كتاب ماذا يعني أن نفكر اليوم : فلسفة الحداثة السياسية نقد الاستراتيجية الحضارية لـ مطاع الصفدي
كتاب ماذا يعني أن نفكر اليوم : فلسفة الحداثة السياسية نقد الاستراتيجية الحضارية المؤلف : مطاع الصفدي اللغة : العربية دار النشر : مركز الإنماء القومي سنة النشر : 2002 عدد الصفحات : 426 نوع الملف : مصور |
هذا لا ينفي عن المدنية الغربية استحقاقها لثمار تجاربها الشاقة والخصبة والرهيبة كذلك، لتحصيلها نوع الهوي الإنساني الذي تحدده على أنه هو المجتمع المدني الذي يكلل هامة التاريخ. لكن ثمار التاريخ هي جهد الإنسانية جمعاء. والسابق إلى تحقيق بعضها، لا يمكنه أن يهمل شراكة الآخرين في متابعة الجهد لاستكمال ما لم يتم التفكر به بعد. تلك هي فسحة المدنية المجهولة التي تظل حقاً محفوظاً لريادة الآخر في تفكرها واستدراكها. وهو المشروع الكوني الأصلي المنفتح على هوي حضاري ينتظر شراكة إنسانية شاملة، لا حَدًّ لطموح الحرية، كجوهر لها أصلاً، يطاول حقوقاً في الكرامة والمحبة والعدالة، غير مسموح لأي امتياز ثقافي حصرُها وحصارُها في نطاق تحقيبه المعرفي فحسب.
هذا الكتاب يود أن يرى في عودة الفلسفي السياسي محكّاً وضعياً وعملياً لأية استراتيجية حضارية، وإن كانت هي المتميزة بالنمذجة الفريدة بين أقرانها. إذا كان المآل النهائي للتحقيب المعرفي، هو قدرته في الانكشاف على الكوني، المتجاوز لأية نمذجة أحادية، والحداثة راهنياً هي المخولة في انتزاع الصيرورة التاريخية المعاصرة من أُسار التشكيل الجيوسياسوي إلى التشكيل الجيوفلسفي. فهو وحده هذا الأخير ضامن لانبثاق المجتمع المدني ما فوق صراع (الهوايا) التصنيمية، وتجسيد إشارات الهوي كانتصار أخير للإنسانية الحقوقية، بدلاً من إغلاق التاريخ وتسجيل الانتصار (على) الإنسانية.