كتاب أصابع بلا يد – رواية لـ إحسان عبد القدوس
كتاب أصابع بلا يد – رواية المؤلف : إحسان عبد القدوس اللغة : العربية دار النشر : غير موجود سنة النشر : 0000 عدد الصفحات : 204 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
تتناول رواية «أصابع بلا يد» الموضوع الأثير في الرواية العربية، وأعني، الصدام الحضاري بين الشرق والغرب، التي تسرد علينا وقائع هجرة أسرة مصرية نحو كندا، والروائي يسرد علينا روايته من نهايتها، إذ تعود الأسرة إلى القاهرة، بعد أن غادر الزوج (محمود) إلى نيجيريا بعد أن حصل على عقد عمل فيها، والأم (نجوى) مع ابنتيها (نوال) الهادئة، لكنّ تحت هذا الهدوء الظاهر دواهي ومأسي وانفلاتا مبرقعا، و(نيفين) العابثة المنفلتة، التي تحيا الحياة الكندية بكل معابثتها وانفلاتها، وإحسان يستخدم تيار الوعي، وانثيال الأفكار في سرد حوادث روايته هذه، فالأم (نجوى) وهي على مقعدها في الطائرة المتجهة نحو مطار القاهرة، والرحلة تستغرق ساعات طويلة، تستذكر أيامها في القاهرة، وزواجها ورحلتها نحو كندا، وحياتها فيها، ومن ثم قرارهم بالعودة إلى مصر، هذا القرار الذي ما لقي صدى في نفس البنتين اللتين تعيشان انفصاماً حياتياً، بين الحياة في كندا، وما يرينه، تزمتاً حياتياً في القاهرة، وتعلنان دائماً، إنهما تعانيان غربة روحية ومكانية في بلد الأبوين، فليس ثمة ما يربطهما فيه، وحتى الأهل والأقرباء، لا تشعران بالمودة إزاءهما لأنهما ما عاشا معاً، وتعارفا ونمت المودة والعلاقة منذ الصغر والعيش المشترك. فـ(نجوى) المعتادة على الحياة الاجتماعية في القاهرة، والروابط الأسرية المتينة في الوطن العربي والشرق، هما ما افتقدتهما في الحياة الميكانيكية الخالية من الروح في ذلك البلد النائي، بل إن الزوج الوصولي، الذي انسلخ تدريجياً من مفاهيم الشرف، لا يمانع في حصول لقاءات مع مدير زوجته في العمل، حتى إذا ترفض الزوجة مثل هذه اللقاءات غير البريئة، وما ينتج عنها، يستغرب زوجها (محمود) قائلاً لها:
ـ إنه مديرك، وقد ينفعك في زيادة الراتب والترقية الوظيفية.
وإذ تقترح زوجته (نجوى) ـ وقد اقترب موعد ولادتها لطفلتها البكر ـ السفر للقاهرة، كي تنعم بمساعدة أمها في الولادة، يرفض زوجها ذلك مقرراً: أبدا أريد أن تلدي هنا. إن كل شيء هنا أرقى وأحسن وأريد لابني أن يولد في كندا، حتى يكون كندياً بمجرد أن يفتح عينيه. وتكتشف الأم أن ابنتها الهادئة (نوال) تكتشف في وقت تالٍ، إنها فقدت عذريتها، في حين تهرب الثانية (نيفين) من دارهم، كي تحيا انفلاتها، والأب لا يستطيع إعادة ابنته لدارهم، حسب القوانين الكندية، التي تمنح الفرد حريته للعيش في المكان الذي يشاء، وإذ تحاول الأم إفهام البنتين شيئاً من أصولهما وديانتهما، تجابه هذه الرغبة بالرفض من لدن البنتين، فضلاً عن المجتمع الكندي، الذي يرفض أي توجيهات، تاركاً الأمر للفرد ذاته لاختيار طريق حياته.. «إنهم يتجاهلون في المدارس، حيث يتعلم الأطفال، يتجاهلون حتى ذكر الله، والمجتمع الكندي يفترض أن