| |

كتاب خطاب الهوية – سيرة فكرية لـ علي حرب

حول الكتاب
إن أحادية الاسم والأصل والنموذج، هي فخ الهوية، كما هي مقتل الحرية، أن هويتنا هي أغنى وأوسع وأشد تنوعاً وتركيباً من أن تحشر تخت عنوان واحد، أو وحيد. إنها أشبه بمسرح لأطياف وشخوص أو أصوات ولغات أو لقوى وآليات تعمل من ورائنا وتتكلم عبرنا، بقدر ما تلفلت من سيطرتنا أو تتعارض مع مشيئتنا.
من هذا المنظور، ليست هوية المرء مجرد مماهاة خاوية مع النفس، وإنما هي صيغة مركبة وملتبسة بقدر ما هي سوية مبنية على التعدد والتعارض، وهي عقدة من الميول والأهواء بقدر ما هي شبكة من الروابط والعلاقات، وهي توليفة من العقائد والمحرمات بقدر ما هي سيرورة نامية ومتحركة من التحولات والتقلبات.

من هنا لا أتعامل مع هويتي بوصفها مجرد تماهياتي، وإنما أحاول أيضاً أن أرى ما يقوم بين التطابقات من المساحات الفارغة والثغرات الفاضحة أو الفجوات السحيقة، سواء على صعيد الأزمنة والأطوار، أو على صعيد البيئات، والأمكنة. الأمر الذي يحيل الهوية إلى محنة من حيث العلاقة مع المعنى والقيمة، أو إلى مشكل من حيث العلاقة مع المختلف والآخر، أو إلى هوة من حيث العلاقة مع الأماني والمطالب.

بهذا المعنى ليست هويتنا أكثر من مصالحة مع من لا نرضى به أو مع ما نتمناه ولا نقدر عليه. ولذا فالناجح أو الفاعل، على النحو الإيجابي والبناء، هو من يحسن إدارة اللعبة ويتقن فن التسوية، فيما يخص علاقته بنفسه وبغيره، بخلق مساحات ولغات للتداول والتبادل، على سبيل الاستحقاق والازدهار.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *