كتاب الشعب المختار : الأسطورة التي شكلت إنجلترا وأمريكا (ثلاثة أجزاء ) لـ كليفورد لونجلى

المؤلف: كليفورد لونجلى


المترجم  :  دكتور قاسم عبده قاسم


الناشر:  مكتبة الشروق الدولية


الطبعة: الأولى 2003 م


عدد الصفحات:  ج.1:  127  ج.2: 101   ج.3: 152

حول الكتاب

 لم يقتصر ((امتياز الشعب المختار)) على بني إسرائيل فقط، فقد جاءت الكنيسة الكاثوليكية واعتبرت أنها أصبحت المختارة، ومن ثم حلت محل بني إسرائيل …. ويعني هذا أن الرب غضب على بني إسرائيل، ومن ثم ظهرت معاداة اليهودية في المسيحية … ثم إن الكنيسة الكاثوليكية احرفت عن المسيحية الصحيحة – فأصبحت المسيح الدحال وعاهرة بابل، وأصبح البروتستانت هم الشعب المختار، وهم هنا – بصفة أساسية – الشعب الإنجليزي البروتستانتي.

وبسبب الاضطهاد الديني، هاجر البيوريتانز من إنجلترا لأمريكا فرارا بدينهم – حيث يذكر المؤلف – بدون الدين ما كانت أمريكا، ثم ثار البيوريتانز في أمريكا على بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر، واعتبروا أنفسهم بني إسرائيل، والشعب المختار الجديد الذي اضطهده فرعون – ملك بريطانيا- فحاربوه وانتصروا عليه.

… نحن نعيش في زمن مثير. فقد بدأت هذا الكتاب قبل الهجوم الذي وقع على مركز التجارة العالمي في سبتمبر 2001 م، وفجأة بدا أن بحثي الهادئ في طبيعة الهوية والمصير الأمريكي جزءا من محادثة قلقة حادة يقوم بها الجميع؛ إذ إن الإحساس البريطاني بالانخراط في المعاناة الأمريكية، وإسهام بريطانيا في ((الحرب الأمريكية ضد الإرهاب)) كشف بشكل ملح عن دور بريطانيا العام في مقابل أمريكا، وهو موضوع مهم آخر كان يحظى باهتمامي.

 كان إحساسي الخاص باللوعة في البداية كثيفا، بحيث منعني من الانفصال العقلي الضروري لمواصلة الكتابة، ليس فقط لأن زوجتي من مانهاتن وأنا أعرف هذه المدينة العظيمة وأحبها. كان على أن أتوقف فترة من الزمن. فما كنت أتصوره أساسا كتابا عن التاريخ الأنجلو أمريكي صار كتابا في الشئون الجارية، بل هو في الواقع عما يسميه الصحفيون قصة خبر العقد، وكل من عداهم يعتبره أكبر كارثة مرعبة شاهدوها، أو سمعوا بها. ومثل ملايين غيري، جلست أنا وزوجتي نشاهده وهو يحدث، حيا على شاشة قناة CNN.

ما هي أمريكا؟ من هم الإنجليز؟ مقالتي هي أن السر الكامن وراء هذه الأسرار موجود في رواية صاغها الإنجليز، ثم تلاهم الأمريكيون لأنفسهم، تقوم على أساس تحويل التشابه بين موقفهم وموقف بني إسرائيل القدماء. هذا هو أصل مصطلح ” الشعب المختار”. إنه لم يكن مجرد أنهم مختارون من الرب بصفة خاصة. وفي أذهانهم أن اختيارهم بصفة خاصة تم لنفس الغرض الذي اختار الرب اليهود من أجله (ثم نبذهم)، وأن هذا الغرض كان أساسيا بالنسبة للجنس البشري على هذا الكوكب.