|

هكذا تكلم زرادشت _ فريديريش نيتشه

21d66 d8a7d984d8b5d981d8add8a7d8aad985d986d987d983d8b0d8a7d8aad983d984d985d8b0d8b1d8a7d8afd8b4d8aa d986d98ad8aad8b4d987

عنوان الكتاب: هكذا تكلم زرادشت 


 المؤلف: فريديريش نيتشه


 ترجمة: علي مصباح


 الناشر: منشورات الجمل


 الطبعة الأولى،2007


 الرابط:حمل من هنا


نسخة أخرى:حمل من هنا







حول الكتاب

هي رواية فلسفية للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، تتألف من أربعة أجزاء، تتكون من سلسلة من الخطب التي تسلط الضوء على تأملات زرادشت. وقدم نيتشه في كتابه الفضائل الإنسانية كما يراها إلا أنه أخذ عليه تمجيده للقوة حيث يعد نيتشه من أوائل من صاغوا نظرية “الرجل الخارق“.
لم نيتشه يعتبر كتابه «هكذا تكلم زرادشت» 1883 من اشهر كتبه، بل والأعظم من بينها. فقد كتبه بأسلوب ادبي ـ نقدي رفيع المستوى، جمع بين النثر والشعر والموسيقى، وصاغ فيه افكاره «الجهنمية» وصور نموذج الانسان المتفوق، الخارق للعادة (السوبرمان) الذي رآه متحرراً من القيود الاجتماعية والأخلاقية، مثل انسان عصر النهضة الذي تجرأ على ان يعيش حياة تتفق مع مصيره الاعلى، وكانت معرفته هي الشكل الظاهري لارادة القوة التي هي هدف الحياة.
الفلسفة في الكتاب:
ومن أبرز النقاط الفلسفية التي ناقشها نيتشة من خلال سيرة زرادشت وتعاليمه؛
1)فلسفة الإنسان المتفوق:
تأثر نيتشه بنظرية التطور، فبنى نظرياته التي تهدف إلى هدم الدين (المسيحي) خصوصاً، وبناء الإنسان المتفوق وكذلك نظريته في التكرار الأبدي على مانصت عليه نظرية التطور، ففي سلسلة التطور، كل نوعٍ أوجد نوعاً جديداً متفوقاً عليه -إلا الانسان-، وكان تطور تلك الأنواع ناتجٌ عن الإنتخاب الطبيعي، حتى وصلت حلقة التطور إلى نوع الإنسان. وهنا توقف التطور -بحسب نيتشه- ولا سبيل إلى إكمال مسيرته إلا عن طريق تطور الإنسان إلى نوعٍ جديد, هو الإنسان المتفوق، ولكن هذا التطور، ولأنه متقدمٌ جداً في سلم الحياة، يتطلب كلا نوعي الإنتخاب -الطبيعي والإصطناعي-، ولأن الإنتخاب الطبيعي قائمٌ أساساً على القوة و “البقاء للأصلح”, فلن يبقى إلا أقوى الأفكار وأقوى البشر. ومن هنا نتبين سبب تمسكه بأخلاق القوة وإرادة القوة التي بنى عليها نظرياته الأخلاقية.
2)فلسفة الأخلاق:
فلسفته في مجال الأخلاق هي الأكثر سيادة في هذا الكتاب. إن الارادة هي من تحدد إتجاهاتنا واتجاه الحياة نفسها، وهي من تقرر إذا ما كنا نفعل فضيلةً أم نفعل سواها. حسب نيتشه بإمكاننا تحويل الشهوة إلى فضيلة، عندما نضع فيها مقصداً سامياً. وكل ما كان -في الماضي- هو ماأرادته الإرادة أن يكون فعلاً، لذا لا حاجة بنا إلى ندب الماضي ولعنه، حسب نيتشه إنه ينبغي أن نفعل الفضيلة لذات الفضيلة، ولا ننتظر ثواباً عليها. لأن الفضيلة هي ثواب نفسها، فالوصول إليها هو ثوابها. ويقول أن أخطر الناس هم “أهل الصلاح والعدل”، لأنهم يحاكمون بكل إخلاص، ويقتلون بكل صلاح، ويكذبون بكل عدل، حسب قوله، وهم يعتقدون بأنهم يعرفون ما هو خيرٌ للبشر وما هو شرٌ عليهم، ومن هنا يمارسون وصايتهم الممقوتة. ولكن نيتشة يقرر لنا مخرجاً من أهل الصلاح هؤلاء بقوله: إن الخير والشر نسبيان، فما هو خير لك لا يعني بالضرورة خيرٌ لي، بل ربما يكون شر علي، فما تراه أنت خيراً أراه شراً في أحايين كثيرة. لذا فلكلٍ طريقه ولا توجد جادةٌ سليمة واحدةٌ يسير عليها العالمين. فالحكمة تقتضي على الانسان أن يعرف خيره وشره, وأن يتكامل في خيره وشره. كما أن الشر الأعظم ضروري للخير الأعظم.
أما ما يتعلق بإرادة القوة، فنيتشيه يقدسها ويعبدها، ويرى -دوماً- بأن من حق الأقوى أن يحكم، والشعب الأقوى أحق بمقدرات الأضعف. فهو يرى أنه “لا مساواة” لكن “نعم للعدالة”. وبدل العقل والعقلانية جعل الجسد هو العقل الأكبر، وان اللاعقل هو المصدر الاصل، ففي كل مكان يكاد يكون الجنون هو الذي يفتح الطريق أمام الفكر الجديد، وعلى البشر أن يحققوا أهدافهم الكلية. والإنسان المتفوق هو الذي يستطيع تحقيق الأهداف والإرتفاع إلى مستوى الحب القدري، وبهذا جعل نيتشه الإنسان «كمؤدب» للإنسان، ومن يستطيع تحقيق الأهداف عليه ان يعرف «أنه يحتاج إلى أسوأ ما فيه اذا أراد أن يصل إلى أفضل ما فيه». وهو بهذا لا ينادي بتحرير الغرائز بقدر ما يريد اضفاء الصبغة الروحية عليها وتحويل الطبيعة الى عمل فني والعودة الى الأبدي. يمثل نيتشه في الواقع نزعة عدمية بأحلك صورها، فهو يقول بأن الحقيقة والكذب يوظفان دوماً من اجل الكائن المتفرد، كما ان الحقيقة والوعي والعقل والموضوعية والاخلاق، وكل ما على الأرض في هذا الزمن، انما يبرهن، خطوة فخطوة بكونه تدهوراً امام قرف الحياة. وأمام هذا العجز والإحباط ليس هناك من مخرج سوى «تحرر الأنا والدخول في الفناء».
3)فلسفة الدين:
وضع عوضاً عن الإله الإنسان المتفوق، ووضع بدلاً عن الآخرة، نظريته في التكرار الأبدي. حيث قال بأن كل ما نعيشه الآن قد عشناه من قبل وسنعيشه مستقبلاً، فنحن سنعود نحن كما نحن الآن.
4)فلسفته تجاه المرأة:
يذم نيتشه المرأة، رغم ترعرعه طيلة عمره مع أمه وأخته، حيث قضى أباه وهو بعمر الخامسة، والنتيجة كانت فلسفة مؤذية قليلاً للمرأة. في كتابه يحذر من اتخاذ المرأة صديقاً، فهي لا تصلح سوى للحب، وهي مجرد لعبة للرجل، ولا هدف منها ولا مهمة لها سوى الولادة، وهي لا تعرف الشرف ولا تدري ما هو. ثم إن هدف الزواج ينحصر في إنتاج “الانسان المتفوق”، لذا ينبغي أن يقام الزواج بأقصى قدرٍ ممكنٍ من الكمال، فيجب أن يسبق الزواج فترة يلتقي فيها المرأة والرجل ويتعايشان لينظرا هل بإمكانهما الاستمرار في زواجٍ يربطهما إلى الأبد.
*|يتفق كثير من المفكرين على أن أفكار نيتشه وفلسفته غير صائبة، وأنها تتضمن أفكاراً ومفاهيم راديكالية وقفت ضد الديمقراطية، وعداء سافراً للنساء.
منذ منتصف القرن الماضي اكتشف رواد مدرسة فرانكفورت فردريك نيتشه، ومن ثم وجد رواد ما بعد الحداثة الفرنسيون امثال دلوز وفوكو في افكاره مناهضا قويا لليسار الاوروبي.
***
أولاً, نجد شخصية زرادشت فظةً متكبرةً لا يطيق العيش معها إنسان. فهو كثيراً مايؤنب أتباعه ويذمهم ويهزأ بمن يستننتج شيئاً منهم.
وهو القائل بأن لكلٍ طريقه, ولكنه يحكم على الناس أجمعين بأنهم مخطئون, وأنهم جانبوا الخير (وهو يقول بأن لاخير واحد) ونجده يهزأ بجميع أطياف المجتمع, من سفهاءهم (حشرات المجتمع) مروراً بملوكهم وانتهاءً بعلمائهم.
لقد دعى إلى تحطيم كل ماهو قديم, وستصبح تعاليمه هو ذاتها قديمة.
لقد هرب من الإيمان بالله لأن عقله لا يقبل أن يكون هناك متحكم بالكون كامل, وجاء بالانسان الكامل!!!
من الواضح جداً , عند قراءتك لهذا الكتاب أن تلمس نغمةً دينيةً واضحةً بالرغم من إلحاده, هذا مالمسته فور انتهائي من القراءة, فراجعت الموسوعة الفلسفية المختصرة, لأجد بأن النغمة الإيمانية في الالحاد هي من أبرز سيمات التيار الوجودي عامةً.. ومن المعروف بأن هذا التيار يضم الأضداد, فهو يضم أشد المؤمنين بالأديان كـ”كيركيغارد” , والملحدين كـ”سارتر“.
