كتاب الأنا في شعر محمود درويش

كتاب الأنا في شعر محمود درويش ؛ دراسة سوسيوثقافية في دوواينه من (1995-2008) تأليف صفاء عبد الفتاح محمد المهداوي.

في دراستها هذه، تطرح الكاتبة صفاء عبد الفتاح محمد المهداوي إشكالية الأنا في شعر محمود درويش في المرحلة الأخيرة من تجربته الشعرية، وهي من أكثر مراحله الشعرية تعقيداً وإشكالاً، ومن أكثرها غنى وتطوراً في حساسيتها الجمالية وتراثها العاطفي والذهني، وقد استطاعت الكاتبة أن تُجلِّي أبعاد هذا الموضوع الدقيق من خلال رصدٍ متأنٍ لإشكالية الأنا الدرويشية في علاقاتها مع ذاتها ومع الآخر.

إلى ذلك، لم تتوقف الكاتبة عند تلك الإشكالية وما تنطوي عليه من هواجس القلق الوجودي للذات في سياق علاقاتها المتشابكة مع الهموم الوطنية والقومية والإنسانية فحسب، بل تابعت كل ما طَرحهُ النقاد من أسئلة حول التحول إلى “الانا الذاتية” عند درويش والميل إليها بصورة أكبر من الميل إلى “الأنا الجمعية”، لتبيِّن علاقاتها مع تجلياتها الجمالية وأدواتها الفنية.

وبناءً على ما تقدم قدمت الدراسة صورة “للأنا” في شعر محمود درويش في الفترة من (1995- 2008)، توزعت على ثلاثة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان “تحول الأنا” وفيه تتبعت الكاتبة تحول الأنا الشعرية من “الأنا الجماعية” المعبرة عن صوت القضية الفلسطينية الجماعية وصوت الشعب الفلسطيني في فعل المقاومة والصمود إلى “الأنا الفردية” في رؤيتها الشعرية الذاتية تجاه نفسها أولاً، وتجاه كل ما يحيطها في العالم الخارجي ثانياً، أي العالم بكل تجلياته: الحياة، الموت، الطبيعة، الإنسان، الكون، الوجود، والقضية الوطنية أيضاً.

وأما الفصل الثاني فجاء بعنوان “الأنا في مرآة الذات”، وقد ربطت الكاتبة فيه بين مفهوم “المرأة” ومفهوم “تأمل الذات” عند محمود درويش، بحيث تصبح الذات مرآة يطل فيها الشاعر على عالمه الداخلي، وأهمها “إغتراب الأنا” حيث بنيت الكاتبة أن الإغتراب عند درويش لا ينفصل عن الظرف السياسي للواقع المفروض المنكسر سياسياً منذ إتفاقية أوسلو عام 1993.

ويأتي الفصل الثالث والأخير بعنوان “الآخر في مرآة الأنا”، وقد هدفت الكاتبة فيه إلى محاولة الكشف عن موقف الأنا من الآخر المادي والمعنوي، ودرست فيه ثنائية “الموت والحياة” و”الأنا والآخر سياسياً” و”الأنا والآخر عاطفياً: المرأة وعالم الحب” عند محمود درويش.