كتاب عثمان بن عفان لـ محمد حسين هيكل
كتاب عثمان بن عفان اللغة : العربية دار النشر : دار المعارف سنة النشر : 1998 عدد الصفحات : 141 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
المتتبع لخطة الدكتور هيكل فى تأريخه للرسول وخليفتيه الأولين، وميله فى ذلك إلى الطريقة التحليلية، يرى أنه لم يحد فى هذا الكتاب عنها، بل إنه ازداد تمسكاً بها وركوناً إليها، فهو قد تناول فى الفصل الأول منه ملابسات اختيار الخليفة الثالث للقيام بأعباء الحكم والناس لما يفيقوا من الذهول الذى أصابهم لمصرع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. وهو لم يقتصر فى هذا الفصل على إثبات ما حدث من اجتماع الستة الذين حصر عمر فيهم الخلافة من بعده وما أثير فيه من مناقشات، بل إنه أشار إلى منشأ فكرة الشورى عند عمر وكيف أنه تردد بين أن يترك أمر تعيين الخليفة للصحابة يتشاورون فيه بعده اقتداء برسول الله (ص)، وبين أن يعين خليفته اقتداء بأبي بكر حين جمع رأى الصحابة عليه. ولقد كان التطور الذى شهدته الدولة الإسلامية منذ عهد الرسول ومنذ عهد أبى بكر يقتضى ألا يترك الأمر رسلا، فانتهى عمر إلى نظام الشورى نواة لنظام تشريعى مرن لاختيار الخليفة يتطور بتطور ظروف الدولة وأوضاعها السياسية.
وإذ تجتمع البيعة لعثمان، يبحث الدكتور هيكل فى ملامح الخليفة الجديد وفى طباعه، وفيما يمكن أن تؤثر به هذه الطباع فى سياسة الدولة فى عهده. ذلك أن لشخصية الحاكم فى جميع العصور أثراً بالغاً فى سياسة الدولة وتصريف أمورها. وقد شهد المسلمون من عدل عمر وحسن سياسته ما يعكس كثيراً من طباعه. أفسيكون لعثمان فى سياسة الدولة من الأثر ما كان لعمر؟ ذلك ما سيكتشف خلال حكمه وخلال ما يلى من فصول الكتاب، وقد تابع عثمان أول عهده سياسة الرسول والشيخين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لعهد قطعه على نفسه حين بويع أن يجرى على هذه السيرة، على أن ما خالف به عثمان عمر لم يكن ليثير عليه أحداً لو أنه اقتصر على ما كان ضرورياً من ذلك. إلا أنه –وولاته- عمدوا، إزاء اتساع رقعة الإمبراطورية وازدياد فيها وخراجها، إلى نوع من الحياة لم يألفه الناس، كما أنه سلك فى تولية هؤلاء الولاة وعزلهم طريقاً لم تكن لترضى الكثرة عنها، وقد وقف الأجل بالدكتور هيكل عند هذا الحد من البحث فى سيرة عثمان ابن عفان، فلم يتح له أن يتم ما بدأه فى الفصل الرابع من الكتاب من دراسة لحكومة عثمان واتجاهات الرأى فى عهده. ويقينى لو أن هذه الدراسة تمت لأوضحت من أسباب الفتنة ومقدماتها ما انتهى بالناس إلى الثورة على الخليفة وقتله.
وإذ تجتمع البيعة لعثمان، يبحث الدكتور هيكل فى ملامح الخليفة الجديد وفى طباعه، وفيما يمكن أن تؤثر به هذه الطباع فى سياسة الدولة فى عهده. ذلك أن لشخصية الحاكم فى جميع العصور أثراً بالغاً فى سياسة الدولة وتصريف أمورها. وقد شهد المسلمون من عدل عمر وحسن سياسته ما يعكس كثيراً من طباعه. أفسيكون لعثمان فى سياسة الدولة من الأثر ما كان لعمر؟ ذلك ما سيكتشف خلال حكمه وخلال ما يلى من فصول الكتاب، وقد تابع عثمان أول عهده سياسة الرسول والشيخين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لعهد قطعه على نفسه حين بويع أن يجرى على هذه السيرة، على أن ما خالف به عثمان عمر لم يكن ليثير عليه أحداً لو أنه اقتصر على ما كان ضرورياً من ذلك. إلا أنه –وولاته- عمدوا، إزاء اتساع رقعة الإمبراطورية وازدياد فيها وخراجها، إلى نوع من الحياة لم يألفه الناس، كما أنه سلك فى تولية هؤلاء الولاة وعزلهم طريقاً لم تكن لترضى الكثرة عنها، وقد وقف الأجل بالدكتور هيكل عند هذا الحد من البحث فى سيرة عثمان ابن عفان، فلم يتح له أن يتم ما بدأه فى الفصل الرابع من الكتاب من دراسة لحكومة عثمان واتجاهات الرأى فى عهده. ويقينى لو أن هذه الدراسة تمت لأوضحت من أسباب الفتنة ومقدماتها ما انتهى بالناس إلى الثورة على الخليفة وقتله.
احب تصفح وقرات الكتب