كتاب مدرسة العراة
كتاب مدرسة العراة المؤلف : يحي الرخاوي اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2010 عدد الصفحات : 353 نوع الملف : مصور |
مالى أنا؟ يكفينى مابى، عيالى أولى بى، همى بيتى، مطبخى، ستائر حجرتى، ألا يكفيه أنى أهتم به، حتى بإصلاح جواربه، ماذا يريد منى بعد ذلك؟. صبرت حتى على العجز نفسه، وعلى فضيحة انتحاره، لكنه لايتركنى فى حالى، يريد منى أن أذهب معه إلى العلاج؟ أى مصيبة وصلنا إليها، أى علاج هذا المجنون، ماذا بى للعلاج؟ كلام فارغ فى فارغ أنا عرفت حركاته. يريد أن يلصقها بى فى النهاية، لن أذهب ولو انطبقت السماء على الأرض. * * * تنازلت له عن كل شئ، نسيت نفسى إرضاء لأنانيته: الليسانس: وأحتفظ بورقته مع خزين البصل. أهلى: وانقطعت علاقتى بهم. أصدقائى: وانصرفوا عنا هربا من قلة ذوقه، حتى قراءة الفنجان التى كنت أعرف من خلالها نفوس الناس أحسن من طبيبه المخلول، نسيتها وما كان قد كان، ثم ها هو ذا لا يدعنى فى حالى. أريد أن أعيش مثل الناس، ما لها الست محاسن جارتنا، وابنة خالتى صباح، وتماضر الجحش زوجة سعد عرفة، بل ما لها أم عنتر زوجة عم عبده البواب؟. عشت معه طول هذا العمر وتحملت ما تحملت على أمل أن يكف عن الجرى فيما لاطائل وراءه. كاد أملى يتحقق بمرور الأيام حين أصبح مطيعا سلسا بعد سنوات، ثم حدثت المصيبة التى لا أدرى من أين جاءتنا. مصيبتى كبيرة فى هذا الرجل. لايعتقد أنى أملك جهازا للتفكير مثله. يحسبنى دائما أعيش فى غيبوبة. أقرأ فى عينيه نظرات الاحتقار وأصبر. أنا أعرف الحياة أكثرت منه، وما صبرت عليه كل هذا الصبر إلا لأنى أفهمه أكثر مما يفهمنى. كان أملى أن يكملها الله بالستر.. ولكن = مالى أنا بكل هذا يا عبد السلام، الله يهديك - هذا هو رأيه، وهذه مهنته، وهو يعرف الصالح أكثر منى ومنك = وأنت؟ أليس لك رأى؟ وأنا؟ أنا مالى يا عبد السلام الله يخليك، البيوت أسرار دعنا نعيش فى ستر، دعنى فى حالى - أنا لم أذهب مختارا كما تعلمين، اضطررت إلى هذا الطريق عقب نجاتى من الحادث، ليس أمر من المر إلا العجز والضياع = تقول “الحادث” أنت الذى عملتها فى نفسك، خيل إليك أن العالم انتهى وأن مصر خربت، صدقت الإشاعة واعتبرت الثغرة بداية الهزيمة التى لا نصر بعدها عملتها ولولا ستر الله وأولاد الحلال ما كنت بيننا الآن. أنت تهرب يا عبد السلام من الحياة عمال على بطال - عمر الشقى باق = وهذه مصر بخير - ليس تماما… يمكن أن تكون بخير.. إذا فعلناه نحن، إذ كنا نحن بخير.