المؤلف: د.نهاد صليحة
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
الطبعة: 2001
عدد الصفحات: 295
حول الكتاب:
“ماذا يبقى من الإنسان بعد الرحيل ؟لا شيء تدركه الحواس ..لا شيء سوى صور تومض في سماء النفس، وأصداء كلمات تتردد في جنباتها فتبدد وحشتها، وتوهمنا، ولو للحظات، أننا ربما قهرنا الزمن، وأمسكنا بتلابيب الأيام التي تتسرب كالماء بين أصابعنا لتغوص في رمال العدم.وكذلك الحال بالنسبة للعرض المسرحي بعد إسدال الستار. فالمسرح فن عابر، لا يمكنه الانفلات من إسار حدوده الزمنية، أي عمره القصير .. مهما طال. فالعرض المسرحي ما ان يولد ويبدأ في الاكتمال، حتى يميل نحو الزوال، ليبلغ نهايته المحتومة بإطفاء الأنوار والغرق في الظلام – شأنه شأن الإنسان، ولا يبقى منه شيء إلا ما علق في الذاكرة من صور وظلال وأصوات، وما تحفظه لنا كتابات المشاهدين والنقاد.وتنتمي (( الومضات )) المسرحية التي يضمها هذا الكتاب إلى فترة زمنية تمتد من أواخر الثمانينيات إلى أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، كما تنتمي مكانيا إلى مصر.أما أسلوب تسجيلها فيتنوع ما بين المقالة القصيرة والدراسة المستفيضة. لكن الهدف من التسجيل يظل واحدا في كل الأحوال، وهو أن تستحضر الكتابة العرض المسرحي، عبر الوصف والتحليل، إلى مسرح الخيال أو الذاكرة بعد اندثاره – خيال القارئ الذي لم يشاهده ،أو ذاكرة القارئ الذي رآه.ويمثل هذا الكتاب من ناحية أخرى ، جزءا من سيرة ذاتية لكاتبته – سيرة ذاتية من نوع خاص ، فهو يؤرخ لحركة وعيها الإنساني والفتي معا، في فترة هامة من حياتها، ويتلمس ملامح رؤيتها النقدية، متتبعا مساراتها تحولاتها، كما يفصح عن منابعها الفكرية وهمومها الوجودية، وربما نسيجها الوجداني والفكري أيضا.“