العلاقة بين الإنسان والله هي علاقة شخصية خاصة… فليس من حق المجتمع أن يفرض إيماناً وتعاليم محددة على كل البشر.. إن من حق المجتمع أن يفرض القوانين التي تنظم التعامل وتكفل الحماية والاطمئنان لكل الأفراد، ولكن القوانين شيء آخر غير الأديان». كذلك مسألة الجنس في مجتمع ينظر إليه بوصفه حاجة طبيعية يجب أن تلبى مثل الأكل والشرب، هذا ما لا تستطيع الأم استساغته، على الرغم من أنها عاشت نزوات غرامية، أيام شبابها الأول وقبل زواجها يوم كانت تحيا في القاهرة. البنتان اللتان لا تربطهما بمصر أي رابطة ـ وقد قرر الأب العودة إلى بلدهم ـ تستغربان هذا الحبور الذي ران على أمهما وهي تنزل من درج الطائرة التي حطت في مطار القاهرة وإنهما لا تحسان بشيء وتتطلعان حولهما كأنهما تسيران في فوج سياحي، وإنهما ليستا مصريتين بل كنديتان. لكن ما يصدم الأم أولاً إن كل شي تغير في مصر، وكل أمر بحاجة إلى واسطة، وأن الأمور لا تجري بشكل طبيعي كما تركتها يوم غادرت نحو كندا.
ـ إنه مديرك، وقد ينفعك في زيادة الراتب والترقية الوظيفية.
وإذ تقترح زوجته (نجوى) ـ وقد اقترب موعد ولادتها لطفلتها البكر ـ السفر للقاهرة، كي تنعم بمساعدة أمها في الولادة، يرفض زوجها ذلك مقرراً: أبدا أريد أن تلدي هنا. إن كل شيء هنا أرقى وأحسن وأريد لابني أن يولد في كندا، حتى يكون كندياً بمجرد أن يفتح عينيه. وتكتشف الأم أن ابنتها الهادئة (نوال) تكتشف في وقت تالٍ، إنها فقدت عذريتها، في حين تهرب الثانية (نيفين) من دارهم، كي تحيا انفلاتها، والأب لا يستطيع إعادة ابنته لدارهم، حسب القوانين الكندية، التي تمنح الفرد حريته للعيش في المكان الذي يشاء، وإذ تحاول الأم إفهام البنتين شيئاً من أصولهما وديانتهما، تجابه هذه الرغبة بالرفض من لدن البنتين، فضلاً عن المجتمع الكندي، الذي يرفض أي توجيهات، تاركاً الأمر للفرد ذاته لاختيار طريق حياته.. «إنهم يتجاهلون في المدارس، حيث يتعلم الأطفال، يتجاهلون حتى ذكر الله، والمجتمع الكندي يفترض أن العلاقة بين الإنسان والله هي علاقة شخصية خاصة… فليس من حق المجتمع أن يفرض إيماناً وتعاليم محددة على كل البشر.. إن من حق المجتمع أن يفرض القوانين التي تنظم التعامل وتكفل الحماية والاطمئنان لكل الأفراد، ولكن القوانين شيء آخر غير الأديان». كذلك مسألة الجنس في مجتمع ينظر إليه بوصفه حاجة طبيعية يجب أن تلبى مثل الأكل والشرب، هذا ما لا تستطيع الأم استساغته، على الرغم من أنها عاشت نزوات غرامية، أيام شبابها الأول وقبل زواجها يوم كانت تحيا في القاهرة. البنتان اللتان لا تربطهما بمصر أي رابطة ـ وقد قرر الأب العودة إلى بلدهم ـ تستغربان هذا الحبور الذي ران على أمهما وهي تنزل من درج الطائرة التي حطت في مطار القاهرة وإنهما لا تحسان بشيء وتتطلعان حولهما كأنهما تسيران في فوج سياحي، وإنهما ليستا مصريتين بل كنديتان. لكن ما يصدم الأم أولاً إن كل شي تغير في مصر، وكل أمر بحاجة إلى واسطة، وأن الأمور لا تجري بشكل طبيعي كما تركتها يوم غادرت نحو كندا.