كتاب من حديث المجالس الأدبية والمنتديات الثقافية في بغداد
كتاب من حديث المجالس الأدبية والمنتديات الثقافية في بغداد المؤلف :سلمان عبد الجليل القيسي اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2009 عدد الصفحات : 210 نوع الملف : مصور |
كتاب من حديث المجالس الأدبية والمنتديات الثقافية في بغداد تأليف الدكتور سلمان عبد الجليل القيسي.
عد المجالس الثقافية من الظواهر العريقة في مجتمعاتنا العربية، فقد عرفها العرب منذ زمن بعيد، إذ كانت في البدء أسواقاً ثقافية ترتبط بأوقات معينة من العام حيث يتبارى فيها الحضور ببضاعتهم الأدبية، ولعل أشهرها على الإطلاق «سوق عكاظ» ملتقى الشعراء قبل ظهور الإسلام، والذي كان نواة لما صارت إليه الحال فيما بعد مع عجلة التطور عبر عصور متعاقبة، لنصل إلى ما يعرف الآن بالمجالس الأدبية والثقافية المعاصرة في أرجاء الوطن العربي.
ليس أدل على وجود المجالس الثقافية هنا وهناك من مقولة العلامة حسين علي محفوظ والملقب بـ «شيخ بغداد» عن الأحاسن والأمناء «.. (الأحاسن) هم أصدقاء حسين على محفوظ وتلاميذه وهم في العراق بمنزلة (الأمناء) جماعة المرحوم أمين الخولي في مصر».
وكما كانت «عكاظ» في الجزيرة العربية قبل الإسلام فقد جاءت «المربد» ببصرة العراق في الإسلام، وقد ازدهرت هذه المجالس في عهد هارون الرشيد والمأمون وما بعدهما.
وها هي بغداد تتبوأ دورها التاريخي فتزخر بالعديد من المجالس الأدبية والمنتديات الثقافية بما لها من أهمية.. يقول المؤلف: «المجالس هي الرئة التي يتنفس من خلالها الأدباء والمثقفون هواء نقيًا، وبغداد منذ تأسيسها كانت مجلساً أدبياً عامراً دائماً بالأدب والعلم والمعرفة والبحث بمدارسها ومعاهدها وجامعاتها العلمية المنتشرة في كل أرجائها وطوال مئات السنين»، «وبعد تأسيس الدولة العراقية في سنة 1921م وبداية النهضة الفكرية آنذاك، بدأت بعض المجالس الأدبية والثقافية تنتشر بين بعض البيوتات البغدادية المعروفة بالعلم والمعرفة وكانت تجمع الأدباء والشعراء والمثقفين وحتى السياسيين، حيث كانت دورية وفي أيام محددة واستمرت بالانتشار وأصبحت لها تقاليدها الخاصة وروادها الذين هم صفوة المجتمع.
كانت هذه المجالس بالنسبة لنا، نبض الحياة، ننتقل من واحدة إلى أخرى كانتقال الفراشة بين الزهور، طوال أماسي الأسبوع، مساء الخميس كان مخصصاً لمجلس آل الشعر باف والجمعة لمنتدى أبي حنيفة والسبت لمكتبة الحاج حمدي الأعظمي والأحد لمجلس الخزومي والاثنين لمجلس آل خاقاني والثلاثاء لمجلس محيي الدين ومجلس الربيعي ومنتدى بغداد، وهكذا كنا نتسابق ونتواعد مع أطيب الأحبة لحضور المجالس».
ومن هنا يحلق بنا المؤلف في سماوات الحياة الثقافية في بغداد منتقلاً من زهرة إلى أخرى ناثراً عبير تلك الزهور وعبق تاريخها في آن، والمجال لا يتسع هنا لنطوف بكل هذه المجالس، ولكن ولأن ما لا يدرك كله لا يترك كله سنحاول قدر المستطاع إلقاء الضوء على بعض هذه المجالس الثرية وذلك بعرض مقتطفات مما ذكر الأستاذ المؤلف.