روايات | 2008 | الأدب العالمي
كتاب أرض الرجال – رواية لـ أنطوان دي سانت إكزوبيري
عنوان الكتاب : | أرض الرجال – رواية |
المؤلف : | أنطوان دي سانت إكزوبيري |
الناشر : | عويدات للنشر والطباعة |
الطبعة : | 2008 |
الصفحات : | 165 |
المجلدات : | 1 |
الصيغة : | مصور |
وصف الكتاب |
“كتاب أرض الرجال – رواية” .”مثل هذه اللطائف كانت محرمة علينا حينما كنا طيارين على خط الصحراء, سجناء الرمال خلال أسابيع, خلال أشهر, سنوات, تمخر العباب من حصن إلى آخر من غير ان نعود, لم تكن هذه الصحراء تقدم إلينا واحة مثل تلك: حدائق وصبايا. يا لها من أساطير! لا ريب أن هناك, بعيداً جداً, كنا نستطيع أن نعاود الحياة بعد الفراغ من أعمالنا, هناك ألف صبية كانت تنتظرنا. لا ريب أنهن هناك, بين حيواناتهن الأليفة أو كتبهن. ينسجن مصابرات أرواحاً لذيذة. لا ريب أنهن يزددن حسناً… ولكنني أعرف الوحدة. ثلاث سنوات من حياة في الصحراء علّمنني طعمها جيداً. الإنسان لا يتملكه الذعر فيها لشباب يبلى في ملعب الصخور, ولكن يظهر أن العالم كله, بعيداً منه, هو الذي يشيخ. لقد شكلت الأشجار أثمارها, وأخرجت الحقول حبها, والنسوة يرفلن في حلى الحسن والوسامة. ولكن الفصل يمعن في السير قدماً وعليك أن تعجل في الإياب… ولكن الفصل يمعن في التقدم وأنت أسير البعد وخيرات الأرض تنزلق بين الأصابع مثل رمل الكثيب الناعم. والناس لا يحسون عادة تسرب الزمان وتقدمه. إنهم يحيون في سلام مؤقت. ولكن ها نحن أولاً نحسّ ذلك كلما بلغنا محطة وناءت علينا تلك الرياح الدائمة التي لا تكف عن المسير. كنا نشبه مسافر القطار السريع ذاك الذي ملأته ضوضاء العجلات وهي تقرع في الليل, والذي يستشف, من حفنات النور المتطايرة خلف زجاج النافذة, انسياب الأرياف, انسياب قراها وبيادرها الهانئة, فلا يستطيع أن يلم بشيء منها لأنه في سفر. ونحن أيضاً كنا حتى في هدوء المحطة نحسّ أننا ما زلنا على الطريق, تضطرم في قلوبنا حمّى خفيفة ويستمر الصفير في آذاننا من أثر الطيران, ونكتشف نحن أيضاً, أننا تحملنا خفقات قلوبنا, خلال خواطر الرياح, نحو مستقبل مجهول, مجهول.
إنها مذكرات طيار ذا عين مراقبة ونفس شفافة وفكر عميق. تتوالد الأحداث ضمن بانوراما تصويرية, تعكس مشاهد السماء والأرض بما فيهما من كائنات تتبدل وتتشكل تبعاً لعين الرائي, ذاك الطيار الذي خاض غمار الرحلات الجوية بكل ما فيها من مخاطر والتي يتحدث عنها ضمن أسلوب سردي شيق ولغة عذبة وفكر فلسفي هذه كلها تحيل جميع المشاهد والأزمات إلى مجرد محطات تأملية يقف القارئ ملياً عندها مستمتعاً بإبداعات الفكر الإنساني. |