كتاب يهود أسفي خلال القرن 16 م لـ ليلى انحايلة

المؤلف: ليلى انحايلة 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: منشورات جمعية البحث والتوثيق والنشر


الطبعة: 2015 م


عدد الصفحات: 128

حول الكتاب

لقد عاشت بعض الأقليات في المغرب ومنذ فترات تاريخية سابقة، داخل عدد من المدن العتيقة التي لا تزال شاهدة على ذلك، واحتفظ لنا تاريخ المغرب ببعض ما تركت، في حين اندثر اغلبه أو بالأحرى اختفى.

 ومن بين أبرز الأقليات التي نجد لها بصمة في مختلف مراحل تاريخ المغرب، الفئة اليهودية التي أثرت وتأثرت بمجريات الأحداث داخل وخارج المغرب على حد سواء، مما جعلها مثارا للعديد من الدراسات والأبحاث الأكاديمية، التي ساهمت في التعريف بهذه الفئة وبكل مميزاتها.

لقد شكلت هذه الفئة عن طريق احتكاكها بالمجتمع المغربي، نسيجا مختلطا – إن صح التعبير – ينهل من الثقافتين: اليهودية والإسلامية، الأمر الذي أفرز بنيات فكرية معينة، ميزت المدن المحتضنة لها غيرها، كما هو الحال بالنسبة لمدينة آسفي موضوع الدراسة في هذا العمل.

 شهدت هذه المدينة وبصفة خاصة خلال الفترة الحديثة من تاريخها حضورا يهوديا مهما، نظرا للظرفية العامة التي دفعت فئة عريضة من اليهود إلى النزوح إلى بعض المدن المغربية وخاصة الساحلية، كما هو الحال بالنسبة لآسفي وذلك ما سنتطرق له بالتفصيل في المحور الخاص بالأصول الأثنية ليهود مدينة آسفي.

إلا أن ما يميز في الحقيقة المدينة عن غيرها هو كونها لم تكن ذات صيت واسع قبل الفترة المذكورة، كما هو الحال بالنسبة للمدن السلطانية (فاس، مراكش …) على سبيل الذكر لا الحصر، أو المدن العتيقة، وبالتالي حتى الإرث المكتوب الذي يسمح بالتعرف على تاريخها، يمكن القول انه مبتور.