كتاب من الحرب الباردة إلى البحث عن نظام دولي جديد لـ د. السيد أمين شلبي
كتاب من الحرب الباردة إلى البحث عن نظام دولي جديد المؤلف : السيد أمين شلبي اللغة : العربية دار النشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة النشر : 2005 عدد الصفحات : 209 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
(يقسم المؤلف دراسته إلى جزءين، الأول يتناول سنوات التحول فى علاقات القطبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى للفترة بين (1980 ـ 1988) ويتناول الثانى البحث فى طبيعة العلاقات فى النظام الدولى الجديد الذى تشكل بانهيار الاتحاد السوفيتى وسيطرة الولايات المتحدة على النظام الدولى كقطب منتصر يبدأ المؤلف بدراسة فترة الحرب الباردة الجديدة (1979 ـ 1985) فقد شكل عام 1979 بداية الحرب الباردة الجديدة وذلك فى شهر ديسمبر عندما قام الاتحاد السوفيتى بغزو أفغانستان واعتبرت الولايات المتحدة أن الخطوة السوفيتية من الخطورة بمكان ذلك أن القوات السوفيتية أصبحت على مسافة 480 كيلو مترا من المحيط الهندى وبالقرب من مضيق هرمز الذى يمر من خلاله معظم بترول العالم وبالتالى فليس من المستغرب أن يورخ لذلك العام كبداية لفترة الحرب الباردة الجديدة وعلى كل حال فقد أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ مجموعة من الإجراءات ردا على الإجراء السوفيتى تمثلت فى الإعلان عن حظر بيع القمح للاتحاد السوفيتى، إلغاء اشتراك الولايات المتحدة فى دورة الألعاب الأوليمبية فى موسكو عام 1980، كما طالب الرئيس الأمريكى الكونجرس بزيادة معدل الإنفاق العسكرى بنسبة 5% سنويا، ومطالبة الكونجرس بالعودة إلى نظام التجنيد الإجبارى لكل أمريكى يبلغ 19 سنة الأمر الذى استجاب له الكونجرس مباشرة ثم ينتقل المؤلف إلى حقبة الرئيس رونالد ريجان تلك الحقبة التى أطلق عليها المؤلف ـ التفاوض من مركز القوة ـ كرد فعل على ما بدا أنه تدهور فى هيبة الولايات المتحدة فى العالم من خلال الغزو السوفيتى لأفغانستان واحتجاز الرهائن الأمريكيين فى طهران بعيد الثورة الإيرانية عام 1979 والعملية الأمريكية الفاشلة لاطلاق سراح الرهائن ثم يتطرق المؤلف إلى مجموعة من الأحداث الهامة فى تلك الفترة والتى أثرت على العلاقات بين القطبين مثل الإعلان عن مبادرة الدفاع الاستراتيجى فى 23 مارس 1983 وإسقاط الاتحاد السوفيتى طائرة الخطوط الجوية الكورية فى 28 سبتمبر 1983 وفشل التوصل إلى اتفاق حول الصواريخ المتوسطة المدى فى أوروبا تلك الأحداث التى كانت لها آثارها السلبية على العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى الجزء الثانى من الكتاب يتطرق إلى موضوع النظام العالمى الجديد ويتناول فى هذا الإطار أربعة موضوعات فرعية هى:ـ نهاية التاريخ أم عودته،سياسات التسلح بعد الحرب الباردة، الأمم المتحدة:ـ توقعات كبيرة، والقوى الدولية وعلاقاتها المتوقعة وعن موضوع سياسات التسلح بعد الحرب الباردة يشير المؤلف إلى أنه رغم التوقعات التى سادت الأجواء وصاحبت انتهاء الحرب الباردة من توقع التراجع فى سياسات التسلح وبناء القوة العسكرية فى العالم إلا أن هذا التوقع قد خاب فقد كان من المنتظر أن تتحول ميزانية الإنفاق العسكرى فى الدول الكبرى والصغرى على السواء إلى ميزانية المدنية فى قطاعات عديدة أهملت مثل التعليم والصحة والإسكان والبيئة وغيرها من المجالات، غير أن التطورات أوضحت أن البناء العسكرى الضخم الناتج عن الحرب الباردة لا يزال قائما فحتى فى نطاق اتفاقيات التسلح ووفقا لاتفاقية مهمة هى اتفاقية خفض القوات التقليدية فى أوروبا بقيت كميات ضخمة جدا من الأسلحة وفى ذات الوقت فإن اتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية START لا تزال عند مستويات أعلى من اتفاقية عام 1972 ـ(اتفاقية سالت)ـ أيضا أوضح وزير الطاقة الأمريكى فى خطاب أمام مجلس الشيوخ الأمريكى أن وزارته تخطط لاقامة مجمع حديث من المصانع والمولدات لانتاج الأسلحة النووية لكى تكون جاهزة للعمل حوالى عام 2015 ولكى تساهم فى تدعيم قوة الردع الأمريكى حتى منتصف القرن المقبل ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل أنه وفقا للدراسات المتخصصة فى هذا المجال فإن معظم نظم التسلح التقليدية والمتقدمة انما تنتج ـ باستثناء حالات قليلة ـ فى الدول المتقدمة وخاصة فى الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتى، فرنسا، إنجلترا، ألمانيا الغربية، الصين، تشيكوسلوفاكيا، هولندا، السويد، وتمثل صناعة السلاح فى تلك الدول أحد المصادر المهمة للدخل فضلا عن أن أى تدمير أو تحويل لتلك الصناعات إلى صناعات مدنية سوف تكون له أثاره السلبية اقتصاديا واجتماعيا وكذلك الناحية البيئية، ولذلك كان من الطبيعى أن تجاهد تلك الصناعات من أجل أن تظل قائمة وتنتج لأطول فترة ممكنة وتساعدها حكوماتها على ذلك لقد أصبح من الطبيعى أن تتجه الدول المنتجة للسلاح إلى أن تنتج السلاح وتصدره إلى الدول النامية أما عن الأمم المتحدة، فيذكر المؤلف أن مهام حفظ السلام ظلت من المهام التقليدية التى تولتها الأمم المتحدة بنجاح معقول فى عدد من مناطق الصراع على مدى الأربعين عاما الماضية، غير أن البحث عن دور أكثر فعالية للمنظمة الدولية فى بناء السلم والأمن الدوليين جعل الأنظار تتجه إلى أن تنتقل المنظمة الدولية إلى مفهوم صنع السلام ويؤكد على أهمية الحاجة إلى انتقال الأمم المتحدة من مفهوم حفظ السلام إلى صناعة وبناء السلام أنه كان موضع التقرير الذى قدمه السكرتير العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالى بناء على ما طلبه منه اجتماع قمة الدول الأعضاء فى مجلس الأمن فى 31 يناير 1992 حيث صاغ التقرير وركز على أربعة مفاهيم وفقا لأولوياتها وهى الدبلوماسية الوقائية، صنع السلام، حفظ السلام، وبناء السلام وحيث اعتبر تقدير الأمين العام أن الدبلوماسية الوقائية هى أكثر الأساليب الدبلوماسية فعالية وتساند الدبلوماسية الوقائية مجموعة من الإجراءات هى: التبادل المنظم، تقصى الحقائق، التحذير المبكر، نشر قوات وقائية، مناطق منزوعة السلاح، ويشير المؤلف إلى الدور الذى قامت به الأمم المتحدة فى حالات مثل العراق، والصومال، ويوغسلافيا، وجهودها لإنهاء الصراع فى تلك المناطق من العالم.