| | |

كتاب خطاب في أصل التفاوت وفي أسسه بين البشر لـ جان جاك روسو

حول الكتاب
في شهر تشرين الثاني /نوفمبر 1753 نشرت Mercure France سؤال المناظرة الذي بسطته أكاديمية ديجون على عموم الكتاب والأدباء: “ما أصل التفاوت بين البشر، وهل يجيزه الناموس الطبيعي؟” عندئذ سافر “روسو” إلى غابة سان جرمان لما يزيد عن الأسبوع وتوغل فيها، متوحدا، باحثا عن آثار أيام الإنسان الخوالي، تاركا العنان لتأملات نفسه وحدوسات ذهنه ليعيد تركيب صورة البشر في خلوص حالتهم الطبيعية عراة من كل شرائح المدنية والمعرفة .. فأمكنه أن يتبين التضاد ما بين “إنسان الطبيعة” و “إنسان الإنسان”. وهذا الكتاب يضيء على وجهة نظر روسو في أصل التفاوت التي يقول فيها: “.. وتصوري هو أن في الجنس البشري ضربين من التفاوت: أحدهما ما أسميه تفاوتاً طبيعياً أو فيزيقياً، لأنه من وضع الطبيعة ويقوم على فارق السن والصحة وقوى الجسد وصفات الروح أو النفس؛ وثانيهما هو ما يمكن تسميته بالتفاوت الأخلاقي أو السياسي، لأنه تابع لنوع من التوافق، ولأنه مبني على تراضي الناس، أو في الأقل، على إجازتهم إياه وسماحهم به. وهذا النوع الأخير قائم على امتيازات يتمتع بها بعض الناس إجحافا بحقوق الآخرين، كأن يكون أصحاب تلك الإمتيازات أوسع غنى وأعلى شرفا أو أشد قوة، أو كأن يكونوا في وضع يمكنهم من فرض الطاعة على من هم دونهم …”.
وعلى هذا يضم الكتاب الذي بين أيدينا: أصل التفاوت، وديباجة “الخطاب” وقسمين رئيسيين أولهما مخصوص على الإنسان الطبيعي وثانيهما على الإنسان المدني، و”تعليقات” تذيّله.

نبذة الناشر:
“…لو استثنينا من تاريخ الثقافة الغربية العالمة آثاراً قليلة تعدّ على أصابع اليد الواحدة، ومنها ما صدر في القرن السابع عشر، ونعني كتاب الأخلاق لسبينوزا وكتابي اللويثان وفي الإنسان لهوبس، لصح القول إنّ “خطاب في أصل التفاوت وفي أسسه بين البشر”، ليس كتاباً مؤسساً لمبادىء الأنثروبولوجيا الفلسفية وحسب، وإنما يزيد عن سوابقه بكونه وضع شفرات ومفاتيح جديدة لعلوم الإنسان الحديثة. وما كان لليفي شتراوس أن يكذّب زعمنا هذا لو طال مسامعه، فمع روسو ننتقل من خطاب العقل الكلي إلى البنى الثقافية والسياسية المحكومة بمبدأ الأصل والاختلاف.
وما يعنينا هنا ليس ما إذا كانت تلك الشفرات والعلامات والمفاتيح صادقة أو كاذبة، منذرة بزوال مدنية قديمة أو مبشرة بحلول مدنية جديدة: فقيمة أصل التفاوت، وجدَّتُه الراديكالية كامنتان في بناء قطب معرفي جديد محوره الرئيس إنما هو الإنسان لا غير…”

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *