، مفنّدة لها جزئياً أو كلياً تارة أخرى في حال دحضها من قبلها؛ ويقيم بذلك معياراً للحدّ الفاصل بين العلم والميتافيزياء التي لا تدحض وهكذا لم تعد التجربة ومعها الإدراك الحسّي والرصد مصدر المعرفة الأول والنقطة التي ينطلق منها العلم من الخاص إلى العام كما يرى منظّرو الاستقراء الذين يرجعون كلهم إلى أرسطو في نظره.
يجابه بوبر الاستقراء منذ الفصل الأول في كتابه هذا مجابهة لا هوادة فيها تكاد لا تنقطع في كل فقرة من فقرات الكتاب. فهو يرى بحق أن الاستقراء يجرّ مه تقهقراً لا نهاية له؛ أي سلسلة لا تنقطع من الأسئلة تثيرها الإجابات غير الشافية عن كل منها بدءاً بالسؤال الأول. إلى جانب ذلك عالج بوبر بإسهاب في الفصلين الثامن والتاسع نظرية الاحتمال وبعض مسائل الميكانيك الكمومي وأعاد جزءاً كبيراً من المشاكل الواقعة في تفهم الميكانيك الكمومي إلى عدم وجود نظمة موضوعاتية يبنى عليها حساب الاحتمالات بناءً جديداً وإلى عدم وضوح الرؤية في العلاقة بين الاحتمال والتجربة. كما أعطى للاحتمال تفسيراً موضوعياً يعتمد على التواتر النسبي رغم الصعوبات المنطقية التي تواجه هذا التفسير رافضاً التفسيرين الذاتي والمنطقي اللذين لها الطابع النفساني.
يجابه بوبر الاستقراء منذ الفصل الأول في كتابه هذا مجابهة لا هوادة فيها تكاد لا تنقطع في كل فقرة من فقرات الكتاب. فهو يرى بحق أن الاستقراء يجرّ مه تقهقراً لا نهاية له؛ أي سلسلة لا تنقطع من الأسئلة تثيرها الإجابات غير الشافية عن كل منها بدءاً بالسؤال الأول. إلى جانب ذلك عالج بوبر بإسهاب في الفصلين الثامن والتاسع نظرية الاحتمال وبعض مسائل الميكانيك الكمومي وأعاد جزءاً كبيراً من المشاكل الواقعة في تفهم الميكانيك الكمومي إلى عدم وجود نظمة موضوعاتية يبنى عليها حساب الاحتمالات بناءً جديداً وإلى عدم وضوح الرؤية في العلاقة بين الاحتمال والتجربة. كما أعطى للاحتمال تفسيراً موضوعياً يعتمد على التواتر النسبي رغم الصعوبات المنطقية التي تواجه هذا التفسير رافضاً التفسيرين الذاتي والمنطقي اللذين لها الطابع النفساني.