| |

كتاب جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة

BORE02 2570
عنوان الكتاب : جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة – الجزء الثاني
المؤلف : سهيل حسين الفتلاوي
الناشر :دار الحامد
الطبعة :2011
الصفحات : 423
المجلدات :1
الصيغة :مصور
وصف الكتاب
تناولنا فِي الجُزْء الأَوَّل مِنْ كتاب جَامِعَة الدُوَل العَرَبيَّة، إنشاء الجَامِعَة، وأهدافها. وَمَنْ الواضح، أَنَّ تحقيق أَهْداف أية مُنَظَمة دَوْلية، يقوم أساسا عَلَى مَا تملكه تلك المُنَظَمَة مِنْ مؤسسات قادرة عَلَى تنفيذ أهدافها. وتتناسب قوة أَهْداف المُنَظَمَة تناسبا طرديا مع تكامل مؤسساتها. فكلما كانَّت الأهداف عالية وجيدة، فإنها تتطلب وجود المُؤَسَّسات عالية وقادرة عَلَى أداء مهامها. وَعَلَى الرَغْمِ مِنْ أَنَّ تطور جَامِعَة الدُوَل العَرَبيَّة عَمَّا كانَّت عَلَيْه عند التأسيس، بظهور مؤسسة جَدِيدة وهي القِمَّة العَرَبيَّة بقيادة الجَامِعَة، والعَدِيد مِنْ المُنَظَمْات العَرَبيَّة المتخصصة، إلا أَنَّ مَا ورثته الجَامِعَة مِنْ سلبيات ومعوقات تفوق كثيرا مَا حصل لَهَا مِنْ تطور. وَكَانَ المفروض أَنَّ يكون هَذَا التطور عاملا مؤثرا فِي تطوير الجَامِعَة، بسبب مَا يملكه الحُكَّام العَرَب مِنْ سلطات قانونية وسياسية واسعة فِي دولهم ، وبكونهم المرجعية الأساسية الأولى ويملكون مِنْ السلطات مَا لَمْ يملكه أي حاكم فِي الْعَالَم. كَانَ بإمكانهم أَنَّ يجعلوا مِنْ الجَامِعَة أفضل مُنَظَمة دَوْلية، بخاصة أنهم يتكلمون بلغة موحدة ويدينون بدين واحد ويجمعهم تاريخ وثقافة مشتركة وأرض متواصلة، ويملكون أكبر قوة فِي العالم، وهي الطاقة المؤثرة فِي استمرار البشرية وديمومتها وحضارتها. وان أنظمتهم متشابهة، بخاصة بَعْدِ انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الشيوعية والنزعة الاشتراكية. ويعانون مِنْ مشاكل موحدة، ويتعرضون لتحديات مِنْ مصادر واحدة، وأنهم ينعمون تحت هيمنة دولية واحدة تضمن حمايتهم وسلامة استمرارهم فِي السلطة. كل هَذِهِ الامتيازات الَّتِي يتمتع بها القادة العَرَب، تمهد لَهُم بِأَنْ يجعلوا مِنْ الجَامِعَة قوة عَسْكَرية وسياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية مؤثرة فِي العَالَم، قَدْ تفوق مَا يتمتع به الاتِّحَاد الأوربي، وأية مُنَظَمة دَوْلِيَّة أخرى. غَيْر أَنَّ الواقع جاء بخلاف ذلك، فلا تزال الجَامِعَة تعاني مِنْ تشرذم وتأخر وتناحر وعدم استقرار، وفقدت العديد مِنْ قدراتها وإمكاناتها، وتحولت مِنْ أحلام قيادة أمة نحو النهوض والتقدم، إِلَى وسيلة لتحقيق أَهْداف الوَلاَيَات المُتحِدة الأمَرِيكِيَة. فتحولت الجَامِعَة مِنْ الهيمنة البريطانية إِلَى الهيمنة الأمَرِيكِيَة. وحلت مؤتمرات القِمَّة محل مَجْلِس الجَامِعَة المتكون مِنْ ممثلي الدُوَل الأعضاء. فأصبح الحاكم ممثلا لدولة، بدلا مِنْ سفيرها السابق، وليس قائدا لدولة فِي الجَامِعَة، يستخدم صلاحياته لتطويرها.

  

ملف الكتاب    تواصل معنا

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *