كتاب من النقل إلى العقل (ثلاث أجزاء) لـ حسن حنفي
كتاب من النقل إلى العقل (ثلاث أجزاء) المؤلف : حسن حنفي اللغة : العربية دار النشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة النشر : 2013 عدد الصفحات : ج.1: 400 ج.2: 528 ج.3 : 830 نوع الملف : مصور |
وهى أكثر العلوم تأثيرا في الحياة العامة والخاصة استشهادا بحجة القول «قال الله» و«قال الرسول» القائم على منهج الانتقاء والانتزاع من السياق والاختيار وفقا للأهواء اعتمادا على سلطة النص منفصلا عن سلطة العقل. فيتحول النص إلى مقدس يدخل في معارك التفسير والتأويل والتي تصل إلى حد التكفير. وتقوى جذور السلفية منذ أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم ورشيد رضا وحسن البنا وسيد قطب.
والسؤال بالنسبة لنا: لماذا تبقى هذه العلوم نقلية خالصة ولا تنضم على الأقل إلى مجموعة العلوم النقلية العقلية مثل الكلام والفلسفة وأصول الفقه والتصوف؟ لماذا لا يتم تحويلها إلى علوم إنسانية فالقران علم النص، والحديث علم الرواية والتفسير علم الهرمنيطيقا، والسيرة علم التاريخ والفقه علم القانون؟ إن العقل أساس النقل. ومن قدح في العقل فقد قدح في النقل. النقل دون عقل يبقى ظنيا خالصا في حين أنه بتأسيسه على العقل يصبح أقرب إلى اليقين. ولماذا تدافع عن العقلانية ولا نقضي على جذور اللاعقلانية من تراثنا القديم أي من ثقافتنا الشعبية بعد أن تحولت أجزاء فيه إلى أمثال عامية؟ وهل تنجح المشاريع العربية المعاصرة مثل «نقد العقل العربي» في إرساء قواعد العقلانية في أرض ثقافتها نقلية؟ وهل تنجح عقلانية عربية مستمدة من العقلانية الغربية العلمية أو الرياضية ومقلدة لها والعقلية العربية مغروزة في العلوم النقلية؟
ولماذا تظل العلوم الإسلامية القديمة ثابتة في لحظة تاريخية واحدة لا تتطور والزمن يتغير؟ إن العلوم جزء من الثقافة. والثقافة تتغير بتغير العصور والأزمان. العلوم مثل الفلسفات والفنون جزء من تصورات العالم التي تعبر عن تطور الوعي الإنساني.