| |

كتاب وجهة العالم الإسلامي لـ مالك بن نبي

حول الكتاب
إن ثقافة المفكر مالك بن نبي كانت ثقافة علمية فلسفية واجتماعية واسعة الأرجاء، ولم تكن ثقافته تلك تقتصر على ساحة الفكر، ولكنها نضجت بحرارة المأساة التي كانت تعيش فيها الجزائر، مأساة الاستعمار والاستعلاء والسلب، واستعمال أرفع النظريات العلمية لأحط الغايات وأخسّ الأهداف.
لقد تجمعت في قلبه ونفسه، في عاطفته وشعره، في عقله وتفكيره، مآسي أولئك الملايين من البشر، الذين يعيشون على أرض الجزائر ضحايا لمدينة القرن العشرين، وأمثلة بارزة لانحطاط أهدافها وغاياتها… وإنك حين تقرأ هذا الكتاب تشعر أنك لست تقرأ كتاباً، ولكنك تعيش مأساة أمة، وتعيش معها خلال عشرة قرون أو أكثر، وتمر بعقد قصتها خلال هذه القرون.

إن مسرح المأساة والبلاد الذي تمثل عليه هو العالم الإسلامي بمجموعه، لا يحص المؤلف فيه بلداً دون بلد، بل يبحث مشكلته المشتركة، يستعرض تاريخها منذ ظهور الإسلام، والمراحل التي مرت بها، ثم يقف بنا طويلاً في العقد الأساسية في المرحلة الحاضرة من مراحل الإنسانية، ويوسع حينئذ مسرح المأساة ليرينا إياها في صورتها العالية ويقفنا على مأساة الإنسانية التي تمثل مسرح العالم، في جانبها الأوروبي الأمريكي، وفي جانبها الإسلامي، بل يرينا من بعيد وجهها الهندوكي البوذي؛ كل ذلك ليدلنا على المخرج وعلى حلّ العقدة بنور يسلطه على المجتمع الإسلامي، وعلى هذه الرقعة من العالم التي تمتد من مراكش إلى أندونيسيا.

إن طريقة المؤلف في كتابه هذا لا تقوم على سرد التفاصيل والحوادث، بل على تحليل عميق، أعانه عليه ثقافة قوية واطلاع واسع لمراحل التاريخ، وسير المدنية وتطورها.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *