| | |

كتاب أقنعة العولمة السبعة

وصف الكتاب

كتاب أقنعة العولمة السبعة تأليف الدكتور نبيل راغب.

يتناول هذا الكتاب موضوع العولمة حيث نال هذا المصطلح الذي طرق آذاننا حديثاً من الشهرة والذيوع ما لم ينله أى مصطلح فكرى آخر منذ برزت ملامح هذه القضية منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ولأن العولمة لها وجوهها المتعددة كذلك لها أقنعتها المتنوعة فهى ليست بالوضوح والصراحة التي يتشدق بها دعاتها والمبشرون بها إنما لها أوجه ظاهرية مغرية تظهر بها الرحمة والتعاون كما لها أوجه خفية لا تعرف إلى ذلك سبيلاً ولا تقصد إلا مصلحة واضعيها والمتشدقين بها.

أقنعة العولمة السبعة التي تناولها هذا الكتاب هي الأقنعة “السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والأمنية والتكنولوجية والحضارية»، والكتاب الذي نطرحه هنا لا يحمل رفضاً للعولمة أو قبولاً لها بل يسعى للكشف عن الأقنعة البراقة التي تحيط العولمة بها نفسها، يبدأ الكتاب بشرح لمعنى العولمة وكيف تناوله دعاتها المختلفون، كما يختتم بفصل عن مستقبل العولمة وهل هي بالوضوح الذي يتصوره المؤمنون بها أم لا؟

مقدمة: ما العولمة؟

سعى بعض الخبراء إلى التأكيد على أن العولمة تعتبر نظرية حتمية لا يمكن تجاهلها أو تجنبها على المستوى التطبيقي الدولي، ولهذا يطرح المؤلف عدداً من التساؤلات: هل العولمة ظاهرة حياتية جديدة قابلة للاستمرار والبقاء، أم أنها مجرد موجة طارئة لابد أن تنحسر إن عاجلاً أو آجلاً؟ هل العولمة حالة صحية إيجابية أم مرضية سلبية؟ هل هي حركة استعمارية من نوع اقتصادي خبيث أم حركة تحريرية تسعى لتوفير مستوى معيشى لائق بالبشرية؟ ما موقف الدول النامية منها؟ هل مطلوب الانغماس أم الانكماش في وجهها؟

ومن خلال هذه التساؤلات التي تثير عدداً من القضايا الهامة نرى أن مرحلة العولمة لا تزال في بداياتها المبكرة وإن خطورتها تكمن في منظومتها المعقدة المتشابكة التي تحتاج دائماً إلى رؤية إستراتيجية شاملة ومتجددة في مرونة بالغة، كما تكمن خطورة العولمة عندما تعني هيمنة ثقافة واحدة ووحيدة وقيامها بتهميش الثقافات الحية الأخرى. كل ذلك لا يعني تجنب تيارها والاختباء منها في كهوف الماضي.

وتختتم المقدمة بأن العولمة الاقتصادية الحالية تعتبر إحدى أهم ركائز النظام العالمي.

الفصل الأول: عصر الحكومات الخفية

يطلق الكاتب مصطلح الحكومات الخفية على الجهات غير الرسمية والتى تمسك بزمام العالم اقتصادياً، هذه الحكومات الخفية تتكون من المستثمرين ذوي الجنسيات المتعددة والهويات المجهولة، وتكمن المشكلة والمفارقة الكبرى في هذه الحكومات الخفية التي لا يعرف أحد عنها شيئاً في سعيها الدائم لمضاعفة أموالها وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى توضيح مثال الرجل (الحكومة أو الفرد) الذي يماثل دولة وهو بيل جيتس الذي يملك تأثيرات وسلطات واسعة، ويعقد الكاتب مقارنة بين الوضع في الماضي والوضع الحالى للأزمات الاقتصادية وحرية الدول والحكومات التقليدية في حلها وأن هذه الأمور قد تغيرت تماماً بعد ثورة الاتصالات والمعلومات كما يبين الكاتب عدة نماذج من الاندماجات الكبرى بين الشركات العملاقة العابرة للقارات والتى تسعى للسيطرة، وهكذا أصبحت الحكومات الخفية تشكل مراكز الثقل الاقتصادي في كل أنحاء العالم.

الفصل الثاني: القناع الاقتصادي

يؤكد المؤلف على أن المتحمسين للعولمة حرصوا على وضع قناع حضارى لها وتكمن الخطورة في محاولة ترويج صورة الاستثمار عن طريق المضاربة في الأسهم والسندات بينما لم يعد الإنتاج هو القاعدة الاقتصادية التي ينبنى عليها معيار الثروة، وينبه كذلك لأخطار الاندماجات الكبرى بين الشركات بقصد الاحتكار والسيطرة وأن مأساة النمور الآسيوية هي أن العولمة الاقتصادية أغرتها بمنح الائتمان مقابل ضمانات هشة ووهمية وأن العولمة الاقتصادية تخفى في طياتها وتحت قناعها عمليات غسيل الأموال وصور الفساد المختلفة.يحفل الفصل بالعديد من الأمثلة المختلفة من عدة دول وعدة شخصيات استغلت تكنولوجيا المعلومات وسرعة نقلها أسوأ استغلال لتحقيق المزيد من الأرباح دون مراعاة لمصالح البلاد المتضررة والاقتصاديات المنهارة.ويختتم الفصل بأن مستقبل العولمة ليس سوى صورة من الماضي المتوحش للرأسمالية في بداياتها المبكرة، وأن العولمة تصر على أن تتحلى البلاد النامية بالشفافية في كشف خطواتها أما الدول المتقدمة فتضع كل مخططاتها في السر والخفاء.

الفصل الثالث: القناع السياسي

ترتدي العولمة قناعاً سياسياً براقاً يعد العالم بوحدة سياسية واحدة تساعد على تقدم الإنسانية، ولكن مما لاشك فيه أن مهمة القادة السياسيين في عصر العولمة أصبحت أكثر صعوبة نتيجة للوضع الاجتماعي المتدهور والمستوى الاقتصادي المتدني وقد منحت الدول الغربية الكبرى نفسها حق التدخل في شؤون الدول النامية مستغلة شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان في حين تنتهكها هذه الدول ولا تطبقها كما تدعو الآخرين، كما تكشف العولمة عن وجهها الآخر عندما تتهم الدول الأخرى بالكثير من الاتهامات ولا تمنحها فرصة الدفاع عن نفسها في إطار ما يسمى بالشرعية الدولية.

الفصل الرابع: القناع التكنولوجي

دور التكنولوجيا لا يستهان به في عالمنا المعاصر ومن هنا يرى المؤمنون بالعولمة والمروجون لها أن العولمة ستعمل على نقل التكنولوجيا للدول الفقيرة والنامية لتحسن وضعها وعلى ذلك فإن القناع التكنولوجي الذي يدعي أن التكنولوجيا قد اجتاحت كل بقاع العالم هو قناع مزيف، فهناك الكثير من المناطق في العالم لم تصل بعد إلى عصر البخار كما أن الإحلال التكنولوجي للآلات بديلا عن الأيدى العاملة أصبح تهديداً جديداً للبشرية ويزيد من نسب البطالة على مستوى العالم.

الفصل الخامس: القناع الأمني

القناع الأمني الجذاب للعولمة هو إعادة الحقوق السليبة لأصحابها ولكن الدول الكبرى مزقت هذا القناع لأنها لم تعد في حاجة إليه فهى تجري أساساً وراء مصالحها.

ويعرض الكاتب العديد من الأمثلة التي تؤيد ذلك من خلال سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج في بداية التسعينيات وحروب البلقان إلى دور مجلس الأمن في الأزمات الدولية وحلف الأطلنطى ودور أمريكا الذي تلعبه كشرطى العالم وأنه لم يعد هناك ما يمكن تسميته بالأمن السياسي بل هناك أمن اقتصادي يشكل القاعدة الراسخة لكل أنواع الأمن والقوة الاقتصادية حلت محل القوة العسكرية.

الفصل السادس: القناع الإعلامي

من المعروف أن ثورة الاتصالات جعلت من العالم قرية صغيرة وهذا هو القناع الذي تختفى العولمة خلفه إعلامياً ولكن هذا القناع الزائف لم يؤد إلى وجود وحدة فكرية أو إنسانية أو وجدانية بين البشر، وقد سارعت الأبواق الإعلامية الأمريكية لاستغلال التفكك السياسي في العالم وسارعت لعمل غسيل مخ لدول العالم وقد استغلت في ذلك السينما والصحف والشبكات الفضائية والإنترنت لترويج أفكارها، وقد تمزق القناع الإعلامي للعولمة بعد أن تحول الاتصال من حوار بين طرفين على أرض مشتركة إلى تدفق معرفى أحادى الجانب وكان من الطبيعى أن يؤدى التطور المذهل في صناعة المعلومات إلى زيادة خطورة المعلومات كمورد استراتيجي وفي الدول التي ترفع أعلام العولمة خفاقة فإن سعادة المسؤولين فيها بأجهزة الإعلام لا توصف لأنها تسهل لهم الانطلاق إلى أهدافهم بلا عوائق تذكر.

ويختتم المؤلف الفصل بأن ثورة المعلومات تغزو الخصوصية الثقافية لمختلف المجتمعات وتهدد ذاتيتها الحضارية وهى مشكلة ليس لها حل سوى العمل على تخفيف آثارها.

الفصل السابع: القناع الثقافي

الحفاظ على التراث الثقافي ليس من باب الرفاهية والكماليات كما قد يظن البعض بل هو الدافع الأساسي الذي يجعل الناس يحافظون على بيئتهم ضد كل عوامل التدهور والتحلل، ولقد كان التفاعل بين الثقافات المحلية عبر التاريخ هو المنبع الرئيسي الذي استمدت الثقافة الإنسانية والعالمية حيويتها منه، ويستشهد الكتاب هنا بالرموز الثقافية الأمريكية التي يحاولون فرضها على العالم من خلال الهامبورجر والكوكاكولا وغيرها من أفلام العنف والغرائز فالعولمة تدرك جيداً أنها لن تستطيع بسط نفوذها بل سطوتها على العالم في وجود ظاهرة التعددية الثقافية التي تمثل سدوداً لابد من هدمها. وفي نهاية الفصل يناقش الكاتب أثر المجال الثقافي على مجالات التعليم أو التعلم عن بعد وأنه لا مفر من وجود التنوع الثقافي بين الشعوب والمجتمعات المختلفة.

الفصل الثامن: القناع الحضاري

يعتبر هذا القناع آخر أقنعة العولمة السبعة وأكثرها زيفاً حيث ادعت العولمة أنها نظرية حضارية شاملة للعالم بأسره وقد حدثت تغيرات كبيرة وواسعة في العالم وذلك في منظومة القيم الاجتماعية، وأن الازدهار الاقتصادي في الغرب أدى إلى انهيارات اجتماعية وأسرية ونفسية ومعنوية لا حدود لها وقد حاول الاتحاد الأوروبي ترسيخ الجمع بين اقتصاد السوق واحترام البعد الاجتماعي للشرائح السكانية متدنية المستوى.

الفصل التاسع: نحن والعولمة

فى هذا الفصل من الكتاب يناقش الكاتب موقفنا نحن العرب من العولمة وما يثيره هذا الموقف من تساؤلات وما يطرحه من تحديات وأننا وعلى الرغم من عدم مشاركتنا في رسم خريطة العالم الجديد إلا أننا موجودون عليه ونتأثر بأحداثه وتداعياته، كما يناقش دور الأنظمة العربية الحاكمة في بناء الإنسان العربي وتكوين توجهاته وكيف تسهم تربيتنا في ترسيخ مفاهيم الخنوع والقهر وأننا في حاجة لفضيلتي العلم والحرية لأنهما السلاح الفعال والحاسم الذي استطاعت به العولمة فرض سطوتها على العالم المعاصر، وأنه يجب إعادة صياغة العقل العربي ومنهجه في التفكير والسلوك.

الفصل العاشر: مستقبل العولمة

مفكرو الدول الكبرى يؤكدون أن العولمة هي المستقبل الذي لا مناص منه وأنه لا مستقبل للعالم بدونها، وإن كان منهم من يرى أنها ليست بالوضوح المتصور عنها ولا تزال في مرحلة التكوين والتطور.

يستعرض الكاتب أمثلة لعدة دول تقف بالمرصاد للعولمة الأمريكية المسيطرة كالصين واليابان ودول الاتحاد الأوروبي وكذلك الهند والمكسيك كما يبين بعض الاعتراضات الدولية والمظاهرات التي تندلع حتى داخل أمريكا نفسها لرفض العولمة، وقد حاولت عدة دول نامية من العالم الثالث استثمار موجة العولمة والدخول في مشاريع مشتركة مع الدول الكبرى ولكنها أدركت أن المغانم تذهب للدول الكبرى والغرم لها وحدها.

ويختتم الفصل بنتيجة مفادها أنه في ظل العولمة، أصيب العالم بخلل اجتماعي نتيجة لتعميق الفوارق بين الطبقات.

 

 ملف الكتاب   قناتنا على تيليجرام  

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *