| | |

كتاب الإنسان في عصر ما بعد الحداثة لـ د. رشيد الحاج صالح

BORE02 2006
عنوان الكتاب : الإنسان في عصر ما بعد الحداثة
المؤلف : رشيد الحاج صالح
الناشر :دائرة الثقافة والإعلام – حكومة الشارقة
الطبعة :2013
الصفحات : 162
المجلدات :1
الصيغة :مصور
وصف الكتاب
يطرح كتاب “الإنسان في عصر ما بعد الحداثة”، لمؤلفه الدكتور رشيد الحاج صالح، جملة أسئلة محيرة ومتشابكة، حول موضوعة العنف الذي يسم ويعنون حضارة الإنسان، في وقتنا الحالي، مشيراً إلى الأسباب وبنية الحلول والمعالجات. يحصر صالح ظواهر ومظاهر العنف ذاك في أشكال متباينة، منها: الحروب، الصراعات المحلية، العنف بين الأفراد. ويلفت في السياق، إلى أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمارس التعذيب بحق أخيه الإنسان. ومن ثم يتساءل: هل يمكن لعلم النفس والعلوم الاجتماعية والفلسفة تفهم هذا العنف، بما يساعدنا على تجنبه، أو بناء عالم أقل عنفاً؟ لكن المؤلف، وبفعل أن السلطة هي المخولة بذل الجهد في مواجهة العنف بتمظهراته جميعها، يعود إلى تساؤل مغاير مناقض، مفاده: هل السلطة مقتصرة على السياسة فقط.. أم أن للمعرفة والأفكار سلطة فاعلة قد تفوق سلطة “القوة” المتمثلة في معدات الجيوش والجنرالات؟ ويصل المؤلف في مناقشته حيثيات المسألة وجوانبها، إلى دراسة دور المثقف في هذه الحال ومع تلك الوضعية، مشيراً إلى أنه لا بد أن يعيد رؤاه في تقييم دوره في المجتمع، ليتحول من واعظ أخلاقي وسياسي، إلى مؤسس سياسة جديدة منتجة للحقيقة: (وهو ما قال به ميشيل فوكو). ولا يغفل صالح أياً من زوايا الموضوع المطروق، فيلج إلى نقطة مهمة يضيء عليها، تتمثل في أبعاد ومضامين إجابة سؤال جوهري: هل المجتمع الغربي يتسم بالديمقراطية حقيقة.. أم انه استبدل وسائل القمع والسجون، بأخرى قمعية.. مثل الإعلام والمراقبة، ومن ثم إرهاق الفرد اقتصادياً عبر النمط الاستهلاكي، الذي حول الإنسان في زمن ما بعد الحداثة، إلى بائع ومشتر فقط، حسب قدرته على خدمة الشركات عابرة القارات. ويتوقف المؤلف في فصول كتابه عند جزئية جوهرية في الموضوع، يعرض معها لسؤال المفكر غادامير حول دور التراث مع الواقع الجديد (ما بعد الحداثة). ويدرس المؤلف، بناءً على ما سبق من معطيات، الكيفية الأجدى والأمثل لوصول العقل الإنساني إلى “اليقين”؟ ويحلل مدى صحة أو خطأ كون شعور الإنسان باليقين النفسي وبالأفكار المثالية، قادر على مواجهة واقعه، أم بسبب جعله ضعيفاً يستكين ويستسلم فيسلم أقداره لغيره.. ومن ثم يعمل الساعات الإضافية كي يوفر احتياجاته الاستهلاكية، التي لا تنتهي في عصر ما بعد الحداثة. ويعرض المؤلف في الإجابة عن مجمل تلك المحاور، لردود وإيضاحات المفكر هابرماس. الذي قال: “إن البشرية ليست أكثر سعادة من قبل، والعلم المعاصر المقترن بالتكنولوجيا قد يكون ساعد الإنسان بالسيطرة على الطبيعة، ولكنه في الوقت نفسه ساعد الإنسان على السيطرة على أخيه الإنسان، وكان له دور بارز في قهر الناس لبعضهم بعضاً، وفى نهب البعض لثروات البعض الآخر”. ويرى صالح أن الحداثة التي قامت على احترام العقل وحقوق الإنسان، مع البحث عن الوسائل التي تجعل الإنسان يعيش حياة أكثر عدلاً ومساواة، وأن تقرر الشعوب مصائرها، تواجه أزمة كبرى. فإنسان اليوم، خاصة في العالم الغربي، لديه حرية وديمقراطية، لكنه مكبل بالنزعة الاستهلاكية التي تروج لها الشركات الكبرى: “العابرة للقارات”. ويؤكد أيضاً، أن وسائل الإعلام التي تبدو حرة، لا تروج إلا لما يقرره أصحابها أو الذي يناسب سياساتها. ويستنتج هنا أنه ليس أفضل ما يقال عن “ما بعد الحداثة” إنها تعني من مجمل ما تعنيه، الانفلات القيمي، وتقديم وتقديس المصالح الفردية أو الذاتية، والاعتماد على الإرادة بدل العقل، وعلى القوة بدل العدل.

  

ملف الكتاب    تواصل معنا

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *