كتاب الشعر التونسي المعاصر بين التجريب والتشكل
كتاب الشعر التونسي المعاصر بين التجريب والتشكل المؤلف :خالد الغريبي اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2005 عدد الصفحات : 212 |
كتاب الشعر التونسي المعاصر بين التجريب والتشكل تأليف خالد الغريبي.
“لا يصون الأدب من الزيف إلا القيمون على تخليص ذهب معدنه من بهرج بريقه اللماع بصرامة النقد ولطف الإحساس ” محمود المسعدي
هذا الكتاب مجموعة من المقالات، يدور أغلبها حول موضوع أساسي هو الشعر التونسي في لعبة تجريبه وتشكله، وهو الخيط الناظم منهجيا لمختلف هذه البحوث مهما تنوعت زوايا القراءة. وهو السؤال الجوهر يشد متون المعرفة بالنص الشعري، مشروع قراءة، لا ينقضي، مادام الباحث على يقين أن نصوصا أخرى من مدونة الشعر التونسي بموجاته المختلفة تحتاج إلى مزيد التفحص والدرس، معتبرا أن جهود الأفراد مهما بلغت حماستهم، في مؤسسة الجامعة أو خارجها لا يمكن أن تفي بحق مئات النصوص التي تصدرها المطابع في نسق مذهل، فيها ما فيها من الغث والسمين. ومهما يكن من أمر حضور النقد في بلادنا وأمر مدى اهتمام هذا النقد بالأدب التونسي وأمر مدى فاعليته، فنحن في حاجة إلى عناية الباحثين الجادين بالأدب التونسي وفي حاجة إلى تنوع مقارباتهم وفي حاجة إلى تجديد الرؤى، ولا يتحقق هذا التراكم، بزائفة وأصيله إلا إذا تركنا الباحث حرا في اختيار نصوصه ومنهج مقاربته و أسلوب كتابته. وقد يعيب البعض على النقد الأدبي في تونس ميله إلى الدرس الإخواني وغياب الأحكام الجازمة والغربلة الممحصة للنصوص وغلبة الدراسات الوصفية أو العلمية الصارمة، وهي عيوب لا شك أن بعضها قائم في الدراسات النقدية العربية والعالمية، متصل بعضها بمناهج الدرس النقدي الحديث و بعضها الآخر بسياق التجارب النقدية في تونس التي تحتاج، كما أسلفنا القول، إلى مزيد من التراكم لإنتاج نقد شمولي، يملك أصحابه الرؤية المستقبلية الجامعة و يؤمنون بالتعدد النصي، ولهم المعرفة المكينة والمتطورة بإشكاليات الكتابة وسياقاتها، مدركين انكساراتها و اندفاعاتها. من هنا يغدو النقد بمفهومه السامي موقفا من النص، لا من صاحبه، مرحلة عليا من الوصف والتفكيك العلميين، دون تشريح قاتل للنص أو إسقاط منهجي مجحف، تغيب فيه وساطة النقد بين الإبداع والتقبل. إن السؤال الممض الذي لا يجيب عنه الا نقد النقد هو هل بلغنا هذه المرحلة أم نحن إليها سائرون ؟