كتاب من “الأحدث” إلى “الأرشد” أو من مونتسكيو إلى روسو لـ بول ديوبوشيه

عندما شرع المفكرون – في العقود التي تلت الثورة الفرنسية – في الرجوع إلى مونتسكيو وما أصّله من مبدأ في فصل السلطات، كانت حجتهم أن في تنظيرات ذلك المفكر لنظام تحَرري قائم على التمثيل النيابي الرشيد؛ “تحديثًا” للمبادئ السياسية التي كانت – قبل التفات أولئك إلى فكر مونتسكيو – متأثرة بمفاهيم أكثر تعظيمًا لدور الجموع في إدارة دفة الحكم؛ تلك المفاهيم التي أخذ بها الزعماء الثوريون عقب إسقاط الملكية في فرنسا وإعلانهم الجمهورية الأولى. وكان هذا بوحي من أفكار جان جاك روسو الذي عدّه أولئك الزعماء رائدًا لهم فإذا كان مجرد استلهام روسو للنموذج الروماني في الحكم والقائم على استبعاد العروش الملكية؛ هو الذي جعل مذهبه – نظرًا لبعد العهد بالنظام الروماني يُعَد ‘متقادمًا”. فإن البروفيسور بول ديوبوشيه يرى أن مذهب روسو هو الممهد الحقيقي للأنظمة السياسية الحديثة. الأخذة بكل من مبدأي الجمهورية والديموقراطية.