كتاب المساجد والقصور في الأندلس لـ دكتور السيد عبد العزيز سالم
كتاب المساجد والقصور في الأندلس |
عنوان الكتاب: المساجد والقصور في الأندلس
المؤلف: دكتور السيد عبد العزيز سالم
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مؤسسة شباب الجامعة
الطبعة: 1986
عدد الصفحات: 204
حجم الكتاب : 24.6 ميغا
حول الكتاب
تختلف الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس اختلافا بينا عن غيرها من حضارات البلاد التي أخضعها الإسلام لسلطانه. وكان المغرب والأندلس يؤلفان جزءا منفصلا عن بقية العالم الإسلامي لبعدهما الشاسع وعزلتهما عنه نتيجة للانفصال السياسي الذي حدث على إثر سقوط الدولة الأموية بالمشرق وقيام الدولة العباسية. وقد استطاع عبد الرحمن الداخل أحد أمراء بني أمية بفضل ما أوتي من ألمعية أن يؤسس ملكا يعد فنائه، إذ اقتحم جزيرة شاسعة المحل، نائية المطمع، عصبية الجند فضرب بين جندها بخصوصيته وقمع بعضهم بقوة حيلته واستمال قلوب رعيتها بحسن سياسته حتى انقاد له عصيهم وذل له أبيهم، فاستولى فيها على أريكته، ملكا على قطيعته، قاهرا لأعدائه حاميا لذماره مانعا لحوزته.وما كاد عبد الرحمن الداخل يستقر بقرطبة ويستقيم أمره بها حتى بنى المسجد الجامع والقصر بقرطبة. ومنذ ذلك العهد بدأ فن العمارة يتلمس طريقه في الأبنية الدينية والمدنية، فقد عمد عبد الرحمن بن معاوية منذ أن استقام له الأمر إلى تجديد ما طمس لبنى أمية بالمشرق من معالم الحلافة وآثارها، فشيد الدور وأقام القصور. وكان بحكم بعده عن دمشق مسقط رأسه يحن إلى أرضه حنينا متواصلا فأقام منية الرصافة شمالي قرطبة لنزهه وسكناه واتخذ بها قصرا حسنا ودحا جنانا واسعة ونقل إليه غرائب الغروس وأكارم الشجر من كل ناحية وسماه باسم رصافة جده هشام. وتأثر في بنائه للمسجد الجامع بقرطبة بالجامع بقرطبة بالجامع الأموي بدمشق.ومنذ ذلك الحين نبت الفن الإسلامي بالأندلس وما لبث أن ترعرع في العصور التالية حتى وصل إلى ذروة نضارته في عصر بني نصر، ثم هاجر هذا الفن إلى المغرب بعد أن طرد من بلاده التي ولد فيها على أثر الاسترداد المسيحي وقدر له أن يقضي فيه البقية الباقية من حياته.