|

كتاب شرق المتوسط – رواية لـ عبد الرحمن منيف

حول الكتاب
تعد رواية (شرق المتوسط) لعبد الرحمن منيف واحدة من الروايات التأسيسية في المدرسة الواقعية الإشتراكية العربية، فعبد الرحمن منيف يرى أن المناخ العام المليء بالقهر والإستبداد واللامنطق وغياب الديمقراطية وتغييب الشعب هو الذي أفرز الموضوعات الروائية الجادة موضوع هذه الرواية.
بداية، وعند قراءة شرق المتوسط نتعرف على “رجب” بطل الرواية وهو يبحر على ظهر “اشيلوس” المركبة اليونانية التي سافر على متنها إلى فرنسا، ويخبرنا أنه خرج من السجن بعد أن أصيب بمرض الروماتيزم، وأن توقيعه على صك تخليه عن العمل السياسي كان ثمناُ لخروجه من السجن.
في القسم الثاني تروي “أنيسة” الأحداث والألم يعتصرها لما حصل لأخيها، فرجب أصبح لا يحتمل رؤية أحد… ونادراً ما يكلمها فهو كثير الصمت والسبب في هذا أن ضميره يؤنبه على توقيعه ذلك الصك.
في القسم الثالث تروي “أنيسة” يظهر صوت “رجب” من جديد على متن “اشيلوس” وهي تبحر عبر المتوسط باتجاه اليونان، وهنا يتجه إلى “اشيلوس”، يخاطبها ويبثها أحزانه وآلامه وهواجسه، وذكرياته وعذابه في السجن، ويستعيد رجب بعضاً من حياته السياسية قبل دخول السجن، وصوراً من التعذيب تبعث على المرارة والأسن حتى وهو خارج السجن.
في القسم االرابع نعلم من كلام “أنيسة” أنها تلقت عدة رسائل من “رجب”.. ثم تتواى الأحداث ويستدعى “حامد” زوج “أنيسة” إلى التحقيق ويهدد بالسجن وفي إحدى الرسائل نعرف أن “رجب” يعزم على كتابة رواية يكون موضوعها الرئيس التعذيب، وييطلع رجب أخته على فكرة السفر إلى جنيف، وتقديم مذكرة عن العذاب غير الإنساني الذي يتعرض له السجناء السياسيون.
وفي القسم الخامس يطلعنا “رجب” وهو الآن في (مرسيليا/ فرنسا) على الصك الذي وقع عليه ونصه كما يلي “أرجو أن تسمحوا لي بالموافقة على السفر للعلاج في الخارج…” وفيه يتعهد رجب التوقف عن ممارسة أي نشاط سياسي، وهنا يقارن رجب بين الحياة في أوروبا والحياة في الشرق.
وفي القسم السادس يعود صوت “أنيسة” من جديد ويخبرنا أنها ستنشر أوراق رجب كما هي، وفاء لذكرى شقيقها الذي عاد إلى الوطن ليسجن من جديد، ثم يخرج فاقد البصر، ولا يطول الأمر حتى يفارق الحياة، وأما “حامد” فيدخل السجن، وتنتهي أحداث رواية شرق المتوسط.
هذا، وقد جاءت الرواية في طبعتها الجديدة بعد ربع قرن على صدورها أول مرة، وقد بدأها عبد الرحمن منيف بمقدمة يقول فيها: “قبل ربع قرن، حين نشرت، “شرق المتوسط” لأول مرة كان يظن أن القمع ورمزه الأقوى السجن السياسي، قد ينحسر بمجرد لفت النظر إليه، الآن، وبعد هذه الفترة الطويلة، تكتشف أن القمع امتدوا تسع، وانجب مخلوقاً خطراً هو العنف، ولا يعرف ماذا يمكن أن يلد أيضاً إذا استمرت الأحوال هكذا(…)”.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *