| | |

كتاب بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب الباز الأشهب لـ الشيخ عبد القادر الكيلاني

7b579 4
عنوان الكتاب:  بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب الباز الأشهب 

المؤلف: الشيخ عبد القادر الكيلاني 


المترجم / المحقق: جمال الدين فالح الكيلاني


الناشر: المنظمة المغربية للتربية والثقافة والعلوم


الطبعة: الثانية


عدد الصفحات: 474



حول الكتاب:

تعد المخطوطة من أهم الأثار التي يمكن للباحث الاستدلال من خلالها على عمق حضارة أمة من الأمم، ومدى تطور الحياة العلمية وازدهارها في تلك الفترة فالمخطوطة تمثل تراثا ضخما يمثل لسان الأمة الناطق وهي رصيدها الباقي وذخيرتها وهي الأصل انما يرجع إلى الاعتماد على تراث الأمة وماضيها، والمخطوطة تراث زاخر وضخم يطوي السنين ويجعلنا نعي وسط الأحداث وكأننا أمام صورة مرئية لقراءة سطر مكتوب وهو بذلك يكوّن شخصية الأمة وحياتها لأنها تمثل كل ما خلفته وكل ما ساعدت في بنائه وتطويره ورعايته، من حضارة وتمدن وثقافة ويحق لنا أن نفتخر بامتنا لما خلّفته من تراث في مختلف العلوم والفنون وعبر عن همم الأجداد العظام، وهم بذلك يوجبون علينا الشكر لهم والثناء عليهم والإعتزاز بهم فأستوجب بذلك نهوض المخلصين من امتنا الذين أخذوا بجمع شتات هذا التراث الضخم وإعادة تنظيمه وكشف النقاب عن أماكن وجوده وإخراجه حياً ناطقاً معبراً عن روح أمتنا ورصيدها الباقي.
فظهر التحقيق الذي هو من أهم عوامل أبراز تراث الأمة والإفادة منه ليكون خير سلاح تواجه به أُمتنا من حاول العبث في تراثها وطمس معالمها وأثارها حيناً ونسبة العلوم والأثار إلى غير أهلها حيناً أخر، وكان للعرب عناية كبيرة بكتابة التاريخ لكونه أحد أهم مصادر تراث الأمة، فصنفوا فيه المصنفات الجليلة من بدء الخليقة إلى العصور التي عاشوا فيها، وساعدهم في ذلك ضخامة المادة المتوفرة لهم من وقائع وأحداث شجعتهم على التأليف فأصبحت تشمل كل شرائح المجتمع العربي الإسلامي ودون تمييز.
 ومن تلك المؤلفات الرائعة كتاب (بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب الباز الأشهب الشيخ عبد القادر الجيلاني، للشطنوفي) ولأن الكتاب حوى أخبارا عدة منها ما يصح ومنها ما لا يصح، أخذنا على عاتقنا تحقيقه من خلال مختصر نافع ونادر له، وهو سيرة شخصية لعلم من أعلام الأمة ومصلحيها وهو السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني.
الذي ما زالت مكانته عامرة في قلوب المسلمين شرقاً وغرباً، لمنزلته العلمية والإصلاحية وشخصيته الكارزمية  ودوره المعلوم في إعداد جيل صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس الشريف من الصليبيين.
والمخطوطة لم تجد طريقها للتحقيق والنشر علماً أن كاتبها مجهول لنا ولم نعثر على إسم صاحبها فيها، وعلى الأرجح أن مؤلف هذه المخطوطة يرجع إلى الحقبة العثمانية وذلك لتشابه أسلوب المخطوطة مع أسلوب كتابة المخطوطات في العهد العثماني في تلك الحقبة. وهي تدل على أن صاحبها قد كتبها في العهد العثماني، لما ورد من كثير من الإشارات والدلائل فيها، إذ إن المصحح أعتمد منهجاً موجزاً فقط لثوابت ما روي عن الشيخ عبد القادر الجيلاني، تاركاً  ما عليه اختلاف وهذا أسلوب أتبع في العصر العثماني من انتشار المختصرات وتركيزها على زبد الموضوعات، ولم يكن هذا الأسلوب موجوداً إلى ما قبل الحقبة العثمانية بهذا الوضوح، فضلاً عن أهتمام رجال بالحقبة العثمانية بالتصوف وبسيرة الشيخ عبد القادر الجيلاني وهذا معروف ومعلوم.
لذا قمت بتحقيق المخطوطة التي تضمنت معلومات مهمة تشرح في ثناياها أسلوب الشطنوفي الرائع في ذكر مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني وتناولت فيها موضوعات شتى حسبما وردت في المخطوطة (إذ نصحني أستاذي وشيخي: الدكتور ”عماد عبد السلام رؤوف” على أبقائها كما هي حسب عناوينها الموجودة في المخطوطة دون العبث بها حفاظا على منهجيتها وأسلوبها كما أنها لم تكن مقسمة إلى فصول أو مباحث).
ومن هنا توكلت على الله عز وجل وقمت بدراسة المخطوطة وتحقيقها وقسمت العمل إلى بابين، الباب الأول ويشمل فصلين تناولا إحاطة بجوانب حياة الشطنوفي.
إذ يتناول الباب الأول ، الفصل الأول الإمام الشطنوفي، عصره سياسياً واجتماعيا واقتصاديا، وترجمة سيرته: اسمه ونسبه وأصله ومولده ونشأته وعلومه ووفاته وحياته العلمية ومكانته وأيضا تعريف مناسب بالشيخ عبد القادر الجيلاني كونه المترجم له. وتناول الفصل الثاني، دراسة المخطوط، أهميته وسبب اختياره ومنهج المؤلف في كتابته ووصف النسخة الخطية والخطوات التي اتبعتها في التحقيق مع صور من أوراق المخطوط المعتمد عليه في التحقيق.
أم الباب الثاني: فكان عن النص المحقق، إذ تطرقت إلى تفاصيل النص المحقق وما أحتوته المخطوطة من عناوين مهمة إذ عمدت إلى ذكرها كما هي في المخطوطة دون العبث بها أو تغيير معالمها، وهو يتحدث عن تفاصيل السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني، نسبه ولادته، نشأته، دراسته، شيوخه، سيرته العلمية، آرائه، مزاياه، أخلاقه، علمه، فكره وكراماته، وعظه، وفاته، وكذلك ما ذكره من نصوص مهمة، أقواله وخطبه ونصائح وأقاويل تدل على دراية واهتمام وخبرة ومعرفة في شؤون الحياة المختلفة، ونصائح دينية مؤثرة ليأخذ منها الانسان العبر ويرفد من وعظه ما يفيده في دنياه وآخرته، وتفسيره لبعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة، وما ذكره المؤلف في خاتمة كتابه، ثم اتبعت ذلك بذكر خاتمة الرسالة التي توضح أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *