كتاب عوامل السلم الأهلي والنزاع الأهلي في سوريا (دراسات) لـ مجموعة مؤلفين
كتاب عوامل السلم الأهلي والنزاع الأهلي في سورياالمؤلف : مجموعة مؤلفين اللغة : العربية دار النشر : مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا سنة النشر : 2013 عدد الصفحات : 148 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
يقف الإنسان السوري اليوم عاجزاً أمام عبثية المشهد بكل تجلياته وقواه السياسية وتياراته الفكرية السلمية منها أو العسكرية، غير قادر على فك طلاسم الواقع السوري المتشظي والمهدد في سلمه الأهلي الذي لم يوضع بعد تحت مجهر البحث والدراسة بشكل جدي وكل ما كتب عن هذا الواقع هو عبارة عن تحليلات صحفية غير معمقة تتناول جزئية هنا أو هناك ولا توجد دراسات نقدية تحليلية جدية في فيما يخص السلم الأهلي وعوامل النزاع الكامنة،في هذا المرحلة البالغة الحساسية والتي قد تستجلب الحرب الأهلية إذا لم يتوفر الوعي بما قد تؤول إليه الأوضاع.
كتاب عوامل السلم الأهلي والنزاع الأهلي في سوريا، الذي صدر حديثاً عن مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا، يعتبر أحد الكتب البحثية الهامة في هذا المجال، إذ يتناول واقع السلم الأهلي وعوامل تكريسها وعوامل النزاع الأهلي وانفجارها من خلال رصد وتحديد مجموعة من النقاط والتي تم استخلاصها من الجلسات التدريبة والأجواء التفاعلية والنقاشات التي سادت ورشات الإعلام المدني، والنتائج التي تمخضت عنها، وتقديم هذه الآراء إلى أربعة باحثين سوريين متابعين لم-جرى الأحداث وسياق التحول في سوريا للاستئناس وتطعيم دراستهم بها كونها عبرت عن وعي شريحة من المجتمع السوري متابعة لواقع معظم المناطق السورية.
وقد اغنت تلك الآراء مشروع الدراسة النقدية التي لم تكن من النمط التقليدي المثقل بالمصادر والإشارات المرجعية بل كانت عبارة عن رؤية نقدية تفكيكية لآراء عينة البحث المستهدفة ومنهجية التقصي المعتمدة والتي قد يكون لها دور إيجابي في حفر المفاهيم السائدة وتجاوزها نقدياً وصولاً إلى معرفة أكثر انفتاحاً بالواقع المتأزم.
مقومات السلم الأهلي وأركانه:
يتطرق الكتاب في مدخله إلى مجموعة من المقومات يجب توفرها من أجل صيانة السلم الأهلي وترسيخه في أي مجتمع، وتتمثل هذه المقومات في تعزيز الإدارة التعددية والاحتكام إلى القانون والحكم الرشيد وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية، ووجود إعلام حر ومتوازن، والعدالة الانتقالية وتجريم التفاضل العصبوي التقليدي.
حتى يتمكن أي مجتمع من بناء السلم الأهلي المنشود والذي يعني: أن يعيش الإنسان حياته، ويمارس أعماله بحريةٍ مسؤولة، وأن يحصل على متطلبات عيشه وحقوقه بيسر وسهولة، دون أن يخشى الاعتداء على حقه أو ماله أو على أمنه الشخصي أو أمن أهله.
جاء الكتاب في أربعة أجزاء تضمن كل جزء منها دراسة لباحث من الباحثين، حيث تناول الجزء الأول دراسة لمحمد سامي الكيال عن عوامل النزاع والسلم الأهلي في سوريا، فيما احتوى الجزء الثاني دراسة لناريمان عامر بعنوان سوريا: فيما يؤجج سلمها ويطفئ عنفها، وتضمن الجزء الثالث دراسة لبدرخان علي تحت عنوان الصراع الاجتماعي السياسي في سياق الثورة والحرب، واختتم الكتاب بالبحث الرابع وهو دراسة للباحث محمد ديبو عن الطائفية كعامل من عوامل النزاع الأهلي .
تباينت رؤية المشاركين في البحث باختلاف أدوات التحليل وتفسير مقومات السلم الأهلي ومهدداته، فإذا كان الشباب الذين شكلوا العينة المستهدفة أسرى المنهجية المسبقة لتلك المحددات بين(مقومات ومهددات) وتعاطوا مع مكونات جامدة (الطائفية – القومية – طبقة )، فإن ورقة سامي الكيال رفضت التعامل مع تلك المكونات وآثرت الاشتغال على دراسة الفعل والبنية المتجادلة، لذلك وصل الباحث إلى استعارة مفهوم التوق للحياة بدلاً عن السلم الأهلي الجامد .
في السياق ذاته ذهبت ناريمان عامر إلى أن الثورة السورية تعبير عن قمع سلطة مديد (عامل داخلي) وجدت مبررها في( العامل الخارجي) واستغنت عن محددات المنهج المسبق التي اتكأ عليها الناشطون، وطرحت فكرتي غياب الهوية والمشكلة الاقتصادي في تفسير السلم الأهلي وزعزعته.
أما بدرخان علي فدخل من مدخل بنية النظام لا بنية المجتمع لتفسير الثورة وعلاقتها بالسلم الاهلي وأن النظام السوري من النمط السلطاني الشمولي الذي يتمتع بعمق السلطة وهشاشة الدولة وقد انفرط العقد الاجتماعي بينه وبين المجتمع، ما زاد في استخدام العنف والعنف المضاد.
بدوره فكك محمد ديبو بنية النظام من بوابة الطائفية، فتوصل إلى أن النظام ليس طائفياً، بل يستجدي الطائفة بقدر مصالحه ويتشابك مع طوائف أخرى ويستخدم الطائفية المبطنة، ويضرب أعداءه بتهمتها لذلك كانت الثورة وكان تأخر حسمها .
هكذا تجد في قراءة هذا الكتاب المتميز أن جميع من أدلى بدلوه قد اتفقوا على الهدف، ولكنهم اختلفوا في الرؤية وأداة التحليل، بيد أنهم وصلوا إلى مآلات متقاربة في بناء السلم الأهلي أو نسفه .
كتاب عوامل السلم الأهلي والنزاع الأهلي في سوريا، الذي صدر حديثاً عن مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا، يعتبر أحد الكتب البحثية الهامة في هذا المجال، إذ يتناول واقع السلم الأهلي وعوامل تكريسها وعوامل النزاع الأهلي وانفجارها من خلال رصد وتحديد مجموعة من النقاط والتي تم استخلاصها من الجلسات التدريبة والأجواء التفاعلية والنقاشات التي سادت ورشات الإعلام المدني، والنتائج التي تمخضت عنها، وتقديم هذه الآراء إلى أربعة باحثين سوريين متابعين لم-جرى الأحداث وسياق التحول في سوريا للاستئناس وتطعيم دراستهم بها كونها عبرت عن وعي شريحة من المجتمع السوري متابعة لواقع معظم المناطق السورية.
وقد اغنت تلك الآراء مشروع الدراسة النقدية التي لم تكن من النمط التقليدي المثقل بالمصادر والإشارات المرجعية بل كانت عبارة عن رؤية نقدية تفكيكية لآراء عينة البحث المستهدفة ومنهجية التقصي المعتمدة والتي قد يكون لها دور إيجابي في حفر المفاهيم السائدة وتجاوزها نقدياً وصولاً إلى معرفة أكثر انفتاحاً بالواقع المتأزم.
مقومات السلم الأهلي وأركانه:
يتطرق الكتاب في مدخله إلى مجموعة من المقومات يجب توفرها من أجل صيانة السلم الأهلي وترسيخه في أي مجتمع، وتتمثل هذه المقومات في تعزيز الإدارة التعددية والاحتكام إلى القانون والحكم الرشيد وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية، ووجود إعلام حر ومتوازن، والعدالة الانتقالية وتجريم التفاضل العصبوي التقليدي.
حتى يتمكن أي مجتمع من بناء السلم الأهلي المنشود والذي يعني: أن يعيش الإنسان حياته، ويمارس أعماله بحريةٍ مسؤولة، وأن يحصل على متطلبات عيشه وحقوقه بيسر وسهولة، دون أن يخشى الاعتداء على حقه أو ماله أو على أمنه الشخصي أو أمن أهله.
جاء الكتاب في أربعة أجزاء تضمن كل جزء منها دراسة لباحث من الباحثين، حيث تناول الجزء الأول دراسة لمحمد سامي الكيال عن عوامل النزاع والسلم الأهلي في سوريا، فيما احتوى الجزء الثاني دراسة لناريمان عامر بعنوان سوريا: فيما يؤجج سلمها ويطفئ عنفها، وتضمن الجزء الثالث دراسة لبدرخان علي تحت عنوان الصراع الاجتماعي السياسي في سياق الثورة والحرب، واختتم الكتاب بالبحث الرابع وهو دراسة للباحث محمد ديبو عن الطائفية كعامل من عوامل النزاع الأهلي .
تباينت رؤية المشاركين في البحث باختلاف أدوات التحليل وتفسير مقومات السلم الأهلي ومهدداته، فإذا كان الشباب الذين شكلوا العينة المستهدفة أسرى المنهجية المسبقة لتلك المحددات بين(مقومات ومهددات) وتعاطوا مع مكونات جامدة (الطائفية – القومية – طبقة )، فإن ورقة سامي الكيال رفضت التعامل مع تلك المكونات وآثرت الاشتغال على دراسة الفعل والبنية المتجادلة، لذلك وصل الباحث إلى استعارة مفهوم التوق للحياة بدلاً عن السلم الأهلي الجامد .
في السياق ذاته ذهبت ناريمان عامر إلى أن الثورة السورية تعبير عن قمع سلطة مديد (عامل داخلي) وجدت مبررها في( العامل الخارجي) واستغنت عن محددات المنهج المسبق التي اتكأ عليها الناشطون، وطرحت فكرتي غياب الهوية والمشكلة الاقتصادي في تفسير السلم الأهلي وزعزعته.
أما بدرخان علي فدخل من مدخل بنية النظام لا بنية المجتمع لتفسير الثورة وعلاقتها بالسلم الاهلي وأن النظام السوري من النمط السلطاني الشمولي الذي يتمتع بعمق السلطة وهشاشة الدولة وقد انفرط العقد الاجتماعي بينه وبين المجتمع، ما زاد في استخدام العنف والعنف المضاد.
بدوره فكك محمد ديبو بنية النظام من بوابة الطائفية، فتوصل إلى أن النظام ليس طائفياً، بل يستجدي الطائفة بقدر مصالحه ويتشابك مع طوائف أخرى ويستخدم الطائفية المبطنة، ويضرب أعداءه بتهمتها لذلك كانت الثورة وكان تأخر حسمها .
هكذا تجد في قراءة هذا الكتاب المتميز أن جميع من أدلى بدلوه قد اتفقوا على الهدف، ولكنهم اختلفوا في الرؤية وأداة التحليل، بيد أنهم وصلوا إلى مآلات متقاربة في بناء السلم الأهلي أو نسفه .