كتاب من العقيدة إلى الثورة ، ج.1 المقدمات النظرية لـ د.حسن حنفي
كتاب من العقيدة إلى الثورة ، ج.1 المقدمات النظرية المؤلف : د.حسن حنفي اللغة : العربية دار النشر : دار الطليعة – بيروت سنة النشر : 1997 عدد الصفحات : 194 نوع الملف : مصور |
ومضيفاً يقول بأنه وإذا كان القدماء قد ضعوا عقائدهم بناء على سؤال الأمراء والسلاطين أو بعد رؤية صالحة، أو… أو فإنه وضع كتابه “من العقيدة إلى الثورة” دون سؤال أحد أو رؤية أو إستخارة بل تحقيقاً لمصلحة الأمة وحرصاً على وحدتها الوطنية بعد أن أصبحت شيعاً وفرقاً في نضالها الوطني وتغيرها الإجتماعي خاصة بين أنصار التراث وأنصار التجديد، بين الحركة السلفية والحركة العلمانية وهما الإتجاهان الرئيسيان في جسد الأمة، بدلاً من التكفير المتبادل، والصراع على السلطة، وإستبعاد كل منهما الآخر.
أما عقائده، وكما يقول، هي حركة الوصل بين جناحي الأمة والتي من خلالها يستطيع التراث السلفي أن يواجه قضايا العصر الرئيسية كما يستطيع العلماني التقدمي أن يحقق أهدافه إبتداء من تراث الأمة وروحها، فيأمن الأول المحافظة والرجعية ويأمن الثاني الوقوع في التغريب والعزلة عن الناس، وأما من حيث إختياره لهذه العنوان “من العقيدة إلى الثورة” فذلك لأنه يرى بأن العقيدة هي التراث والثورة هي التجديد، العقيدة هي إيمان الناس وروحهم والثورة مطلب عصرهم.
من هنا، جاء كتابه هذا للإجابة على عدة تساؤلات مطروحة حول التجديد والأسئلة هي: كيف يتم نقل الأمة على نحو طبيعي من الماضي إلى الحاضر؟ كيف تعود إلى التوحيد فاعليته في قلوب الناس ليعود نظاماً سياسياً لمجتمعاتهم؟ كيف تصبح العقيدة باعثاً ثورياً عنه الجماهير وأساساً نظرياً لفهمهم للعالم؟ وكيف يصبح التوحيد تمريراً للوجدان البشري، وتحرراً للمجتمعات البشرية وللإنسانية جمعاء، وهو إلى ذلك يستعين بما يذهب إليه، وكمجتهد، بقدرة الإنسان على الفهم والفعل، على النظر والعمل بالإعتماد على النصوص القديمة وعلى تجارب العصر.
مضيفاً بأن جهده هذا إنما يمثل إجتهادات ومواقف محتملة نحتمل الخطأ والصواب، ومحاولة لإعادة بناء علم أصول الدين القديم، وبما أن الموضوع الأساس المطروح على بساط البحث في هذه المجموعة هو علم الكلام، فقد تم تخصيص الجزء الثاني لمناقشة مفهوم التوحيد تحت عنوان “الإنسان الكامل”، أما الجزء الثالث فقد تناول مفهوم العدل وكانت تحت عنوان “الإنسان المتعين”، ودار الجزء الرابع حول مفهوم النبوة والمعاد وتحت عنوان “التاريخ العام”، وانفرد الجزء الخامس بالحديث عن مفهوم الإيمان والعمل والإمامة وتحت عنوان “التاريخ المتعين” ويقول د. حنفي أنه وإذا كان القدماء قد جمعوا ما في الكتب السابقة المتفرقة وكان التأليف هو التجميع فهو يجتهد رأيه من واقع المسؤولية، مسؤولية الأصوليين الواضعين والمطورين له.
لذلك، وكما يقول، ارتبط مؤلفه هذا “من العقيدة إلى الثورة” بالعقائد الإصلاحية فهي وحدها التي تركز على دور العقائد في تغيير حياة الناس، تصوراتهم وأساليب حياتهم من أجل تغيير الأنظمة الإجتماعية والسياسية وإعادة نظام التوحيد.