|

كتاب من القلب مباشرة لـ جاك ويلش

 
37a9b 938
من القلب مباشرة

عنوان الكتاب:  من القلب مباشرة

 

المؤلف: جاك ويلش 


المترجم : د. إبراهيم الشهابي


الناشر: مكتبة العبيكان ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم


الطبعة: الأولى 1429 هـ / 2008 م


عدد الصفحات: 588


حجم الكتاب : 11.6 ميغا

حول الكتاب

إذا أردت أن تصبح عائدات شركتك أكثر من 100 مليار دولار سنوياً؛ فاتبع نهج جاك ويلش، مدير شركة جنرال إلكتريك، الذي تحدث عنه في كتابه من القلب مباشرة.
يعد كتاب من القلب مباشرة لـجاك ويلش، مدير شركة جنرال إلكتريك‏ بالتعاون مع جون بيران ونقله إلى العربية د. إبراهيم الشهابي، رقم 1، والأكثــر مبيـعا في الـنيـويورك تـايمـز ومجلة الـوول ستريت. صدر بالطبعة العربية الأولى عن دار العبيكان ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم عام 2008، يتناول فيه رحلته المهنية خلال 41 عاما؛ رحلته التي لم تكن مفروشة بالورود طوال الوقت، كان هناك أعداء بقدر ما كان هناك داعمون وأصدقاء، أخطأ وأصاب، حاول وجرب، ونجح على الرغم من أن هناك كثيرين لم يرون أنه أهل لهذه الوظيفة، لأنه كان أمينا جدا، وصريحا جدا، فارغ الصبر، وفي نظر الكثيرين جلفا، لم يكن سلوكه نموذجيا، كان صخبا، سهل الإثارة، ذا لهجة بوسطنية ثقيلة متأئتأ غير بارع في الكلام!
التحق بشركة جنرال إلكتريك عام 1960 بتطلعات متواضعة بوصفه مهندسا صغيرا حديث التخرج في برنامج الدكتوراه، وهو في الـ24 من العمر يتقاضى راتبا قدره 10.500$ سنويا. بدأ عمله موظفا مسؤولا عن إخراج البلاستيك من المختبر إلى الإنتاج، كان كل ما يريده أن يصل راتبه إلى 30.000$ عندما يبلغ الـ30 من العمر. إلى أن أصبح رئيسا للشركة عام 1981 كان هدفه أن تصبح شركة جنرال إلكتريك أكبر شركة منافسة على وجه الأرض، وضع روح شركة صغيرة في جسم شركة كبيرة، بنى مؤسسة تسير في خط صناعي قديم لتغدوا أعلى نشاطا وهمة، وأكثر قابلية للتكيف، وأفضل سرعة تفكير. تخلل هذه الرحلة العديد من الأحداث، منها فقدان الأهل؛ فقد توفيت والدته في 25 يناير/ كانون الثاني عام 1965 الذي يعتبره أكثر أيام حزنه، والدته، غريس ويلش، التي كانت أكثر شخص أثر في حياته، علمته قيمة المنافسة، وفرصة النصر، وضرورة قبول الهزيمة بلا تردد، يقول في ص 26: الكثير من معتقداتي الإدارية كالتنافس القاسي من أجل الفوز، ومواجهة الواقع، وتحفيز الناس بعناقهم، أو نبذهم، ووضع أهداف بعيدة ومديدة، ومتابعة الناس العاملين معي بلا هوادة للتأكد من أنهم أنجزوا ما يقومون به من عمل، كل تلك الصفات والخصائص تعود جذورها إلى أمي. إضافة إلى أنها قدمت له أعظم هدية فريدة في حياته، وهي الثقة بالنفس فيقول: هذه هي الصفة التي كنت أحاول بناءها في نفسي، وفي نفس كل عضو تنفيذي يعمل معي، فالثقة بالنفس تذكي فيك الشجاعة وتوسع آفاقك، على الرغم من أنه نشأ يعاني إعاقة كلامية؛ تأتأة في الكلام لا تفارقه، ولكن والدته أقنعته بأنه يمكن أن يكون ما يرغب أن يكون.
وأيضا فقد والده من أصل إيرلندي بعد رحيل والدته بـ15 شهرا، الذي كان يعمل سائق قطار على خط بوسطن، علمه والده قيمة العمل الشاق، وقراءة الصحف؛ فقد كان يعود يوميا من عمله متأبطا حزمة من الصحف؛ فأصبحت قراءة الصحف كل ليلة عنده إدمان العمر، وما زال حتى اليوم مدمن صحف وأنباء. إضافة إلى خسارة صديقه الطيب، والمؤيد له في معظم مسيرته المهنية في جنرال إلكتريك، هيرم ويس، الذي رحل بعد معاناة من مرض السرطان في عام 1977 في الوقت ذاته، الذي كان ويلش قد ترقى إلى منصب جديد في الشركة تنفيذي قطاع أعمال منتجات المستهلكين، ومن ثم طلاقه من زوجته الأولى، كارولين أوزبون، بعد زواج دام 28 عاما، ونتج عنه 4 أبناء؛ كاتي وجون وآن ومارك، وكما ذكر للأسف كانت أكبر عملية ضم في حياتي الشخصية تنتهي في الوقت ذاته الذي كنت أعقد أكبر صفقة في حياتي المهنية وهي صفقة آر سي إي التلفازية، في عام 1985، وطلاقه الثاني عام 2001 من جين بيسلي بعد زواج دام 12 عاما، لكن كل ذلك لم يثني جاك ويلش عن متابعة المسيرة إلى الأمام واضعا نصب عينيه التغيير ومواكبة التطور، تغير أسلوب العمل في جنرال إلكتريك، إلغاء البيروقراطية، تأسيس وتدريب وتمكين موظفين قادرين على خلق الأفكار وتحقيقها وتطويرها، إضافة إلى تأسيس منهج تدريبي تعليمي، والأهم من ذلك كله أسلوب بلا حدود، الذي انتهجه ويلش في جنرال إلكتريك الذي فتح الآفاق وقبلها الأبواب لكل موظف في الشركة بغض النظر عن منصبه ليقدم فكرة ويطورها ويحققها ضمن فريق عمل جنرال إلكتريك.
بقدر ثقته بنفسه ورؤيته بقدر اهتمامه وتقديره للآخرين، منذ الصفحة الأولى من الكتاب يعترف بأن كل ما أنجزه في حياته أنجزه مع الآخرين من الزملاء والأصدقاء الذين ساروا معه في هذه الرحلة، في الغالب هذا الكتاب قصة الآف من الموظفين الأذكياء الواثقين من أنفسهم المفعمين بالنشاط والهمة، والذين علموا بعضا كيف يحطمون قوالب العالم الصناعي القديمة، وكيف يعملون لتوليد تصنيع وخدمات وتكنولوجيا مهجنة جديدة. لذلك أهدى كتابه إلى مئات الآلاف من موظفي شركة جي إي، الذين ساعدت أفكارهم وجهودهم على ظهور هذا الكتاب إلى الوجود، وتم التبرع بأرباحه كمؤلف إلى المؤسسات الخيرية.
الكتاب مكون من خمسة أقسام، 25 فصلا، 587 صفحة. القسم الأول: السنوات الأولى، القسم الثاني: بناء الفلسفة، القسم الثالث: صعود وهبوط، القسم الرابع: مغيرو اللعبة، القسم الخامس: النظر إلى الوراء، التطلع إلى الأمام. هذا الكتاب لا يعد سيرة ذاتية، ولا حتى كراسة في الشؤون الإدارية، على حسب تعبيره، وإنما فلسفة نجمت عن رحلته مع جنرال إلكتريك التي تمسك خلالها بفكرة التكامل، يحاول في كتابه أن يبين ما يمكن أن تتعلمه مؤسسة، وما يمكن أن يتعلمه كل منا إن فتح ذهنه على الأفكار الآتية من الآخرين، ومن أي مكان، ليس هناك خط مستقيم للرؤى والأحلام إنما أنا رجل ارتجالي ظل يسير قدما إلى الأمام على الرغم من العثرات.
يخبرك ويلش كيف تصنع رجالا، كما فعل هو في جنرال إلكتريك لأنه أصر على تطبيق فكرة الإنسان المناسب في المكان المناسب، يقول: إننا نبني عظماء، ثم يبني هؤلاء منتجات عظيمة ويقدمون خدمات رائعة. استثمر بالإنسان كثيرا، ولكن ليس أي إنسان، بل بالذي يتمتع بالحماس، والقابل لمواكبة التغيير والتطور، والأهم من ذلك كله الذي يحب عمله، لأنه هو نفسه، جاك ويلش، أحب عمله، وهذا هو سره الذي جعل رئيسه، ريغ جونز، يدعمه لمدة 17 عاما؛ فقد انضم إلى جنرال إلكتريك كموظف في المختبر ليصل إلى رئيس جنرال إلكتريك، الشركة التي منحته العمل من خلال محركات الطائرات، إلى مولدات القدرة الكهربائية، إلى البلاستيكيات، والمواد الطبية، والمكونات الإلكترونية، والمواد العازلة، ومنتجات المواد الكهربائية، وشبكة بث إذاعي، وموصلات، والخدمات المالية؛ أي كل ما يلامس حياة الناس، ليجعلها واحدة من الشركات العالمية لتبلغ عائداتها إلى وقت رحيله عام 2001 من الشركة 130 مليار دولار سنويا!
