كتاب تعارف الحضارات ؛ رؤية جديدة لمستقبل العلاقات بين الحضارات
كتاب تعارف الحضارات ؛ رؤية جديدة لمستقبل العلاقات بين الحضارات المؤلف :زكي الميلاد – صلاح الدين الجوهري اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2014 عدد الصفحات : 442 نوع الملف : مصور |
كتاب تعارف الحضارات ؛ رؤية جديدة لمستقبل العلاقات بين الحضارات تأليف محمد بن الحسن الحجوي.
بزغ مفهوم التعارف الحضاري في ضوء نقد واقع العلاقة بين الحضارات ونقد المفاهيم السائدة، مثل: الحوار والصراع والصدام، وبدت الحاجة واضحة لفهم هذا الموضوع وعناصر بنائه، مع مراجعة ما كتب عنه، ليجيء هذا المؤتمر تحت عنوان “تعارف الحضارات”، ليصب في هذا الإتجاه الهام، في محاولة الكشف عن هذا المفهوم من كافة جوانبه النظرية والتطبيقية ودراسته؛ حيث تسعى أعمال المؤتمر والتي تم تكريس هذا الكتاب لجمعها – إلى تناول خبرات التعارف الحضاري في الواقع المعيشي؛ سواء من خلال إستعراض نماذج تاريخية، أم نماذج من الحاضر والواقع المعاصر؛ وهي الممارسات التي تشرح الإختلاف والتباين حول مفهوم التعارف الحضاري بين المنظورات والفلسفات المختلفة؛ ودلالاتها عبر العصور والأزمنة، وإنعكاساتها في ظل تغير موازين القوى الحضارية، وأثر ذلك كله على خبرات التعارف الحضاري.
فالتعارف، وإلى هذا، معايشة وتفاعل ومصالح وإنتقال وترحال للأفكار والأفراد والسياسة، وليس مجرد خطابات قولية بين النخب؛ ومن الأهمية بمكان إستعراض خبرات التعارف على أكثر من مستوى: الرسمي والشعبي والمدني؛ وعبر مجالات عدة مثل: العلم، التعليم، التجارة، الحرب والسلام، الترجمة، الدبلوماسية… إلخ.
من هنا، تأتي أهمية هذا المؤتمر بأوراقه البحتية في محاولة لإستشراف مستقبل تعارف الحضارات، وبحث متطلبات تحقيقه من أجل الوصول إلى شراكة حضارية يتم فيها إستنهاض كافة الحضارات، وكما وتفعيل دور الحضارات الضعيفة مادياً، حيث أنها تتمتع بثراء ثقافي ومعنوي قادر على المساهمة في تغيير العالم وإصلاحه ومواجهة تحدياته المختلفة.
وفي هذا الإطار تتم مناقشة كيفية تأثير ضعف القوة المادية للحضارات على دورها في تشكيل العلاقات الحضارية وصياغة العلاقات الدولية؛ فإختلال القوة المادية يؤدي إلى إختلال القوة الحضارية، ومن ثم من المهم التطرق إلى كيفية بناء آليات تشكيل مستقبل أفضل للعالم، وما يؤثر فعلياً في النظام الدولي ويسهم في تغييره، مثل: الإعلام، والشركات المتعددة الجنسية، والتعليم، والسياحة،… إلخ.
ومن هنا، فإن القوة المادية ليست هي المعيار الوحيد للإسهام في التغيير العالمي؛ وإنما المعيار هو القوة الحضارية بأبعادها المختلفة، وقد تم إنعقاد هذا المؤتمر في 18 مايو/ أيار 2011م في مدينة الإسكندرية وكان مؤتمراً دولياً نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز الحوار في الأزهر الشريف ومركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.
حضر المؤتمر جميع كبير من الباحثين والأكاديميين من مصر والعالم العربي، ومن بعض الدول الإسلامية مثل: تركيا وماليزيا وأندونيسيا وكوسوفا ونيجيريا ومالي، وقد ناقش المؤتمر على مدى يومين، خمسة محاور أساسية، توزعت على خمس جلسات عمل، وتحددت هذه المحاور في الموضوعات التالية: 1-تعارف الحضارات، الفكرة والتأسيس، 2-التعارف الحضاري في الفكر الإسلامي، 3-تعارف الحضارات؛ الخبرة والممارسة، 4-تعارف الحضارات والمجالات المختلفة، 5-تعارف الحضارات وتغيير العالم.
وتحدث في المؤتمر ثمانية عشر باحثاً أكاديمياً من مصر والسعودية وتونس والجزائر والمغرب وتركيا، إلى جانب مداخلات ومناقشات موسعة ومستفيضة من الحضور، كما كانت هناك محاضرة مميزة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ألقيت في جلسة الإفتتاح، إلى جانب كلمة المكتبة التي ألقاها الدكتور صلاح الدين الجوهري، وكلمة مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات في جامعة القاهرة ألقتها الدكتورة باكينام الشرقاوي.
ونظراً لأهمية هذا المؤتمر وما تم فيه من طروحات من الباحثين الذين قدموا مجموعة من الأوراق البحثية الجادة والمهمة التي تناولوا من خلالها الحديث عن فكرة تعارف الحضارات من زوايا متنوعة، ومن مداخل متعددة، وبالإستناد إلى خبرات ومعارف متخصصة، لهذا كله تم تكريس هذا الكتاب الذي جمع بين دفتيه ذلك النشاط بأوراقه ومداخلاته وكلماته بهدف إغناء المكتبة المتخصصة بهذا الموضوع لإفادة عدد أكبر من الباحثين في هذا المجال.