كتاب مواجهة المواجهة : المناقشة الإسلامية للأفكار العلمانية وكتب المواجهة لـ محمد إبراهيم مبروك

قد یکون الاسلامیون هم الذین دفعوا الدولة إلی التقارب مم العلمانیین, لکن العلمانیین استغلوا الأمر شر استغلال، حیث عملوا علی فرض علمانیتهم علی کل مؤسسات الدولة وانطلقوا من أجهزة إعلامها یهاجمون بضراوة کل صور التدین الإسلامی: التدین الإرهابی والتدین المعتدل والتدین المستنیر وحتی التدین الرسمي الحکومي ذاته. بل وصل بهم الامر إلى مهاجمة الصورة التعبدية للتدین الروحی المنعزل الذی یشیعون أن علمانیتهم تسمح به.

فلم یکتفوا بالهجوم علی النظمات الارهابية» وإنما أطلقوا براكين أحقادهم على الجميع: الاخوان وحزب العمل (خصوصا عادل حسین) ومحمد عمارة وفهمی هویدی و الأزهر (وما أشد هجومهم علی الازهر بالذات ، وما أصعبه علی النفس) وهاجموا فی الأزهر کل مؤسساته: شیخ الأزهر والمفتی ومجمع البحوث الاسلامية، وأعلامه الکبار کالشیخ الغزالی والشیخ الشعراوی والشیخ العدوی. حتی امتد هجومهم إلى الجمعية الشرعية وجماعة التبلیغ والدعوة. وخطورة المسألة تأتى من كون العلمانيين بذلك یغلقون کل دوائر الحوار علی الإسلامیین. بل إنهم باتهامهم لهم بالارهاب لمجرد تمسکهم بعقائدهم ومطالبتهم بتطبیق الشريعة الإسلامية يمارسون فی الحقيقة علیهم أقصی درجات الإرهاب الفکری.