كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية المؤلف : الشيخ محمد الطاهر بن عاشور اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2001 عدد الصفحات : 534 نوع الملف : PDF |
إن أحكام الشرع عامة، وخالدة، وصالحة لكل زمان ومكان، وإن الله تعالى لم يبعث الرسل، ولم ينزل الكتب إلى لمصلحة الإنسان. ولتحقيق مصالحة، وذلك بجلب النفع له، ووضع الضرر عنه سواء كان ذلك في الدنيا والعاجل، أم في الآخرة والأجل، تنفيذاً لوعد الله وفضله عندما خلق آدم، وأهبطه الأرض لتكون سكناً له ولذريته. وأرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم ليكون خاتماً للأنبياء ورسولاً للعالمين، وأنزل عليه القرآن العظيم، وتكفل بحفظه إلى يوم الدين، وبين فيه الشرع القديم الذي طبقه عملياً الرسول والصحابة، وكان عليه الأئمة والعلماء، وتوارثه المسلمون على بيضاء نقية، ليلها كنها ، صار موقنين بعظمة الأحكام الالهية التي تحقق لهم سعادتي الدنيا والآخرة. وقد قام الفقهاء بتفصيل الأحكام لتغطي كل ما يجري في الحياة، وكل ما يهم الإنسان في شخصه ومجتمعه وأمته، وفي حاضره ومستقبله، حتى كان الفقه الإسلامي أعظم تراث وتروة في تاريخ الأمم، وضبطوا ذلك بعلم أصول الفقه الذي حدّد مقاصد الشريعة، وبيّن أهدافها وغاياتها. وقام كبار العلماء بتخصيص مقاصد الشريعة بالإبراز والبيان والشرح والإيضاح والضبط والتمديد، والتقعيد والتفصيل، لتكون الشريعة واضحة الهدف، ولفتح الأعين والأبواب والطرق أمام المستجدات وتطورات الحياة، وقادمات الأيام، ورسم المنهج السديد للاجتهاد والاستنباط والاستدلال، ليبقى الشرع مهيجناً، ويعرف المسلم سبيل الله تعالي في جميع أمور حياته. وكان الشيخ العلامة محمد الطاهر ابن عاشور في طليعة علماء العصر الذين كتبوا في “مقاصد الشريعة الإسلامية”، وكان الرائد في كتبه، وفتح الباب على مصراعيه، فتدفقت الدراسات والبحوث التي تناولت هذا الموضوع، وبقي كتباه في المقدمة، طباعة، ونشراً، ودراسة وتحقيقاً ومطالعة، وبحثاً ومرجعاً مما أثار طلب الاستزادة حوله. من هذا المنطلق جاء عمل أ. د. محمد الزحيلي على هذا الكتاب والذي ابتغى من ورائه الاستفادة من هذا الكتاب أولاً، ثم لاتمام بحوثه السابقة عن مقاصد الشريعة، وللمساهمة في نشر هذا الكتاب القيم وروضة بين يدي الطلبة والباحثين والعلماء ثالثاً. واستقام منهجه في تحقيق هذا الكتاب على النحو التالي: 1- ترجمة المؤلف العلامة محمد الطاهر ابن عاشور لبيان سيرته الشخصية، وترجمته العلمية، وسماته البحثية التي تلقي الضوء على أهليته للبحث والدراسة وأعماله ومناصبه، لبيان صلتها بموضوع الكتاب 2- تعريف بالكتاب “مقاصد الشريعة الإسلامية” وبيان مضمونه العام، ومسيرته العلمية والفنية في الطباعة والنشر، ومدى الاستفادة منه، والاهتمام به، كما وبيان أثره العلمي والبحثي 3- دراسة لموضوع البحث “مقاصد الشريعة الإسلامية” لمعرفة سماه العامة، وإطاره الذي يحيط به، وموقعه في الدراسات المتعلقة به روما بتصل به من سائر العلوم وموقعه التاريخي، والحاضر، والمستقبلي ليكون نواة لغيره، ومنطلقاً للبحث فيه. وقد عرض المحقق هذه النقاط الثلاث في ثلاثة مباحث متتالية، ليكون ذلك توطئة للتحقيق والإفادة من موضوع الكتاب المحقق، وباعثاً لمتابعة الطريق السوي، وحافزاً للدراسات اللاحقة، وخاصة أن معرفة المقاصد لأي شخص، أو لأي كتاب، أو لأي علم – أو لأي تنظيم وتشريع وعمل، يكشف عن أهميته، وصلته بالمطلع أو القارئ ويبعث على المتابعة فيه، أو قصر الطريق نحوه، وتغيير المسار فيه، وسيلحظ القارئ أن هذه النقاط الثلاث جديرة بالبحث وتلقي الضوء الكاشف على المؤلف والكتاب والموضوع، وأنها جاءت بما يزيد الإيمان بالشريعة والثقة بأحكام الله تعالى والحرص عليها، بل بالدعوة إليها والتبشير بها. وإلى ذلك فإن المحقق وبعد أن عرض لسيرة حياة المؤلف، وعرّف بكتابه، وبين التصور العام عن مقاصد الشريعة في مكوناتها ومنطلقاتها، ودرجاتها، وأنواعها، وأمثلتها. أتبع ذلك بمنعج تفصيلي في عرض الكتاب حرفياً (متن الكتاب “مقاصد الشريعة الإسلامية”) إذ أغناه بهوامش ضمت تبيان معنى الكلمات الغامضة، وذكر المراجع إن لزم، إضافة إلى تخريجه للآيات والأحاديث وترجمة للأعلام الوارد أسماؤها في المتن، وإيضاح بعض المسائل، وادراج بعض الشروح اللازمة.