كتاب الشرق والغرب لـ أحمد أمين
كتاب الشرق والغرب المؤلف : أحمد أمين اللغة : العربية دار النشر : مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة النشر : 1955 عدد الصفحات : 182 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
حضر الدكتور أحمد أمين 1947 مؤتمراً حول فلسطين عقد في لندن، وهناك لاحظ جملة من الاختلافات بين ما يعانيه في بلاده وما عاينه في إنكلترا. اختلافات عكف على درسها، وكانت نتيجة ذلك هذا الكتاب «الشرق والغرب». وأحمد أمين، الذي كتب «فجر الإسلام» و«ضحى الإسلام»، علم في زمنه كمؤرخ وباحث، ولعل عام 1947 يشير إلى فترة حاسمة في علاقات الشرق بالغرب. الأربعينيات كانت المدى الزمني الذي بدأت فيه هذه الإشكالية بالتبلور، ولعل كتاب أحمد أمين «الشرق والغرب» كان لذلك رائداً في وقته.
تحتوي مقدمة أحمد أمين لدراسته على سؤال محوري هو هل أن أوروبا الحالية هي نتيجة تطورها العلمي والتاريخي أم أن هذا التطور نتج عنها وعن طبيعتها وظروفها. وواضح أن سؤال أحمد أمين لم يأت من عدم، فثمة نظرية في حينه كان تردّ التطور الاقتصادي والسياسي لأوروبا إلى طبيعتها الجغرافية والمناخية: البرد والتشكيل الجغرافي الذي يفرض داخلية شديدة على المناطق ويمنع اتصالها.
بادئ بدء يعالج أحمد أمين مصطلحي الشرق والغرب ويرى أنهما عامان والتفريق الحدي بينهما لا معنى له، وينتهي إلى القول إن الجغرافية لا تشكل فارقاً حاسماً بينهما وإن المدنية الحديثة الغربية ليست أعلى المدنيات، ففيها عيوب شائنة ورغم قيامها على العلم إلا أن الفقر الأخلاقي ماثل فيها، ومن شوائبها أنها تخص نفسها بأشياء تحرّمها على غيرها.
أما في ما يتعلق بالاستبداد والديموقراطية فإن الغرب قد عرف ديكتاتوريات قوية، بينما عرف الشرق فترات عدل، فليس الغرب ساحة للديموقراطية وليس الشرق قلعة للاستبداد. ومن عيوب المدنية الحديثة في نظر أمين: الحروب والعنصرية وعبادة القوة والمبالغة في تسليط المرأة على الرجل. والمدينة الغربية نمت بلا قلب وإن نما عقلها.
أما في ما يتعلق بالثقافة فإن الثقافة الشرقية باتت اثنتين: الثقافة الموروثة والتقليد الغربي، فيخرج الشرقي بدون هذا وبدون ذاك.
أما الاختلاف فهو ماثل في الحياة الاجتماعية، فالغربي يعمل كثيراً وأحياناً بدون طائل والغرب يعاني من فائض القوة وفائض الإنتاج، فيما قد يسعد الشرقي بارتخائه، والغرب أبداً متفائل فيما يميل الشرق إلى الحزن والتشاؤم، والفرد في الغرب مستقل بذاته فيما ينتمي الشرقي إلى أسرته ولكل من الحالين مساوئه، إلا أن للقربى والعائلة فوائدهما الجليلة، فالإسراف في الحرية هنا كالإسراف في التقييد.
والمرأة مستقلة في الغرب لكنها في الشرق أمُّ قبل كل شيء، والغربية باستقلالها تجازف بأنوثتها.
أما في ما يتعلق بالتقليد والابتكار فإن الغربي أميل إلى الابتكار، أما الشرقي فلا يعاني من تقليد القدامى فحسب لكن آفته الكبرى هي تقليد الغربيين في كل شيء.
أما في ما يتعلق بمادية الغرب وروحانية الشرق فلهما أساس ضارب في التاريخ.
وفي النهاية فإن الغــرب ليس المثل الأعلى ولا الشرق وكل منهما يشكو من آفات وشوائب، فالمثل الأعلى هو الجمع بين العلم والدين والرجل والمرأة والأخلاق والمنفعة والابتكار والتقليد والمادية والروحانية.
تحتوي مقدمة أحمد أمين لدراسته على سؤال محوري هو هل أن أوروبا الحالية هي نتيجة تطورها العلمي والتاريخي أم أن هذا التطور نتج عنها وعن طبيعتها وظروفها. وواضح أن سؤال أحمد أمين لم يأت من عدم، فثمة نظرية في حينه كان تردّ التطور الاقتصادي والسياسي لأوروبا إلى طبيعتها الجغرافية والمناخية: البرد والتشكيل الجغرافي الذي يفرض داخلية شديدة على المناطق ويمنع اتصالها.
بادئ بدء يعالج أحمد أمين مصطلحي الشرق والغرب ويرى أنهما عامان والتفريق الحدي بينهما لا معنى له، وينتهي إلى القول إن الجغرافية لا تشكل فارقاً حاسماً بينهما وإن المدنية الحديثة الغربية ليست أعلى المدنيات، ففيها عيوب شائنة ورغم قيامها على العلم إلا أن الفقر الأخلاقي ماثل فيها، ومن شوائبها أنها تخص نفسها بأشياء تحرّمها على غيرها.
أما في ما يتعلق بالاستبداد والديموقراطية فإن الغرب قد عرف ديكتاتوريات قوية، بينما عرف الشرق فترات عدل، فليس الغرب ساحة للديموقراطية وليس الشرق قلعة للاستبداد. ومن عيوب المدنية الحديثة في نظر أمين: الحروب والعنصرية وعبادة القوة والمبالغة في تسليط المرأة على الرجل. والمدينة الغربية نمت بلا قلب وإن نما عقلها.
أما في ما يتعلق بالثقافة فإن الثقافة الشرقية باتت اثنتين: الثقافة الموروثة والتقليد الغربي، فيخرج الشرقي بدون هذا وبدون ذاك.
أما الاختلاف فهو ماثل في الحياة الاجتماعية، فالغربي يعمل كثيراً وأحياناً بدون طائل والغرب يعاني من فائض القوة وفائض الإنتاج، فيما قد يسعد الشرقي بارتخائه، والغرب أبداً متفائل فيما يميل الشرق إلى الحزن والتشاؤم، والفرد في الغرب مستقل بذاته فيما ينتمي الشرقي إلى أسرته ولكل من الحالين مساوئه، إلا أن للقربى والعائلة فوائدهما الجليلة، فالإسراف في الحرية هنا كالإسراف في التقييد.
والمرأة مستقلة في الغرب لكنها في الشرق أمُّ قبل كل شيء، والغربية باستقلالها تجازف بأنوثتها.
أما في ما يتعلق بالتقليد والابتكار فإن الغربي أميل إلى الابتكار، أما الشرقي فلا يعاني من تقليد القدامى فحسب لكن آفته الكبرى هي تقليد الغربيين في كل شيء.
أما في ما يتعلق بمادية الغرب وروحانية الشرق فلهما أساس ضارب في التاريخ.
وفي النهاية فإن الغــرب ليس المثل الأعلى ولا الشرق وكل منهما يشكو من آفات وشوائب، فالمثل الأعلى هو الجمع بين العلم والدين والرجل والمرأة والأخلاق والمنفعة والابتكار والتقليد والمادية والروحانية.