لم يولد ويلش وفي فمه ملعقة من فضة، هو رجل كادح من خلفية متواضعة، ولد في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 1935، كل ما كان لديه أطنان من الحب من والديه؛ فهو طفلهما الوحيد. في سنواته الدراسية عمل في أعمال مختلفة، منها مساعد لاعب غولف، توزيع صحيفة، كما عمل في مكتب البريد المحلي، وباع لمدة ثلاث سنوات أحذية لقاء عمولة محددة! كان الأول في أسرته كلها، الذي يدخل إلى كلية جامعية، وهي جامعة ماساشوسيتس، تخصص الهندسة الكيميائية، كما حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الينوي. أثناء عمله في جنرال إلكتريك بدأ يعرف ماذا يريد، ويعلم بأنه سيحصل على ما يريد، كان فظا صريحا، ولا يحب الجلوس والاستماع إلى عروض معلبة معدة سلفا، ولم يكن يحب قراءة التقارير، بل يفضل الحديث مواجهة.
يحب الحوار والنقاش، ويشجع عليه، ويحب طرح الأسئلة. قام بإنشاء صالات رياضية ومراكز مؤتمرات وبيت للضيافة في الشركة، إضافة إلى غلق معامل وتسريح موظفين، معتمدا على أسلوب المفاضلة، وهو مكافأة الأفضل، والتخلص مما لا فاعلية له؛ فالمفاضلة الصارمة هذه تولد نجوما حقيقية، والنجوم تبني أعمالا عظمية.
كان مؤمنا أن التغيير لا يأتي من شعار، أو من كلام، بل يأتي من وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب. العاملون أولا، وبعدها تأتي الاستراتيجية، وغيرها. فقد قضى وقتا طويلا في تجنيد المبرزين، وفي التدريب والتنمية والتطور. كان يستخدم تقنية سرد الحكايات في الشركة طيلة العشرين عاما التي كان فيها رئيسا لينشر الأفكار في الشركة. حظي باهتمام واسع في الإعلام طيلة السنوات التي كان فيها رئيسا للشركة، كان الاهتمام جيدا وسيئا على حد سواء.
فقد صعد وهبط كثيرا خلال السنوات الإحدى والأربعين التي قضاها في الشركة؛ فأحيانا يرقونه في الإعلام إلى مرتبة أمير، وأحيانا ينزل إلى مرتبة خنزير، وأطلقوا عليه الكثير من الألقاب. أثناء عمله في مجموعة البلاستيكيات وصفوه بالمجنون والشرس، وعندما أصبح مديرا للمكتب التنفيذي كانت وول ستريت تتساءل من هو جاك؟ وعندما حاول أن يجعل جنرال إلكتريك منافسة لغيرها بتخفيض عدد العاملين في مطلع الثمانينيات وصفه الإعلام بجاك النيوتروني. وعندما علم الناس أنه يركز على القيم والثقافة في شركة جنرال إلكتريك تساءلوا إن كان جاك قد صار مفغلا أحمق!! بينما كان البعض يتساءل إذا كان ويلش يعرف ماذا يفعل، أو إلى أين هو ذاهب! ولكنه نجح أن يجعل من جنرال إلكتريك مؤسسة تستسيغ التحول، وقابلة للتغيير. كانت رحلته عظمية فقد بنى هو وزملاؤه إلى 100 سنة مقبلة، كما ذكر في ص: 552 عملنا معا ما لم نكن نتصور أننا سنفعله، وذهبنا إلى أماكن لم نفكر في الذهاب إليها أبدا، وحققنا أحلاما لم نكن نظن يوما أنها ممكنة!
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *