كتاب شاكر حسين آل سعيد ونظرية الفن العربي
عنوان الكتاب : | شاكر حسين آل سعيد ونظرية الفن العربي |
المؤلف : | نزار شقرون |
الناشر : | منشورات الإختلاف |
الطبعة : | 2010 |
الصفحات : | 316 |
المجلدات : | 1 |
الصيغة : | مصور |
وصف الكتاب |
تعتبر الكتابة النظرية في النقد الفني وعلم الجمال وتاريخ الفن أحد العناصر المؤثرة في الفنون التشكيلية، والتربية الفنية أيضاً. وتمثل هذه الكتابة، على اختلاف أنواعها، مجال اهتمام واسع بالفنون، من خلال وصفها وتفسيرها وتحليلها وتقييمها، وذلك لأغراض واسعة النطاق منها ما يتصل بالتجربة الفنية ذاتها، ومنها ما يتعلق بتجربة التلقي أيضاً. وهذا الكتاب يتعين في دائرة الخطاب الفني لدى الفنان العراقي الراحل “شاكر حسن آل سعيد”. وهو خطاب يتعين في الفن وعنه، بعد أن اشتغل آل سعيد في الفن وحوله، بما يقيمه ويحيطه ويكمله ويتعداه، وهو يتعين بهذا المعنى، في فضاء دينامي، ينطلق مما تراه عين آل سعيد وتكتبه بقدر ما ينطلق من اللوحة والثقافة والتاريخ. وأول ما يستوقف القارئ في هذا الكتاب، وفي هذا الفنان (بمجموع إنجازاته)، هو أن الفن عنده عملية ثقافية في المقام الأول، بل “عملية وجودية”، بحسب لغة آل سعيد وهو ما يضيء هذه التجربة النادرة في التشكيل العربي الحديث، حيث إننا أمام فنان كتب بقدر ما صور، ومارس الفن بقدر ما مارس التفكير، فتأمل على أنه يعيش، وأبدع على أنه يختفي، وبسط اللون ومحاه، ناسباً إلى غيره ما له أن ينجلي في عتمة أشكاله. يقول آل سعيد في “الحرية في الفن”: “لعلي غير مغال إذا قلتُ إن ما أهدف إليه في الكتابة، بالإضافة إلى الرسم، هو أن أحقق وجودي في العالم بصورة موضوعية ستزيد من معرفتي”. يضيء هذا الكتاب على كتابات هذا الفنان المبدع ويتخذه نموذجاً للفحص والدرس للتعريف بجهده النظري ومساءلة أفكاره واستشراف حدود تجربة الكتابة النظرية العربية في مجال الفنون التشكيلية. يقول الكاتب عن فناننا: “لم يكن منعزلاً رغم ضيق عبارته”؛ وهي عبارة جميلة ودقيقة في توصيف حال الفنان آل سعيد المتأزم والتي تتمثل في العيش ما بين الرغبة والفكرة، وبين الإقدام الفردي والخشية الاجتماعية (وربما الدينية أيضاً). لقد عمل آل سعيد في صميم الثقافة العربية الحديثة، وكانت له فيها – على الرغم من بعده الظاهري، أو من خطابه الصوفي، الذي يبدو منغلقاً أو “سلفياً” عند البعض – “شهادة”، هي من أقوى الشهادات تعبيراً وتجلياً. تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه جديد في نوعه، دأب من خلاله المؤلف إلى درس الخطاب عن الفن جامعاً بين جهد الناقد وتأمل المؤرخ وفحص اللغوي وعناية العامل في سجلات الفلسفة والفكر والتصوف. دراسة هامة لفنان عربي اعتبر الفن موقفاً حياتياً لا ينفصل عن المسار الوجودي الذي يعيشه وكان الفن التشكيلي واجهة مكابدته الروحية والاجتماعية وفيه خبر إنسانيته واختبر طاقاته التعبيرية والوجودية. |