| |

كتاب ماذا علمتني الحياة ؟ لـ جلال أمين

حول الكتاب
بفكر عميق و قلم شديد السلاسة- يحول امين سيرته الذاتية الى اداة سبر للمجتمع الذي نشأ فيه ..فأذا به يقارن بين ظروف نشأته و ظروف نشأة والده و من ثم أولاده و أحفاده ، و يرجع الملاحظات الخاصة ( التي قد تكون عادية و يعتبرها البعض عابرة) الى ظواهرها و اصولها العامة فيربط الخاص بالعام و يتحول الفرد الى مرآة عاكسة لمجتمعه… و يتحول كتاب السيرة الذاتية الى كتاب يتناول حياة اجيال بكاملها..
يتناول الكتاب بعض التفاصيل الشخصية و لكن بهذا الربط الحيوي و الذكي مع الاسباب العامة فعند ما يتحدث عن اخوته الثمانية و الاختلاف في شخصية كل منهم رغم نشوئهم في بيئة واحدة يكاد يرسم “بورتريه” لكل منهم بطريقة شديدة الذكاء و الصراحة ايضا..و يتناول طبعا تحوله الفكري العميق و الهادئ من القومية في بواكير شبابه الى الاشتراكية الى المادية الوضعية الى ان وصل الى مرحلته الاخيرة في نظرته الايجابية و المتعاطفة مع الدين عموما و الاسلام خصوصا ، و هي نظرة اخرجته من صف اليساريين و لكن لم تضعه بالضبط في خانة “الاسلاميين” و ان كان واضح التعاطف معهم..تحوله الى التعاطف مع الدين جاءت بعد ان عاش في الغرب و لاحظ الخواء الروحي الموجود مما جعله يشكك بجدوى مفهوم “التقدم”- يتوسع ايضا بشكل اكبر في هذا المفهوم في كتابه الاخر المهم “خرافة التقدم” .
في الكتاب مواقف كثيرة يقدمها الكاتب بهذه الطريقة العبقرية التي تجعل القارئ يستعيد حياته الخاصة و يحاول ربطها بالاطار العام الذي يعيش فيه.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *