كتاب دوافع الفتوحات الإسلامية في العصرين الراشدي والأموي (دراسة تحليلية)

تعد الفتوحات الإسلامية في القرنين الأول والثاني الهجريين من أهم الأحداث في تاريخ العرب خاصة والمسلمين عامة بعد نزول رسالة الإسلام، ومن أكثر أحداث التاريخ العربي الإسلامي تعقيداً من حيث سرعتها واستمرارها وسعة الأراضي التي غطتها وكثرة الشعوب المنضوية تحتها، علاوة على الوسائل والأساليب المستخدمة في تنفيذها والنتائج العظيمة التي حققتها، التي كانت مثار إعجاب واهتمام المؤرخين القدماء والمحدثين من العرب وغير العرب. وقد أطلقت العديد من التفسيرات لدوافع وأسباب انطلاق الفتوحات الإسلامية من قبل أغلب الدراسات التي تناولت تاريخ صدر الإسلام، فمنها ما أعتبر الجهاد في سبيل الله تعالى نشراً للإسلام وحماية له هو الدافع الرئيس دون سواه، ومنهم من قدم تفسيرات اقتصادية بحتة قائمة على كسب المغانم والسعي وراء المطامع الدنيوية، ومنها التفسيرات القومية القائلة بأن خروج العرب هذه المرة مبعثه الأساس تبلور الشعور القومي لديهم ورغبتهم في جمع ابناء عمومتهم وتحرير أرضهم من الهيمنة الأجنبية، مرجحينه على غيره من الأسباب. وهناك من عدّ الظروف التي أعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووقوع الردة في أرض العرب، ورغبة الخلافة الراشدة في التخلص مما عصفت بها من فتنة سبباً أساساً وراء الإنطلاق بعرب الجزيرة المسلمين صوب جبهات الفتح الجديدة.