لقد جاء الكتاب لطيفاً , فلسفياً رائعاً. إلا أن رموزه من الصعب أن تكشفها من خلال قراءةٍ واحدة, فهو -بالتأكيد- يحتاج إلى قراءةٍ أخرى..وربما أخرى.
كما أن آراءه التي أقامها لهدم الدين, هي لا تهدم الدين حقيقةً!
لأنه انطلق في مهاجمته للدين من المنظور المسيحي فهدم الدين المسيحي وذم رجالاته..ولكن هذا لا يعني أن تكون جميع الأديان هكذا!! ولكن يبدو أنه نفر من المسيحية فوجد نفسه مجذوباً إلى الإلحاد فوراً!!
ويبدو أنه كان غافلاً عن دين اسمه “الاسلام”, فأفكاره جاءت في نواحٍ عدة موافقةً لبعض التعاليم الإسلامية..وبعض الآيات أيضاً!!
كما أن رأيه حول القوة, لو تم تطبيقه قبل مولده لما ولد. عندما تقرأ أقواله وآرائه تشعر وكأنك أمام أكبر جبارٍ عرفه التاريخ, ولكن ما إن تعرف أن نيتشة هو من كتبه لتتفاجأ بأنه من أضعف من مروا على البسيطة. لقد تلقفته الأمراض من كل حدبٍ وصوب, وهو الداعي إلى القوة في حين أنه أشد الناس حاجةً إلى بعضٍ منها.
وهو الداعي إلى الحرب بالرغم من عدم أهليته للمشاركة في الحروب!
ورأيه المقزز عن المرأة كان بلا شك ردة فعل. ربما يكون الفعل المسبب لها مجهولاً ولكنها لا يمكن أن تصدر بغير سبب.
لكن ينبغي أن لا نغفل الفترة الزمنية التي كُتِب فيها هذا الكتاب..
لقد كتب هذا الكتاب خلال فترةٍ كانت التيارات الفلسفية تتصادم ببعضها لتنتج أخرى في حربٍ ضروس, وقد عمت أوروبا حينها أجواء السلام, ونسي القوم الحرب..فكان لابد من وجود فلسفةٍ تعيد الحرب إلى مصاف الفضائل, وكان الذي قام بهذا الدور هو نيتشة.
كان دوره يكمن في الحفاظ على توازن الفلسفة مرةً أخرى.. ويبدو أنه قام بدوره على أكمل وجه.
وبكتابه الفلسفي هذا, استطاع أن ينشأ عدة تياراتٍ فلسفيةٍ أخرى فيما بعد..
وهو بلا شك أحد رموز الفلاسفة الرائعين.
وبالرغم من أن أفكاره جاءت مناقضةً لبعض ماكان مسلماً في يومٍ ما, إلا أن قراءة مثل هذه الأطروحات يعيد إلى النفس حيويتها ويجدد عشقها للمعرفة.
وكانت هذه الأفكار دوماً مصدر إلهامٍ للعديد من المبدعين..
فقد نظم “ريتشارد شتراوس” سيمفونية “هكذا تكلم زرادشت
والواقع ان نيتشه في هذا الكتاب كان شاعراً اكثر منه فيلسوفاً، اذ قال عنه الاديب الالماني الكبير توماس مان بأنه «افضل ما كتب باللغة الالمانية». كما قال عنه نيتشه نفسه «لقد اوصلت اللغة الألمانية الى ذروة كمالها». وفي هذا الكتاب كسر نيتشه جميع الحواجز التي وقفت امامه وحطم الايمان بالحقيقة المطلقة والقيم الانسانية. ومما قاله: «ليس هناك وجود مطلق وانما وجود يتكون، وليس هناك تجديد لا نهائي وانما عودة ابدية، مثل الساعة الرملية الأبدية للوجود التي تعيد دورتها باستمرار، ولا يحتاج الانسان فيه الى شعور رقيق، لأن كل المبدعين يجب ان يكونوا اقوياء الارادة».

كان نيتشه فيلسوفا أكثر من عبقري ..ولكن منطقة كان ضعيفا وقد خانه الذكاء وقوة المنطق في أكثر من نظرية وأكثر من فكرة… أولها حكمه القاسي والستاليني على الطبقة العادية في المجتمع حيث طالب بالقضاء على التافهين والهامشيين في المجتمع ولو طبقت تلك النظرية الغبية لما كان نيتشيه – العبقري الجاحد – الذي جاء من أب همشري وأقل من عادي ..

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *