كتاب من هو شارلي؟ : سوسيولوجيا أزمة دينية لـ إيمانويل تود

1129
كتاب من هو شارلي؟ : سوسيولوجيا أزمة دينية


المؤلف                    : إيمانويل تود

اللغة                       : العربية

دار النشر                : المركز القومي للترجمة

سنة النشر             :  2017

عدد الصفحات        : 229

نوع الملف              : مصور

حول الكتاب
فإذن من الممكن في كل مجتمع من المجتمعات الغربية الوصول إلى الهيستريا الجماعية «على الطريقة الفرنسية»؛ إذا ما حدثت عملية إرهابية مجنونة لترد فجأة شارلي «الكوني» إلى واقع العالم الظالم والعنيف الذي يسيطر عليه ويصونه.

هذا الكتاب كتبه فرنسي استشاط غضبًا بسبب مجتمعه. فهو لا يتعاطف مع فرنسا التي تعتقد ببلاهة أنها وريثة الثورة الكبرى التي حدثت في العام 1789, وقيم الحرية والمساواة؛ وفكرة الإنسان الكوني في اللحظة التي يحيل فيها السلوك الواقعي المناصر لعدم المساواة والمضاد للحرية لطبقاتها السائدة إلى الفترات الأكثر سوادًا في تاريخ فرنسا في فترة قضية درايفوس، أو نظام فيشي. ليس في هذا الكتاب أي نزعة تبشيرية؛ بما أنه إذا كان يدعو إلى المواءمة مع الإسلام، فهو يدمج في برهانه انتشار معاداة حقيقية للسامية في الضواحي الفرنسية بين الشباب ذوي الأصل عربي. هو في الواقع يفكك الآلة الجهنمية التي تقود من الكاثوليكية في طور التحلل. أو “الكاثوليكية الزومبي” إلى الإسلاموفوبيا ثم تقود الإسلام في طور التحلل إلى معاداة السامية. كما يقترح أيضاء إنه إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه فسوف تعود معاداة السامية إلى أصلها “الطبقة الوسطى” التي ستصبح أكثر خطرًا. ولكن ليس فقط في فرنسا وحدها. فسيكون خطأ جِسيمًا أن نعتقد أن المؤلف ينظر إلى فرنسا على أنها مصابة بوجه خاص بكل هذه التطورات الارتدادية وأن بلده شريرة أو مذنبة بوجه خاص. ليست فرنسا إلا حالة وسطى. في أماكن أخرى يمكن أن تكون الأمور أقل خطرًا أو أكثر. بحسب ما إذا كان أساسهم الأنثروبولوجي مساواتي أو تفاوتي، وأساسهم الديني الماضي كاثوليكي أو بروتستانتي.

تشكل أنثروبولوجيا البنيات العائلية وسوسيولوجيا الأديان بالفعل قاعدة التحليل وتسمح بالوصول ، في ما وراء الظواهر العامة، إلى تنوع ردود الفعل الغربية. دراسة الحالة الفرنسية لا غنى عنها ليس لأنها متطرفة، وإنما لأن الثنائية الأنثروبولوجية والدينية لفرنسا تسمح بملاحظة اختلافات السلوك بين أقاليمها المركزية؛ المساواتية على المستوى العائلي والعلمانية القديمة، وأقاليمها المحيطية، التفاوتية والكاثوليكية الزومبي. يفتح التنوع الفرنسي على تناول متباين للعالم الغربي: بنيات عائلية متنوعة في ما يتعلق بقيمها تفسّر الأمزجة الخاصة بالعالم الأنجلو أمريكي، والجرماني واللاتيني. انحراف النظام الفرنسي ليس إلا عنصرًا من انحراف النظام الغربي وبصورة أكثر تحديدًا النظام الأوربي. وبتواضع أخير ،مركز الإسلاموفوبيا الأوربي موجود كما سنرى ، خارج فرنسا في العالم ذي الأصل البروتستانتي وبوجه خاص اللوثري؛ وريث بائس لمفهوم عدم المساواة القدري المسبق. لا يوجد أي حقد كاثوليكي في هذا الرصد بما أن مؤلف الكتاب ليس كاثوليكيًا في الأصل.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *