كتاب طقوس وعادات أهل ” أبزو” pdf المؤلف : المصطفى فرحات اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2007 نوع الملف : PDF |
العرس في المجتمع القبلي ب”ابزو” لاتتحمل أعباءه الأسرة المحتفلة فقط ،بل كل أفراد القبيلة الذين يشاركون ويقدمون يد العون بكل طواعية ،مما يدل على روح المبادرة والتكافل الاجتماعي بين أفراد القبيلة الواحدة.ويبدأ طقس الزواج في “ابزو”بزيارة أولية لبيت العروس حيث تذهب الأم أو الأب ليجمع المعلومات الكافية عن الفتاة التي سيخطبونها دون الأخذ برأي الفتى “العريس” وعندما تدرك الفتاة سبب الزيارة تختفي عن الزوار وتتحاشى أن تواجههم ،وهذه رسالة منها لهم مفادها أنها خجولة ولم تعتد مجالسة الغرباء ، ولان الخاطبين يصرون على رؤيتها ،فقد جرت العادة أن تقدم الفتاة الشاي لهم ثم تختفي نهائيا ،وفي هذا الوقت القصير يكون الخطاب قد اخذوا نظرة عامة عنها ، وغالبا مايتم التركيز على الأعضاء التالية: (العينان،الشعر،الحواجب،الوجنتان،الوجه،الفم،القامة،…)وإذا نالت الإعجاب تمت الخطوبة.وهناك طريقة أخرى للخطوبة ،وهي إرسال شخص معين من قبل أهل الشاب الراغب في الزواج الى بيت الفتاة ، فإذا قبلوا زارتهم أسرة الخطيب وحينها يتم الاتفاق على يوم الخطوبة ،وعندها يتم شراء جونة” زكاوة : قفة تملا بالثمر والسكر والحناء” ونعال ومشد “لحزام”وقميص”الدفينة”ويقدم لأهل العروسة ، ويتفق على مبلغ المال الذي سيدفعه العريس ،ويتم إخبار أهل العريس بان ابنهم هو من سيتكلف بمصاريف العرس.
بعدها يقام طقس أخر يسمونه “المطلية” يحمل فيه أهل العريس كل مايحتاجه أهل العروسة من حاجيات ومؤن : الحطب ، الدقيق ، الملح ، الذبيحة ، وتكون خروفا أو عجلا (حسب المستوى الاقتصادي لأهل العريس) ، ويذبح لكل أفراد القبيلة إشهار للزواج .ولا يقام أي حفل في هذا اليوم (البهجة) ، بل يستدعي حفظة القران ليقراوا بعض السور القرآنية ،بعد أن يوضع طبق وسطهم يحتوي على الخبز والتمر ودملج ..وبعد الانتهاء من قراءة القران تقرا الفاتحة ويعقد القران ، ويصبح الزواج شرعيا ، ويتم كل ذلك في غياب العنصرين اللذين يهمهما الأمر(العروس العريس) .وبعدها يرفع الطبق الذي قرأت عليه الفاتحة ، ويتم اقتسام محتوياته بين أهل العروس والعريس بشكل متساو،خصوصا الدقيق والحناء ، وهذه القسمة لاتتم قبل أن تكون العروس قد وضعت الطبق لمدة محددة تحت ركبتيها ، وبعد أن يتم تناول الطعام من قبل المدعوين ويغادرون المنزل يبدأ طقس جديد هو طقس “الحناء”.وطقس الحناء هذا يبدأ مباشرة بعد عودة العريس إلى بيته والشئ نفسه يقام في بيت العروس .ففي بيت العريس تستدعي النساء ليخضبن أيدي العريس بالحناء نفسه التي ستخضب بها العروس يديها ، وأثناء هذه العملية تردد النساء وبشكل جماعي الأنشودة التالية باللغة الامازيغية :
اكر افوس اكنغم ايوي
الحنا اغمت مولاي اعلي
هات يديك يا ولدي لتطلبها بالحناء
( فالحناء تخضب بها سيدنا علي )
والأغنية نفسها ترافق طقس الحناء في بيت العروس بتغيير كلمة ( اوي / ولدي) ب ( إلي / ابنتي ) .
مهر يقدم للعروس يقدر ب200 درهم إضافة إلى الحناء والدقيق والزيت والملح
وفي الصباح ، يمارس طقس أخر يمكن تسميته ” بطقس الدقيق ّ دالك ان الدقيق الذي تم اقتسامه تصنع به أكلة من قبل الأسرتين يسمونها ّبركوكش ّ تتكون من الحليب والزيت والملح ، وتقدم لأصدقاء العريس وصديقات العروس …. وعندما يأتي وقت : ” الدفوع ّ ، وهو الطقس الأخير قبل الذهاب إلى منزل العروس لحملها إلى بيت العريس الذي عليه ان يشتري القمح والشعير والزيت والحناء ، إضافة إلى مقدار من المال يقدر ما بين 3000 و 4000 ريال ،فيقصد بيت العروس حيث يستقبل بالترحاب. وفي اليوم التالي يقصد أب العروس اقرب سوق أسبوعي ليشتري لابنته ما ستحمله إلى بيت زوجها ، وغالبا ما يكون عباءة ووسادتين وصندوق خشبي ومرآة …. وفي ليلة الخميس يذهب العريس وأخوه او احد أقربائه يرافقهما شخصان آخران إلى بيت العروس لإحضارها إلى بيت زوجها ،ويطلق على هؤلاء الأشخاص اسم ” ملاين ّ . وبعد تناول طعام العشاء الذي يتكون غالبا من ” الكسكس ” ترتدي العروس سلهاما يؤتى به من بيت العريس ، وثياب والدتها ، فتمتطي دابة ( بغلة ) ثم تساق إلى بيت أهل العريس حيث يستقبلونها بالحليب والتمر دون الزغاريد ، فيخيم صمت مطبق على المنزل فور دخول العروس إليه .
تدخل العروس ،إذا ، إلى غرفتها بعد ان تمشط شعرها فقط دون تزيينها،أما العريس فيرتدي سلهاما فوق لباس جديد ، ويتوشح خنجرا ( الكمية ) ويدخل على عروسه التي تستقبله بضربة بقطعة ملح ،ويحذر العريس ان تلمسه هذه القطعة حتى لا يخضع العريس لسيطرة وسلطة العروس . ويعتقد ان الملح كرمز تقليدي ،يستعمل لطرد سوء الحظ والأرواح الشريرة ( ولهذا تلتجئ له بعض القبائل لطرد الكوابيس والأحلام المزعجة فيوضع تحت الوسادة ) وعندما يدخل العريس على عروسه ،فانه يترك شخصا ثانيا أمام الباب ليلعب دور الوسيط بين العريس وأهله .يقبل العريس على عروسه وتتم الدخلة ويطلق عليه ( الصباح) ربما لان الدخلة تتم غالبا بعد منتصف الليل .