كتاب نشأة علم التاريخ عند العرب

كتاب نشأة علم التاريخ عند العرب تأليف الدكتور عبد العزيز الدوري.

تمثل الصفحات التالية محاولة لدراسة نشأة علم التاريخ عند العرب. وهي مجموعة مخططات تجمعها المدة الزمنية الواقعة بين القرن الأول والقرن الثالث للهجرة، وتجمعها وحدة الموضوع. وقد تناولت الرسالة الأولى نشأة علم التاريخ وتطوره حتى نهاية القرن الثالث الهجري، وذلك بصورة عامة موجزة، تكاد تكون مجموعة تراجم تظهر الخيوط العامة لتطور الموضوع. وهي خطوة تمهيدية.

وتناولت الرسالة الثانية نشأة مدرسة التاريخ في المدينة، متمثلة في رائدها عروة بن الزبير، وفي مؤسسها الحقيقي الزهري. وهي تساعد على فهم أصول السيرة النبوية، وتناولت الرسالة الثالثة وهب بن منبه بصفته قاصّاً وأخبارياً تغلب عليه القصص، ويبدو أثره في الإسرائيليات وفي قصص ما قبل الإسلام، كما أنه يمثل الوجهة القصصية اليمانية، لتبيان أنه لم يكن له أثر جدي في كتابة السيرة كما ظن بعض المستشرقين، وأن دراسة السيرة كانت من قبل مؤرخين من أهل الحديث، ولم تأت عن طريق القصّاص، وإن دخل عنصر القصص إلى السيرة فإن ذلك جاء في ما بعد، وكان موضع نقد المؤرخين.

وتناولت الرسالة الرابعة نشأة مدرسة التاريخ في العراق (الكوفة والبصرة)، وهي المدرسة الأخرى للتاريخ عند العرب، وهذه مدرسة نشأت مستقلة، ومن جذور تختلف عن جذور مدرسة المدنية، وهي مدرسة ظهرت بتأثير ظروف وأوضاع ودوافع متميزة ومتصلة بالاتجاهات القبلية في إطارها الإسلامي الجديد. وعرضت الرسالة الخامسة للدوافع التي أدت إلى نشأة علم التاريخ عند العرب، بالآراء والأفكار التاريخية التي أرادوا التعبير عنها وضمّنوها مؤلفاتهم.