كتاب الحرب الباردة الثانية : تغير الجغرافيا وتعدد الفواعل
عنوان الكتاب : | الحرب الباردة الثانية : تغير الجغرافيا وتعدد الفواعل |
المؤلف : | عبلة مزوزي |
الناشر : | المركز الديمقراطي العربي |
الطبعة : | 2019 |
الصفحات : | 258 |
المجلدات : | 1 |
الصيغة : | مصور |
وصف الكتاب |
طرحت التغيرات التي عرفتها بيئة ما بعد نهاية الحرب الباردة تحولات كبيرة على مستوى القوى المؤثرة في السياسة الدولية وحتى على مستوى الجغرافيا التي تدور حولها جل الازمات، حيث شكل التوجه الامريكي لزعامة العالم الكثير من القوى لمحاولة اعادة هندسة البيئة الدولية عن طريق فرض ادوارها عالميا مما ساهم في بروز بيئة دولية جديدة متعددة الفواعل ومختلفة عن سابقتها لا تتوزع لا على معسكرين ولا على ايديولوجيتين.
تعتبر روسيا والولايات المتحدة الامريكية احد اهم الأطراف الدولية خلال الحرب الباردة لكن سقوط الاتحاد السوفياتي اسس لظهور مفهوم القوة العظمى والذي حاولت من خلاله الولايات المتحدة الامريكية بسط هيمنتها وتوجهاتها والتفرد بصناعة القرار العالمي، مما أدى إلى اعادة ذلك الصراع القديم خاصة ان روسيا اليوم ليست هي نفسها الاتحاد السوفياتي سابقا فقد تغيرت جغرافيتها، وكذا اقتصادها وتوجهها السياسي رغم محافظتها على المخزون الاستراتيجي العسكري والذي يجعلها محط أنظار العديد من المنافسين، ويدفعها لمعارضة أي هيمنة دولية تخسر فيها دورها الاستراتيجي ويعمق من ضعفها الدولي بعد التفكك، والفوضى التي تعرفها البيئة الدولية، وتعتبر اجتماعات مجلس الامن واحدة من اهم النقاط التي يمكن القراءة عبرها حجم التوتر الذي تعرفه علاقات الولايات المتحد وروسيا.
في المقابل هناك تطورات حدثت بعد نهاية الحرب الباردة بظهور قوى جديدة تنافس القوى الكبرى في توجهاتها واستراتيجياتها الاقليمية والدولية، مما أعادنا الى نقطة التحالفات ومحاولة منافسة الآخر بمعايير ووسائل مختلفة فرضتها كل التحولات الجديدة، وتقلصت حدة التوترات بين القوى المتنافسة لتشمل رقعة جغرافية محدودة المعالم وهي منطقة الشرق الاوسط التي باتت مسرحا لكل أنواع التنافس الاقليمي والدولي ولا تكاد تخلو هذه المنطقة من التفاعلات والظواهر التي اسست الى بروز العديد من المفاهيم والتصورات النظرية.
إن تطور الاحداث في منطقة الشرق الاوسط التي اضحت منطقة تجاذبات للعديد من القوى المتنافسة يضعنا امام العودة الى خوض غمار حرب باردة ثانية تتقلص فيها جغرافية الصراع، وتتعدد فيها الفواعل وتتوسع فيها الأزمات لتشمل كل الشرق الاوسط، فلا تكاد اليوم دول المنطقة تعيش نوعا من الاستقرار خاصة بعد التدخل الروسي في سوريا والذي جاء ليؤكد فرضية الحرب الباردة الثانية، لتأتي محاولات الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا في توجيه ضربات لسوريا لتؤكد على بدايتها، وتطرح بذلك عدة سيناريوهات حول طبيعة التحالفات بين القوى الاقليمية وأحد اهم القوى المتنافسة الممثلة في روسيا والولايات المتحدة الامريكية ومايمكن أن ينتهي به الوضع مستقبلا خاصة في ظل ضعف وتوتر العلاقات الروسية-الامريكية المتواصل. |