كتاب القصف الإعلامي على الثورة المصرية
كتاب القصف الإعلامي على الثورة المصرية المؤلف :أمين سعيد عبد الغني اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2014 عدد الصفحات : 327 نوع الملف : مصور |
كتاب القصف الإعلامي على الثورة المصرية تأليف الدكتور أمين سعيد عبد الغني.
أطراف الصراع في ثورة مصر في الخامس والعشرين من يناير- في تحليلها العميق – لم تكن بين جماعة محتجة – جماعة ميادين التحرير في أرجاء مصر، في مواجهة حاكم هو حسني مبارك، ولا بين ثوار ونظام حكم. ولكنها يمكن اعتبارها صراعًا بين مرحلتين حضاريتين: الاولي مرحلة حضارية هي المجتمع التقليدي زراعي شبه صناعي والمرحلة الحضارية الثانية هي مجتمع المعلومات / المعرفة وهو ما ظهر بشكل رمزي شديد الدلالة في ميدان التحرير بين البغال والفيسبوك.كما لم يكن غضب الشعب علي اداء جماعة الأخوان المسلمين في الحكم سوي دليل واقعي علي هذه المقولة؛ لأن الجماعة حكمت بقواعد مرحلة حضارية قديمة شعبًا ثار ليعيش مرحلة حضارية جديدة كما إن الصدام الذي وقع في 30 يونيو 2013م لم يكن صداما بين جماعة الاخوان المسلمين والقوات المسلحة والشرطة، بل كان صداما بين الماضي والمستقبل انحازت فيه القوات المسلحة والشرطة « قوي الحاضر» للمستقبل ويعود تأييد جموع الشعب لهذه القوي الان لسبب رئيسي أنها وضعت خارطة طريق ناحية المستقبل وصوب مرحلة حضارية جديدة لن يرضي الشعب المصري عنها بديلاً.المرحلة الحضارية التي دقت سواعد شباب ميادين مصر أبوابها، وعلت أصواتهم بضرورة التغيير للدخول في عالمها، هذه المرحلة تعني انتقال المجتمعات الإنسانية من مرحلة المجتمع الصناعي إلي مجتمع المعلومات/ مجتمع المعرفة وهي ناتجة عن ثورة المعلومات/ ثورة المعرفة. وهذه الثورة مرت في العالم المتقدم بمرحلتين هما :الموجة الرقمية الأولي والموجة الرقمية الثانية علي النحو التالي:- مادتها الخام : انتقلت من البيانات والمعلومات إلي المعارف.- روافدها الست: تكنولوجيا عتاد الكمبيوتر – وتكنولوجيا الاتصالات- وتكنولوجيا التحكم عن بعد – والبرمجيات وهندسة البرمجيات – وهندسة المعرفة تحولت إلي متوالية 6×6 = 36 رافدًا- أدواتها انتقلت من الكمبيوتر إلي الوسائل الرقمية العديدة.- تطبيقاتها انتقلت من مجالات جزئية إلي تغطية شاملة لكل المجالات.هذه الثورة انتجت فكرها الخاص بها القائم علي عكس فكر الثورة الصناعية القائم علي فكرة المركزية، هذا الفكر تمثل في فكر ما بعد الحداثة القائم علي أساس ( فكر إلا مركزية في أي شيء أو فكر الشبكات).و هو ما ظهر في (ملامح حياة مادية جديدة- آداب وفنون وعلوم جديدة – عادات وتقاليد جديدة – قيم ومعتقدات جديدة) هذا الترتيب حسب البروز علي مستوي العالم.هذا الفكر احدث تأثيرًا علي المستوي الاجتماعي علي مستويات عدة:- الإفراد – تحول من التنميط إلي التفرد.- المؤسسات : اجتماعية وسياسية واقتصا\ية وعسكرية تتغير من صب الإفراد في قوالب مؤسسية جامدة إلي تجميع لطاقات وإبداعات أفراد لكل منهم خصوصيته في إطار منظومات.- الشبكات : وهي تلاقي للمؤسسات والإفراد المتناظرة والمتعارضة والمتصاعة حول العالم في شبكات داخل المجتمع الواحد وعلي مستوي الأقاليم الجغرافية والثقافية وعلي المستوي الدولي.- مفاهيم جديدة: الذي تحولت من العولمة Globalism بعد فشل التوظيف الامريكي لها إلي المجال العام الكوني المشترك Public Sphere- نظم انتقلت من التعرف علي ثورة المعرفة إلي التفاعل معها ومن التفاعل إلي المشاركة في إبداع تيارها العام.لذلك فإن معارك هذه الثورة الحقيقية ليست مع من ثارت عليهم ولكنها مع المجتمع الذي احتضنها.و ساحات هذه المعارك هي القفزة بهذا المجتمع الذي يعيش أبنائه إفراداً وجماعات وفئات ومؤسسات ونظم تحت ظلال فكر وثقافة مراحل حضارية ثلاثة هي : فكر وثقافة مجتمع ما قبل الزراعة لدي بعض فئاته و مناطقه الجغرافية فكر وثقافة المجتمع الزراعي لدي أغلب قطاعات المجتمع- وفكر وثقافة المجتمع الصناعي لدي الفئات العليا من المجتمع إلي مرحلة حضارية جديدة تتمثل فكر وثقافة مجتمع المعلومات / المعرفة. لذا يجب الانتقال بشكل ثوري قائم علي فكرة التغيير وليس التعديل ونأمل أن يكون شعار الثوار « الشعب يريد تغيير النظام» السياسي بتحول إلي تغيير النظم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدخول في مرحلة حضارية جديدة لحسن الحظ يملك أغلبهم مفاتيحها ولم يسحق معظمهم تحت عجلات المؤسسات القائمة.