| |

دون كيخوته _ ثربانتس

8bd87 d8a7d984d8b5d981d8add8a7d8aad985d986aعنوان الكتاب: دون كيخوته

المؤلف: ثربانتس

ترجمة:عبد الرحمن بدوي

الناشر: دار المدى للثقافة والنشر،سوريا

الطبعة الأولى 1998

الرابط:حمل من هنا









لم تؤثر أي رواية على الفن كما أثرت رواية دون كيشوت Don Quixote, فقد أسست فن الرواية الحديث في الأدب الغربي, و هي تتصدر قوائم أفضل الكُتب المؤلفة على الإطلاق, و سجلت الأكثر رواية مبيعاً على الإطلاق. و قد تعدى تأثيرها على الأدب و دخل في الفن التشكيلي ليؤثر على فنانين مشهورين مثل بابلو بيكاسو و سلفادور دالي, كما أثرت هذه الرواية على الكثير من الموسيقيين.


أصل الرواية

تعود هذه الرواية لعام 1605 ميلادي, و هي للكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس سافِدرا Miguel de Cervantes Saavedra. و قد نشرها كجزئين يفصل بينهما عقد من الزمن, و هي على شكل حلقات وفقاً لطبيعتها المقسمة لعدة مغامرات. 

القصة بإختصار

ألونسو كيهانو, رجل ريفي قارب الخمسين من العمر و يحب قراءة قصص الشهامة لدرجة الولع, و يصدق كل كلمة من هذه القصص بالرغم أن بعض أحداثها غير واقعية إطلاقاً. يفقد ألونسو عقله من قلة النوم و الطعام و كثر القراءة و يقرر أن يشد رحاله كفارس شهم يبحث عن مغامرة تنتظره. و عندما قرر ذلك, جهز عدة الفارس و ارتدى درعاً قديماً و استخدم خوذة بالية, و أسمى نفسه “دون كيشوت دي لا مانتشا” و حصانه العجوز الضعيف “روسينانتي”, و اختار فتاة من الجوار لِتكُون سيدته و أسماها “دولسينيا” دون علمها.

يغادر دون كيشوت ذات صباح و يتوقف في حانة و يتخيل أنها قصر, و يطلب من صاحب الحانة الذي يتخيله صاحب القصر أن يمنحه رتبة فارس. بعد ذلك يقضي ليلته يقظاً ليحمي درعه, لكنه يتقاتل مع بعض سائقي البغال الذين أرادوا ابعاد درعه حتى يمرون و يسقون الماء لبغالهم. ينتهي المطاف بأن يلقبه صاحب الحانة “فارساً” و ينصحه بأن يعيّن مرافقاً له ليتخلص منه.

بعد ذلك يتقاتل دون كيشوت مع بعض التجار الذين يظن أنهم أهانوا اسم سيدته الوهمية “دولسينيا”. ثم يقابل و يحرر فتى كان مربوطاً على شجرة بسبب تجرأه و طلبه من سيده أجره الذي لم يعطيه اياه. ينتهي المطاف بأن يقابل دون كيشوت أحد الجيران فيرغمه جاره أن يعود للمنزل.

بينما يخطط دون كيشوت للهرب من المنزل ليتابع مغامرته, يحرق أهله و بعض أصدقاءه كتبه حول قصص الشهامة دون علمه, و يغلقون مكتبته مدعين أن ساحراً قد أزالها. يتقرب دون كيشوت من أحد الجيران المدعو “سانتشو بانزا” و يعرض عليه أن يكون مرافقه مقابل تعيينه حاكماً على جزيرة, يصدقه سانتشو لسذاجته فيهرب الإثنان فجراً. و هنا بداية مغامراتهما المشهورة, مثل محاربة دون كيشوت للطاحونة التي ظنها وحشاً عملاقاً.

هُنا يبدأ الجزء الثاني الذي يميل إلى الجدية لحد الفلسفة بخصوص موضوع الخداع. يتحول دون كيشوت إلى أضحوكة مُشينة بسبب اوهامه, حتى مرافقه سانتشو الساذج يضطر أن يخدعه بسبب دوق و دوقة أرادا اللعب بهما؛ حين يقع دون كيشوت في فخ لإنقاذ سيدته “دولسينيا”, يحضر سانتشو ثلاث فتيات مزارعات و يوهمه بأن إحداهن هي “دولسينيا” و الفتاتين الأخرتين هما وصيفتيها, و عندما يرى دون كيشوت بأنهن مجرد ثلاث فتيات مزارعات, يخبره سانتشو بأن “دولسينيا” مسحورة و تحولت لفتاة مزارعة و لذلك لم يستطع معرفة سيدته. ينتهي المطاف بأن يُعطى سانتشو الحكم على جزيرته الوهمية, و يتعرض لهجومِ ضارِ من الدوق و الدوقة حتى يتسليان به, انما يُجرح سانتشو و يتأذى فيعيد النظر و يستعيد عقله.

تنتهي الرواية بأن يتحرر دون كيشوت من أوهامه و يخيب أمله فيعيش في حالة كآبة حين يسترد عقله و يتخلى عن أفكار الشهامة. و بعد أن يعود لمنزله بجروحه يُصاب بحمى و يلازم السرير ثم يموت.

أهمية الرواية

كثيراً ما تُرشح هذه الرواية كأحد أفضل أعمال الأدب على الإطلاق, و قد ألهمت الفنانين في مختلف المجالات؛ رسامين مثل أونوري دوميير, و الموسيقي ريتشارد ستراوس, و الكاتب هينري فيلدنغ.

من نقاط قوة هذه الرواية هي رحلة الإستكشاف الداخلي لشخصية البطل, حيث يمر بمراحل نفسية عديدة من انسان طبيعي إلى شخص متوهم و حتى يُصدم بالواقع فيُصاب بكآبة و يموت في النهاية. كما أن البطل يفرض نفسه على الناس و البيئة بأفكاره الخاصة المُتمثلة بأوهامه, لكنه يعود لرشده و يتقبل البيئة كما هي و كذلك الناس.

و تكمُن هذه الأهمية بأن هذه الرواية هي أول عمل روائي مُتقن و يستكشف النفسيات و تطورها خلال القصة.

تحولت هذه الرواية لعدة أعمال فنية منها مسرحيات و منها أفلام و مسلسلات و منها أفلام كرتونية, و لطالما اقترن اسم “كيشوت” بالإنجليزية بالسذاجة و التوهم.

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *