| |

كتاب فلسفة الاستشراق في ضوء فكر القرن الواحد والعشرون لـ دكتور جمال الدين فالح الكيلاني

af8d4 getimage
عنوان الكتاب: فلسفة الاستشراق في ضوء فكر القرن الواحد والعشرون

المؤلف: دكتور جمال الدين فالح الكيلاني 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: مكتبة المصطفى للنشر


الطبعة: 2011


عدد الصفحات: 76



حول الكتاب:

تعريفات
الاستشراق تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق، ويطلق على ما يبحث في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم. ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته. ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم الإسلامي بصورة خاصة، معبرا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما.
بواكير الإستشراق
من الصعب تحديد بداية للاستشراق، إذ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى أيام الدولة الإسلامية في الأندلس، في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبيين، بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة الأموية في القرن الثاني الهجري. وأنه نشط في الشام بواسطة الراهب يوحنا الدمشقي في كتابين الأول: حياة محمد. والثاني : حوار بين مسيحي ومسلم. وكان هدفه إرشاد النصارى في جدل المسلمين. وأيا كان الأمر فإن حركة الاستشراق قد انطلقت بباعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيل عمله ونشر المسيحية.
وقد بدأ الاستشراق اللاهوتي بشكل رسمي حين صدور قرار مجمع فيينا الكنسي عام 1312م وذلك بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية.
لم يظهر مفهوم الاستشراق في أوروبا إلا مع نهاية القرن الثامن عشر، فقد ظهر أولا في إنجلترا عام 1779م، وفي فرنسا عام 1799م كما ادرج في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838م.
قام المستشرقون بدراسات متعددة عن الإسلام واللغة العربية والمجتمعات المسلمة. ووظفوا خلفياتهم الثقافية وتدريبهم البحثي لدراسة الحضارة الإسلامية والتعرف على خباياها لتحقيق أغراض الغرب الاستعمارية والتنصيرية.
وقد اهتم عدد من المستشرقين اهتماما حقيقيا بالحضارة الإسلامية وحاول أن يتعامل معها بموضوعية. وقد نجح عدد قليل منهم في هذا المجال. ولكن حتى هؤلاء الذين حاولوا أن ينصفوا الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم  لم يستطيعوا أن ينفكوا من تأثير ثقافاتهم وعقائدهم فصدر منهم ما لا يقبله المسلم. وهذا يعني أن أي تصنيف للمستشرقين إلى منصفين ومتعصبين هو أمر تختلف حوله الآراء. فقد يصدر ممن عرف عن الاعتدال قولا أو رأيا مرفوضا، وقد يحصل العكس فتكون بعض آراء المتعصبين إنصافا جميلا للإسلام، ولهذا نتوقع أن تكون بعض الأسماء التي شملها تصنيفها الآتي محل نظر.
غايات الاستشراق
البعد الديني
1-التشكيك في صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، والزعم بأن الحديث النبوي إنما هو من عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى، والهدف الخبيث من وراء ذلك هو محاربة السنة بهدف إسقاطها حتى يفقد المسلمون الصورة التطبيقية الحقيقية لأحكام الإسلام ولحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك يفقد الإسلام أكبر عناصر قوته.
2-التشكيك في صحة القرآن والطعن فيه، حتى ينصرف المسلمون عن الاتقاء على هدف واحد يجمعهم ويكون مصدر قوته وتنأى بهم اللهجات القومية عن الوحي باعتباره المصدر الأساسي لهذا الدين ( تنزيل من حكيم حميد).
3-التقليل من قيمة الفقه الإسلامي واعتباره مستمدا من الفقه الروماني.
4-النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب التطور وتكريس دراسة اللهجات لتحل محل العربية الفصحى.
5-إرجاع الإسلام إلى مصادر يهودية ونصرانية بدلا من إرجاع التشابه بين الإسلام وهاتين الديانتين إلى وحدة المصادر.
6-العمل على تنصير المسلمين.
7-الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والأخبار الموضوعة في سبيل تدعيم آرائهم وبناء نظرياتهم.
8-لقد كان الهدف الاستراتيجي الديني من حملة التشويه ضد الإسلام هو حماية أوروبا من قبول الإسلام بعد أن عجزت عن القضاء عليه من خلال الحروب الصليبية.
البعد السياسي يهدف إلى :
1-إضعاف روح الإخاء بين المسلمين والعمل على فرقتهم لإحكام السيطرة عليهم.
2-العناية باللهجات العامية ودراسة العادات السائدة لتمزيق وحدة المجتمعات المسلمة.
3-كانوا يوجهون موظفيهم في هذه المستعمرات إلى تعلم لغات تلك البلاد ودراسة آدابها ودينها ليعرفوا كيف يسوسونها ويحكمونها.
4-في كثير من الأحيان كان المستشرقون ملحقين بأجهزة الاستخبارات لسبر غور حالة المسلمين وتقديم النصائح لما ينبغي أن يفعلوه لمقاومة حركات البعث الإسلامي.
البعد العلمي الخالص
بعضهم اتجه إلى البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقة خالصة، وقد وصل بعض هؤلاء إلى الإسلام ودخل فيه، نذكر منهم:
1-توماس أرنولد الذي أنصف المسلمين في كتابه الدعوة إلى الإسلام.
2-المستشرق الفرنسي رينيه فقد أسلم وعاش في الجزائر وله كتاب أشعة خاصة بنور الإسلام مات في فرنسا لكنه دفن في الجزائر.
أساليب المستشرقين
التلطف في دس السموم مع التدرج، وذلك بعد منافقة القارئ بكلمات معسولة كي يركن إليهم ومن وسائلهم: اللعب بالتاريخ، فيصححون الأخبار الكاذبة، ويطمسون الأخبار الصحيحة، ويضخمون الأخطاء الصغرى، وما أسهل تغيير مجرى التاريخ على قلم المؤرخ الكذوب ! فقد جعل هؤلاء المتعصبون من التاريخ هواية يتم من خلالها التنفيس عن الأهواء والأحقاد الإيديولوجية. ومن وسائلهم : وضع الفكرة مقدما ثم البحث عن أدلة تعززها مهما كانت واهية، على أسلوب (محاكم التفتيش) حيث كانت توضع التهمة أولاً ثم تثبت بالشهود الذين ينوب عنهم التعذيب !  وليس هذا الأسلوب غريبا عمن يكون شعاره: ”اعتقد أولاً ثم افهم ما اعتقدت !” ومن وسائل هذه الفئة التعالم رغم الجهل الذي يقع فيه كبارهم، فأحد المستشرقين على سبيل المثال، فسر الآية الكريمة : ” وترى الملائكة حافّين حول العرش” بقوله ”أي بدون أحذية !“، وليس هذا غريبا فكثير من المستشرقين لا يفهمون أدب لغتهم فضلا عن الأدب العربي. ويأبى هؤلاء رغم جهلهم بثقافة الإسلام أن يستخدموا الإرهاب الفكري لإضعاف ثقة القارئ بنفسه كي يَسهُلَ قياده.

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *