تاريخ | تاريخ ثقافي | تاريخ مصر | تاريخ وسيط | دراسات أدبية | شعر
كتاب الشعر الشعبي الساخر في عصور المماليك لـ د . محمد رجب النجار
عنوان الكتاب: الشعر الشعبي الساخر في عصور المماليك
المؤلف: د . محمد رجب النجار
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
الطبعة: 2015 م
عدد الصفحات: 240
حول الكتاب
لقد اضطر المجتمع الشعبي إزاء المحن والأحداث التي ألمت به، وفشله الدائم في مواجهتها من ناحية، وعجزه عن تحقيق ذاته ووجوده تحقيقا إيجابيا – بعد أن جرده ظالموه من إمكانات الرد، ولظروف تفوق قدرته – إلى أن يلوذ بالسلاح الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يجرده منه وهو لسانه – وإن قطعوه أحيانا كما سنرى – ولكن عبثا حاولوا القضاء على روح التندر أو الفكاهة عنده، كما اضطر إلى الخروج النفسي من هذه المحن والكوارث بالفكاهة والتندر والسخرية، ملاذا ومهربا ومخرجا ومتنفسا وعزاء واستنكارا في آن، فلقد استطاع الوجدان القومي العربي الذي يجمع بين الذكاء اللماح والتهكم الساخر، أن يدرك بفطرته وفطنته أن المأساة يمكن أن تتحول إلى ملهاة بين التناول الجاد والتناول الهازل، ولكن الزاوية النفسية التي ينظر منها هي التي تحدد هذا الفرق، وكلنا يعلم – أيضا – أن الاندماج في الموقف الصعب أو الحرج يضنيه، ويضخم قضاياه ويعقد مشكلاته، ولكن خروجه منه – حين لم يكن منه بد – وفرجته عليه يسري عنه وقد يضحكه ويدفعه إلى السخرية منه والاستعلاء عليه.…. وهذه الفنون الشعرية التي ذاعت بين العامة هي : الموشح والدوبيت والزجل والمواليا والحماق (القوما) والكان كان، كما أن الزجل نفسه ينطوي على فنون فرعية مثل البليق والمكفر والمزنم وغيرها، وهذه الفنون – معربة أو غير معربة – كانت تعتمد في انتشارها على إلقائها الشفوي والغناء والتلحين والحركة والإشارة حتى يتسنى لسامعيها أن يلتذوا بها، ومن ثم فهي سوف تفتقد كما تفتقر إلى جزء كبير من جمالياتها عند التدوين، بسبب عدم معرفتنا ألحانها وطرائق غنائها….