كتاب ماكس فيبر – الدولة والبيروقراطية
عنوان الكتاب : | ماكس فيبر – الدولة والبيروقراطية |
المؤلف : | بوبكر بوخريسة |
الناشر : | مركز الكتاب الأكاديمي |
الطبعة : | 2015 |
الصفحات : | 305 |
المجلدات : | 1 |
الصيغة : | مصور |
وصف الكتاب |
تعتبر نظرية البيروقراطية الفيبرية إحدى النظريات الأكثر رواجاً في تاريخ العلوم الإجتماعية، وسواء انشغلت السوسيولوجيا العالمية للتنظيمات بشكل كبير، بهذه النظرية من أجل نقدها أو تقبلها، وسواء رفضها تيار [الإدارة العامة الجديدة New Public Management] جزئياً أو جملة وتفصيلاً، فإن الموقفين الإثنين يبنيان في الغالب، على صور من سوء الفهم والمعرفة المنقوصة إزاء مشروع ماكس فيبر. من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يمثل بمضمونه محاولة يقدم من خلالها للجمهور العربي، عدداً من التحليلات الأساسية النظرية البيروقراطية الفيبرية… التي قام بنشرها عدد من الكتاب الألمان في بداية الألفية الثالثة، هذا من جهة، من جهة أخرى تزخر هذه التجربة الفريدة بالعديد من الأبحاث الحديثة التي ركزت على التحليل الغيبري للظاهرة البيروقراطية، مع الأخذ بالحسبان، سياقات البلدان التي نشأت، تطورت وانتشرت فيها تلك المنظورات. هذا، وقد شكلت هذا الكتاب مجموعة من تلك النصوص المختلفة التي وقع اختيار الباحث عليها، وذلك لنخبةً من علماء الإجتماع والسياسة الذين كرسوا جهدهم في معالجة التحليل الفيبري للبيروقراطية، مشيراً إلى أنه تم اختياره لهذه النصوص المختلفة قد تم بالنظر إلى سياق وظروف تلقي نظرية البيروقراطية الفيبرية، في كل بلد على حدة. وقد تم ترتيب هذه النصوص ضمن ستة مباحث، حاول الباحث في المبحث الأول القاء الضوء على تأثير ماكس فيبر في السوسيولوجية الأمريكية. أما في المبحث الثاني، فقد شمل التعريف بأساليب توظيف مفهوم النموذج المثالي “كأداة في البحث السوسيولوجي”. ويشير الباحث أن عبارة “نموذج مثالي” تشكل اليوم جزءاً من المفردات المتداولة في السوسيولوجيا، ونادرة هي الكتب المرجعية – كتب معاجم وموسوعات – التي لا تشير إليها بصفة أو بأخرى، ونادرة هي أيضاً العبارات المشبعة بالإلتباس والمواتية التي تخلق حالات سوء منهم من كل صنف. هذا شكلت الصور المشوهة عن نقد نظرية فيبر، نقطة إنطلاق المبحث الثاني الذي يحمل عنوان “النموذج المثالي” أداة البحث من سوسيولوجيا التنظيمات، والذي استوحاه الباحث مما كتبته الأستاذة “رينات ماينتز” التي ساهمت في سوسيولوجيا التنظيمات في ألمانيا، بينما حمل المبحث الثالث عنوان “السلطة العقلانية في المنظور الفيبري”، والذي تمت فيه استعادة مساهمة الأستاذ “ستيفان بروير”، الذي هو أيضاً صاحب مؤلف أساسي حول سوسيولوجيا السلطة عند ماكس فيبر. وتضمن المبحث في ثناياه، والذي جاء تحت عنوان “الدولة البيروقراطية الحديثة” الإسهامات الموالية، ناهيك عن الجوانب التي تتعلق بسوسيولوجيا التنظيمات والسلطة، والمنظورات التاريخية الكونية (العامة)، وتاريخ الأفكار، وبالأخصّ (وهي النقطة المركزية) من مساهمة المفكر “هوبر تريبار”، ما تعلق منها بأصل ومنبع الفنية الراهنة للدولة، تستقطب النظرة السوسيولوجية حول البيروقراطية عند فاكس فيبر، باعتبارها أداة سلطة، ومع ذلك فهي تطور اتجاهاً معيناً، لكي تتحول في هيئة سلطة مستقلة. أما المبحث الخامس الذي جاء تحت عنوان “تاريخ الدولة والبيروقراطية” فقد كشف عن مساهمة البروفيسور آندرياس آنتير في توثيق العلاقة بين النظريات الفيبرية للبيروقراطية والدولة. يعيد هذا الأخير، موقعة المسألة في إطار تاريخ الأفكار، ويحلل نظرية البيروقراطية عند ماكس فيبر، بإعتبارها أحد المركبات الفريدة في نظريته عن الدولة الحديثة والمعاصرة. هذا ولا تعيد فقرات الفصل السادس الذي يحمل عنوان إشكالية البيروقراطية بين “فيبر وهاينز”، موقعة نظرية البيروقراطية عند فيبر في السياق العام لمشروعه وحسب؛ لكنها تموضعه في سياق زمنه وفي خضم النقاشات الفكرية المعاصرة. لقد تم تبني هذا المنظور أيضاً من قبل البروفسور المبرز يورجن كوكا الذي يعتبر أحد المؤرخين الألمان الأكثر شهرة، يشبه ويقارن ي. كوكا في مساهمته تلك، بين ماكس فيبر والمؤرخ أوتو هاينز، الممثل الأهم في التاريخ المعاصر الذي استلهم أفكاره من المقاربات السوسيولوجية. فقد نشر أ. هاينز [تلميذ ومساعد جوستاف شمولر رائد المدرسة الألمانية في الإقتصاد القومي]، مؤلفات هامة، حول تاريخ الإدارة الروسية الألمانية والأوروبية ولا تزال دراسته عن نشأة وتطور الدولة الحديثة إلى اليوم، إحدى المساهمات الأساسية. وهكذا يبين كوكا من جانبه، كيف يمكن فهم بعض الخصوصيات الجوهرية من أبحاث كل من هاينز وفيبر، إنطلاقاً من مبحث البيروقراطية، تتمثل إحدى تلك الخصوصيات في التشابك الوثيق الموجود بين المواقف السياسية والنقدية التي تتعلق بالحدث من جهة، والمواقف الأكاديمية أو العلمية من جهة أخرى. ويتجلى ذلك بوضوح عند فيبر، في شكل توتر متفجر بين حالتي الإعجاب والنقد الرايكالي، ويكشف كوكا أيضاً، كيف ترتبط قيمة الديموقراطية عند هذين المفكرين، بمواقف تكوينية ذات طابع نظري وبتصورات ابستمولوجية. |