كتاب مدخل إلى مقاصد الشريعة لـ د. أحمد الريسوني
كتاب مدخل إلى مقاصد الشريعةالمؤلف : أحمد الريسوني اللغة : العربية دار النشر : دار الكلمة سنة النشر : 2013 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
بالنظر إلى الاستعمالات المتداولة لعبارة “مقاصد الشارع”- أو في حالة الإفراد: مقصد الشارع ومقصود الشارع- يمكن التمييز بين مستويين لهذه المقاصد: مقاصد الخطاب ومقاصد الأحكام، وقد يعبر عنها- تبعاً للسياق- بمقصود النص، أو مقصود الآية، أو مقصود الحديث، ويستعمل هذا الاصطلاح خاصة عندما يتوارد على النص الشرعي معنيان يكون المعنى المعنى الأول هو الظاهر وهو المتبادر إلى الفهم، ولكن بمزيد من التأمل والتدبر، وبالاحتكام إلى القرائن التفسيرية المساعدة، يتبين أن للنص مقصوداً هو غير ما يتبادر إلى الذهن من ظاهر الألفاظ، فيقال حينئذ: المقصود كذا، أو مقصود النص كذا…
وبناء على هذا التقصيد للخطاب الشرعي، يتحدد الحكم المقصود منه، وتتجلى مجالاته التطبيقية، كما يساعد ذلك على تلمس العلة التي بني عليها والحكمة التي يرمي إليها، ومما يجدر التنبيه عليه في هذا السياق، أن تفسير النصوص الشرعية يتجاذبه عادة اتجاهان: اتجاه يقف عند ألفاظ النصوص وحرفيتها، مكتفياً بما يعطيه ظاهرها، واتجاه يتحرى مقاصد الخطاب ومراميه، ويستند هذا الاتجاه إلى التسليم العام بكون الشريعة ذات مقاصد وحكم مرعية في عامة أحكامها (وهو ما سيأتي بيانه بعد قليل) فيعمد أصحاب هذا الاتجاه عند النظر في أي نص شرعي، إلى استحضار تلك المقاصد والحكم، وأخذها بعين الاعتبار في تحديد معناها “المقصود”.
حين نعرف “مقصود الخطاب” على وجهه الصحيح، محترمين في ذلك قواعد اللغة ومسلمات الشرع وغيرها من الأسس التي يجب اعتمادها في تفسير النصوص الشرعية، حينئذ نكون قد عرفنا “مقصود الشرع” في خطابه، وعرفنا المقتضى الصحيح لذلك الخطاب، أي ما هو المطلوب منا بمقتضى ذلك الخطاب. ولكن يبقى علينا- ونحن نبحث عن المقاصد- أن نعرف ما هي الغايات التي يرمي الخطاب الشرعي إلى تحقيقها وإيصال الناس إليها؟ ما هي الفوائد التي يحققها لنا العمل بمقتضى الحكم الشرعي؟ بعبارة أخرى: ما هي مقاصد التشريع؟
وبناء على هذا التقصيد للخطاب الشرعي، يتحدد الحكم المقصود منه، وتتجلى مجالاته التطبيقية، كما يساعد ذلك على تلمس العلة التي بني عليها والحكمة التي يرمي إليها، ومما يجدر التنبيه عليه في هذا السياق، أن تفسير النصوص الشرعية يتجاذبه عادة اتجاهان: اتجاه يقف عند ألفاظ النصوص وحرفيتها، مكتفياً بما يعطيه ظاهرها، واتجاه يتحرى مقاصد الخطاب ومراميه، ويستند هذا الاتجاه إلى التسليم العام بكون الشريعة ذات مقاصد وحكم مرعية في عامة أحكامها (وهو ما سيأتي بيانه بعد قليل) فيعمد أصحاب هذا الاتجاه عند النظر في أي نص شرعي، إلى استحضار تلك المقاصد والحكم، وأخذها بعين الاعتبار في تحديد معناها “المقصود”.
حين نعرف “مقصود الخطاب” على وجهه الصحيح، محترمين في ذلك قواعد اللغة ومسلمات الشرع وغيرها من الأسس التي يجب اعتمادها في تفسير النصوص الشرعية، حينئذ نكون قد عرفنا “مقصود الشرع” في خطابه، وعرفنا المقتضى الصحيح لذلك الخطاب، أي ما هو المطلوب منا بمقتضى ذلك الخطاب. ولكن يبقى علينا- ونحن نبحث عن المقاصد- أن نعرف ما هي الغايات التي يرمي الخطاب الشرعي إلى تحقيقها وإيصال الناس إليها؟ ما هي الفوائد التي يحققها لنا العمل بمقتضى الحكم الشرعي؟ بعبارة أخرى: ما هي مقاصد التشريع؟