| |

كتاب هروبي إلى الحرية لـ علي عزت بيجوفيتش

حول الكتاب
كانت تلك أيام ينتظرني فيها ما يقارب ثلاثة عشر عاماً من السجن… وعندما كان الموت هو الأمل الوحيد… أخفيت هذا الأمل بداخلي مثل سر كبير لا يعرفه أحد غيري، ولا يستطيعون هم تجريدي منه.

إذا كان الأدب هو هروبي الثقافي [من ذلك السجن] إلى الحرية، فإن هروبي العاطفي كان في تلك الرسائل. لست متأكداً بأن أولادي يعرفون أو أنهم سيعرفون يوماً، ماذا عنت تلك الرسائل بالنسبة لي؟

كنت أشعر في اللحظات التي أقرؤها فيها أنني لست إنساناً حراً وحسب، وإنما إنسان أهداه الله كل خيرات هذه الدنيا.

“”هذا الذي (ربما) سيقرؤه القارئ كان هروبي إلى الحرية. ومن الطبيعي، ومع أسفي، لم يكن ذلك هروباً حقيقياً، وكنت أودُّ لو كان كذلك. الأمر هنا يتعلق بهروب معين، كان ممكناً في سجن فوتشا ذي الجدران العالية، والقضبان الفولاذية – وهو هروب الروح والفكر. ولو أتيح لي فعلاً الهرب لأعطيت الأولوية للهروب الجسدي قبل هذا الثاني.

وأفترض بأنه كان بإمكان قرائي أن يستمعوا برضا إلى قصة مثيرة عن هرب أحد السجناء من سجن محاط بالحراسة القوية جيداً على قراءة أفكاري وتعليقاتي، على مواضيع في السياسة والفلسفة.

لم أستطع الكلام، ولكني استطعت التفكير، وقررت أن أستثمر هذه الإمكانية حتى النهاية. وأدرت منذ البداية بعض الحوارات داخل ذاتي عن كل شيء، وكل ما يخطر على البال. وعلقت بذهني على الكتب المقروءة والأحداث في الخارج، وبدأت بعدها بتدوين بعض الأشياء استراقاً في البداية، ثم تشجعت تماماً، جلست وقرأت وكتبت. وهكذا تجمع لدي ثلاثة عشر دفتراً صغيراً، من القطع الذي يسميه الفنيون (أ – 5/A – 5)، مكتوبة بخط دقيق، وغير مقروءة قصداً، حتى إن طابعتي (ميرسادا) تعبت كثيراً وهي تقوم بنسخها. وهذه مناسبة لكي أشكرها على الصبر في فك رموز شيفرتي للكلمات الخطرة مثل (الدين، الإسلام، الشيوعية، الحرية، الديموقراطية، السلطة) وما شابه، تمَّ استبدالها في الملاحظات بكلمات أخرى كنت أنا وحدي من يعرفها، وأصبحت حتى بالنسبة لي خلال الأعوام التي خلت مفهومة بصعوبة وغريبة.””

مناقشة الكتاب    التحميل غير متاح    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *